السياسية : هناء السقاف

معاناة المواطن اليمني المستمرة في الحصار في ظل الحرب علی بلده من تحالف العدوان لا تخفى علی أحد، فليس هناك شي إلا ويعانيه ابن البلد.

وفي هذا الإطار تبقى مشكلة إغلاق المطارات هي من ضمن أكبر ما يتعرض له الشعب من ظلم خاصة أولئك المرضی ممن يعانون من مشاكل صحية مزمنه وخطيرة يتوجب عليهم فيها الی السفر للخارج لتلقي العلاج..

تقول أحدی  الأمهات أن ابنتها تعاني من مرض السرطان  وان الورم من الدرجة الثالثه كما أخبرها الطبيب المعالج والتي اكتشفت فيما بعد أنه ورم خبيث وقد بدأ في الانتشار.. مضيفة بحرقة في حديث خاص للسياسية” ابنتي متعبة جدا وحالتها تزداد سوء ولا تتحمل معاناة السفر الی مطار عدن حتى تتمكن من السفر خارجا” وتابعت” لا يعلم حالنا إلا الله ونحمده علی ما ابتلانا وأدعو أن يفرجها الله علينا وعلى من يتجرع المعاناة من حصار البلاد ”

بدوره يقول أحمد فارس أن شقيقه يعاني من جلطات في الدماغ وحالته خطيرة جدا وحاول بشتی الطرق في البحث عن شفائه وان آخر الحلول بعد الله السفر به خارج اليمن..لكن الأطباء أكدوا له أنه يعاني من نقص الأكسجين بعد تدهور حالته الصحية والتي مستحيل أن يتحمل فيها طريق السفر الی محافظة عدن حيث لابد من استنشاقه للاوكسجين طوال الطريق الی أن يتم نقله الی المستشفی المعالج له في أحدی الدول وربما لن يتحمل الضغط الجوي في الطائرة فيؤدي إلي الوفاه المباشرة”.

يواصل حديثه فارس بكل ألم ” ومع  كل ذلك فإن السفر مكلف وحجز مقعد سريري في الطائرة مكلف أكثر ولو كان مطار صنعاء مفتوحا لربما استطعنا أن ننقذ أخي مما يعانيه قبل تدهور حالته..

ليس إلی هنا تتوقف المعاناة فهناك العديد من الأشخاص الذين يشكون من مسافة الطريق والإجراءات التعسفية في النقاط الأمنية التابعة للعدوان ومرتزقتها وسماسرة مكاتب الطيران اليمني الذي يتلاعب معهم في أسعار التذاكر التي ترتفع بحجة الازدحام وعدم توفر مقاعد شاغرة.

يقول أحدهم أنه اضطر الی إضافة 100دولار عنه وعن كل فرد من أسرته فوق سعر التذكرة لسمسار يتبع موظفي المكاتب التابعة لطيران اليمنية  عندما ابلغوه انه تأخر عن الموعد ويجب أن ينتظر شهر ونصف نظرا لازدحام المسافرين .

وتأتي مرحلة لوصول الی سلم الطائرة وتنفس الصعداء لدى العديد من المسافرين فتبدأ المعاناة الأكبر  ويبدأ الاستغفار والتسبيح والدعاء الذي لايفارق السنتهم خوفا من هذه المواصلة الدولية المتهالكة والمهملة من قبل المسؤولين والعاملين فيها بعدم الصيانة الدورية لها بالشكل المطلوب.

وقد تداولت وسائل الإعلام أنباء عن اختراق منقار طائر ضخم الزجاج الأمامي لطائرة اليمنية نوع ايرباص ٣٢٠ والمتوجهة من مطار سيئون إلى مطار القاهرة وكاد أن يقتل ١٥٠ راكبا معظمهم جرحى ومرض.

ونجا الركاب على متن الرحلة ٦٠٦ بأُعجوبة من موت محقق وشق الطيار طريقه بصعوبة في سماء بدت مكسرة من خلف زجاج محطم، و هبط بالركاب في مطار القاهرة.

كما نجا ١٥٠ راكبا من موت محقق  على متن رحلة الإياب رقم ٦٠٧ العائدة إلى عدن في نفس اليوم ودون أن تُعالج مشكلة تحطم الزجاج الأمامي للطائرة.

وبحسب ما يتداول ان الطيار استطاع يومها أن يهبط بها في مطار القاهرة بعد دقائق من إقلاعها بسبب أعطال أخرجتها عن الجهوزية المطلوبة للسفر، وقامت إدارة مطار القاهرة بإيقافها عن الطيران خوفا من حدوث كارثة في الجو و إلي أن تتم الإصلاحات المطلوبة.

تساؤلات يطرحها العديد من المراقبين عن استهتار القيادة في الخطوط الجوية اليمنية بأرواح الناس حيث أن دخلها من أسعار التذاكر يدر عليها بملايين الدولارات كما أنه لايقل سعر التذكرة الواحدة عن 500 دولار. فلماذا لاتتم الصيانة وإصلاح الطائرات المهترئه من مقاعد وإطارات وغيرها .

تحكي  احدی المسافرات  اليمنيات العائدات الی أرض الوطن عقب رحلة علاجية إلي الهند أنه عند هبوط الطائرة في مطار عدن  ونزول الركاب تفاجأت استعداد مسافرين للصعود الی الطائرة التي لم تتوقف آلاتها عن الدوران لتستعد للإقلاع مجددا في حادثة اعتبرتها الأولی من نوعها حيث كان يجب أن تأخذ قسط من الراحة وتفقدها ليقول لسان حالها “الطمع في أخذ مال أكثر ”

هذا واشتكى مسافرون من قبل استغلال طيران اليمنية للأوضاع الراهنة بحيث وصلت إلى بيع تذكرة الرحلة الواحدة لأكثر من مسافر، الأمر الذي خلف سخط واسع تجاه “طيران اليمنية”، خاصة في ظل صمت وزارة نقل حكومة هادي.

ويقول ناشطون إن الشركة تقوم برفع أسعار التذاكر بالتنسيق مع قيادات شرعية هادي لتعويض خسائر الشركة على حساب المواطن، في ظل أن حكومة هادي لم تقوم بدورها في دعم الشركة بل على العكس تقوم بصرف تذاكر مجانية لبعض المواطنين الذين يمتلكون وساطات مع المسؤولين.

طيران اليمنية كثر شاكوها وقل شاكريها ومن يعملون في هذه الشركة فهم مثلهم مثل هادي وقياداته همهم الأول نهب الأموال من أي إيرادات لايهمهم مصلحة المواطن فشعارهم الوحيد اسوة بجهنم “هل من مزيد؟”