السياسية: متابعات : صادق سريع

أثار خبراء طبيون تساؤلات بشأن قرار دونالد ترامب تحية مؤيديه في جولة بالسيارة خارج المستشفى الذي يعالج فيه من كوفيد-19.

وهناك مخاوف من أن يكون الرئيس الأمريكي، الذي كان يرتدي كمامة، قد عرض موظفي الخدمة السرية داخل السيارة للخطر.

ولكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، قال إن رحلة الأحد “أقر الفريق الطبي أنها آمنة”.

ولا تزال هناك أسئلة حول خطورة مرض ترامب بعد صدور بيانات متضاربة خلال نهاية الأسبوع.

وذهب الرئيس إلى المستشفى الجمعة، بعد إعلانه قبل ذلك بساعات عن إصابته بالفيروس.

وقد أصاب مرض كوفيد- 19 أكثر من 7.4 ملايين شخص، وقتل أكثر من 200 ألف شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقا لجامعة جونز هوبكنز.

وأدت إصابة ترامب بالفيروس إلى قلب حملته الانتخابية رأساً على عقب. ويواجه الرئيس الأمريكي المنافس الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 3 نوفمبر.

 

*ماذا فعل الرئيس؟
لوح ترامب للمؤيدين من وراء زجاج سيارة مغلقة، بعد أن غرد على تويتر بأنه سيغادر مستشفى والتر ريد الواقع بالقرب من واشنطن في “زيارة مفاجئة” لـ “الوطنيين” في خارج المستشفى.

ويقول خبراء إن جولة الرئيس القصيرة بالسيارة خالفت قواعد الصحة العامة بالحجر الصحي خلال فترة العلاج من الفيروس، وربما تكون قد عرضت عملاء الخدمة السرية داخل السيارة لخطر الإصابة.

وقال الدكتور جيمس فيليبس، وهو طبيب في المستشفى الذي يعالج فيه الرئيس، في تغريدة على تويتر، إن من كانوا داخل سيارة الرئيس معرضون لخطر الإصابة بالمرض وسيحتاجون إلى الحجر الصحي لمدة 14 يوما.

كما انتقد الديمقراطيون الجولة، إذ قال حكيم جيفريز عضو مجلس النواب على تويتر: “نحن بحاجة إلى قيادة. وليس إلى التقاط صور”.

لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جود دير، دافع عن هذه الخطوة، قائلاً: “اتخذت الاحتياطات المناسبة بما في ذلك معدات الحماية الشخصية للقيام بهذه الجولة لحماية الرئيس وكل من يدعمها”.

*ماذا علمنا في نهاية الأسبوع؟

تبين خلال نهاية الأسبوع، أن حالة الرئيس كانت أكثر خطورة مما أفيد به في السابق عندما ذهب إلى المستشفى مساء الجمعة.

*هل يطيح فيروس كورونا بالرئيس ترامب؟
في الغارديان: الدرس المستفاد من إصابة ترامب بكورونا… كل الأكاذيب في العالم لا يمكن أن تمنع الواقع
وقال البيت الأبيض إن ترامب كان يعاني من “أعراض خفيفة” لمرض كوفيد-19، لكن تأكد في نهاية الأسبوع أنه تلقى أوكسجينا إضافيا بعد انخفاض مستوى الأوكسجين في دمه مرتين خلال يومين.

وقال الخبراء إنه أعطي أيضا عقار ستيرويد ديكساميثاسون، وهو الدواء الذي عادة ما يخصص للحالات الخطيرة.

وهناك شكوك حول احتمال أثاره الأطباء في وقت سابق، وهو مغادرة ترامب المستشفى الاثنين، في وقت مبكر عما كان متوقعا.

ويصنف الرئيس، البالغ من العمر 74 عاما، والمندرج بين الأشخاص ذوي السمنة المفرطة، ضمن فئة المعرضين للمخاطر أكثر بالنسبة إلى مرض كوفيد-19. وقد أعطي الجمعة، حقنة تجريبية عبارة عن مجموعة أدوية، كما بدأ دورة علاج لمدة خمسة أيام بتناوله دواء ريمديسفير المضاد للفيروسات.

* هل يطيح الفيروس ترامب ؟

ناقشت صحف ومواقع عربية تداعيات إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا على السباق الرئاسي.

وتساءل كتاب عما إذا كان الفيروس سيطيح بالرئيس من الانتخابات الأمريكية فيما أشار آخرون إلى أن الفيروس ربما يكون لصالحه بسبب “التعاطف الإنساني”.

وكان ترامب البالغ 74 عامًا قد أعلن عن إصابته وزوجته ميلانيا بكوفيد19 وسط تضارب التصريحات حول وضعه الصحي.

*ما التداعيات؟

يقول جلال عارف في صحيفة أخبار اليوم المصرية: “وجه الفيروس ضربته الجديدة بإصابة الرئيس الأمريكي ترامب، وزوجته مع الآثار بالغة الخطورة داخليًا وخارجيًا، ومع التأثيرات المحتملة على انتخابات تجسد كل مظاهر الأزمة التي تعيشها أمريكا المنقسمة على نفسها بصورة مفزعة!!”

ويتساءل إياد أبو شقرا في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: “أي تداعيات لكوفيد 19 على سباق البيت الأبيض؟”

وقال أبو شقرا: “إصابة ترامب بالفيروس ستربك -بلا شك- حملته الرئاسية، بصرف النظر عن استفادته من ̕التعاطف̔ الشعبي أم لا. ثم إن لترامب، بجانب التحديين الصحي والانتخابي، خططه لإحكام قبضته على المحكمة العليا عبر تثبيت تعيين القاضية المحافظة آيمي كوني باريت. ومع مرض الرئيس، وإصابة بعض الشيوخ الجمهوريين، ثمة من يتساءل عن إمكانية التثبيت قبل انتخابات مطلع نوفمبر الرئاسية والتشريعية”.

وأضاف: “ما حدث مفصل مهم، وتداعياته قد تكون أبعد مما كان المراقبون والمحللون يتصورون”.
وفي الصحيفة نفسها، يقول حسين شبكشي: “إذا تعافى الرئيس فسيكسب نقاط تعاطف من الناخبين، خصوصًا أنه أصيب وزوجته بالفيروس المعقد، وسيكون قد مضى وقت مهم من الزمن انشغل الناس بصحة الرئيس وأخبارها عن الحال الانتخابي. ولكن العدوى لم تقتصر على الرئيس وزوجته، ولكنها أصابت بعض أعضاء فريق حملته الانتخابية وجهازه التنفيذي، والأهم أنه في خلال حفل الإعلان عن اسم المرشحة إيمي باريت لمنصب القاضية الجديدة في المحكمة العليا… وهذه مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للرئيس ترامب وفريقه الجمهوري، فهو يريد ضمانة أغلبية يمينية محافظة في المحكمة العليا في حالة اللجوء إليها إذا كانت نتائج الانتخابات الرئاسية لم تحسم، وذهبت إلى المحكمة العليا للبت فيها”.

ويشير عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إلى أن “الناخب الأمريكي يدرك جيدًا أن تعاطي رئيسه مع وباء الكورونا كان مخجلًا، ولا ينسى كيف طالب المصابين بشرب المواد المطهرة مثل الديتول، وكشف أنه يتعاطى عقار ̕الكلوروكين̔ المضاد لمرض الملاريا كنوعٍ من الوقاية، وعلى عكس نصائح المستشار الطبي للبيت الأبيض”.

*”تعاطف شعبي”

على الجانب الآخر، يرى طارق الحميد في “عكاظ” السعودية أن “لوم ترامب على تفشي كورونا، تفعله وسائل الإعلام الأمريكية المنحازة ضد الرئيس، أو تلك التي تختلف معه فكريًا، وأعلنت دعمها صراحة لجو بايدن، مثل مجلة نيويوركر، وهذا تقليد أمريكي متعارف عليه بين الصحف”.

ويتابع: “وعليه فربما، وفي حال تجاوز ترامب أزمة كورونا الصحية أن تسقط ورقة كورونا التي يلعبها الديمقراطيون بالانتخابات الرئاسية بعد قرابة شهر من الآن ضده، حيث إن إصابة ترامب من شأنها أن تمنحه التعاطف الشعبي، إنسانيًا”.

ويرى عبد القادر شهيب في موقع بوابة فيتو المصري أن “الأيام المقبلة سوف توضح بجلاء هذا الأمر، هذا إذا ظلت حالة الرئيس الأمريكي الصحية مستقرة ولم يتعرض لمضاعفات وصعوبات كبيرة وصارت حالته حرجة، لأن وقتها سوف يكون الوضع الانتخابي فى أمريكا مفتوحاً على كل الاحتمالات التي لم يسبق أن شهدتها من قبل”.

*”استغلال ” سياسي

من جانبه، يتبنى حميد حلمي البغدادي في موقع قناة العالم الإيرانية رأيًا آخر.

ويقول: “من الواضح أنه حتى إصابة ترامب بالوباء أصبحت موضع شك وريبة لدى الأوساط السياسية والإعلامية العالمية، فالرجل كذاب أشر ويعول كثيرًا على عنصر الضجيج والفوضى في حياته الشخصية والرئاسية، وهو ما يعزز الاعتقاد من احتمال استغلال الرئيس الأمريكي حالته أيضاً للتهرب من إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وإعلان حالة الطوارئ فيها لسحب البساط من تحت أقدام الديمقراطيين ومرشحهم بايدن، ومواصلة سياسة التوتير والتشنج وتأجيج الأزمات الذي اعتمدها الجمهوريون في عهد ترامب طيلة السنوات الأربع الماضية”.

*من هي هوب هيكس ؟

 

أصيب الرئيس دونالد ترامب وزوجته ميلانيا بفيروس كوفيد 19 بعد أن تبين إصابة مساعدته المقربة هوب هيكس بالفيروس.

وكانت مساعدة الرئيس البالغة من العمر 31 عاما، قد حلت محل أنتوني سكاراموتشي كمديرة اتصالات الرئيس عندما أُقيل بعد 10 أيام فقط من توليه منصبه في عام 2017.

وليس لهيكس اي خبرة أو معرفة سياسية، لكنها كانت على صلة بعائلة ترامب على مدار السنوات الخمس الماضية.

ومسيرتها مع ترامب مليئة بالتقلبات، فقد استقالت من منصب، لكنها عادت لاحقاً في منصب مختلف في فريقه.

إذن كيف حصلت هذه الشخصية على واحدة من أهم الوظائف في حكومة الولايات المتحدة؟

*إيفانكا ترامب

بدأت هوب هيكس حياتها المهنية في العلاقات العامة حيث كانت شركة أزياء إيفانكا ترامب واحدة من عملائها.

وبعد أن عملت عارضة أزياء لدور أزياء راقية مثل رالف لورين، قامت بعرض بعض ملابس شركة إيفانكا كجزء من وظيفتها.

وكان العمل مع الابنة الكبرى لدونالد ترامب يعني أن هوب هيكس ستلفت أنظار الرئيس الأمريكي في النهاية.

واختارها ترامب شخصيا في أكتوبر عام 2014 للعمل في العلاقات العامة لشركته العقارية.

*سياسية بالصدفة

 

في أوائل عام 2015، دخلت المجال السياسي عندما ذهبت مع دونالد ترامب في رحلة في إطار حملته الرئاسية، حتى أنها ساعدت في إدارة حساب تويتر الخاص به.

وعندما أصبحت الحملة أكثر جدية، كان عليها أن تقرر بين أن تصبح سكرتيرة صحفية سياسية متفرغة أو العودة للعمل في شركة ترامب العقارية.

فاختارت العودة للعمل في شركة ترامب العقارية، لكن مرة أخرى، طلب منها دونالد ترامب شخصيا البقاء في فريقه السياسي فقبلت بذلك.

الابتعاد عن الأضواء
ونادرا ما تجري هوب هيكس لقاءات صحفية، على الرغم من أنها حاضرة دائما عندما يجري الصحفيون مقابلات مع ترامب.

وعندما بدأت العمل في الحملة الرئاسية، حذفت حساباتها على تويتر وانستغرام.

وعندما أصبح دونالد ترامب رئيسا خلق ترامب لها وظيفة جديدة، مديرة الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض.

واتسمت طريقتها في التعامل مع الرئيس بأنها لا تسعى لتغييره، ولكن ببساطة تسهل له ما يريد القيام به.

ووفقا لتقرير لموقع بوليتيكو فإن هيكس هي واحدة من المطلعين الحقيقيين القلائل على الحياة الخاصة لعائلة ترامب حتى أنها كانت تتناول عشاء السبت (وجبات خاصة في العقيدة اليهودية) مع إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر.

وكانت أيضا واحدة من الأشخاص القلائل الذين حضروا لقاء البابا مع ترامب في مايو/أيار عام 2017.

*استقالة وعودة
استقالت هيكس في فبراير عام 2018، بعد يوم واحد من إدلائها بشهادتها أمام الكونغرس وقالت خلالها بأنها كانت تكذب من حين لآخر لصالح ترامب.

وفي غضون ذلك عملت في محطة فوكس نيوز المقربة من ترامب لكنها عادت إلى فريق الرئيس في وقت سابق من هذا العام.

ووفقا لمراسلة بي بي سي في البيت الأبيض تارا ماكيلفي في ذلك الوقت، سبب عودتها بسيط للغاية: “قليلة الكلام، ويبدو أنها تعرف أسرار الرئيس”.

وكالات