44 عاما على ذكرى يوم الأرض
السياسية – وكالات:
أحيا الفلسطينيون أمس الذكرى الـ 44 ليوم الأرض تأكيدا على تمسكهم بحقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس ومواصلة المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي والتصدي للسياسات الأمريكية المنحازة له لإفشال كل المخططات الرامية لاقتلاعهم من أرضهم ومحو هويتهم الحضارية والتاريخية والتي كان آخرها ما تسمى صفقة القرن المشؤومة.
و رغم تزامن إحياء يوم الأرض الفلسطيني هذا العام مع تنامي جائحة كورونا واجتياحها للعالم إلا أنه لم يقعد الفلسطينيين عن تذكير العالم أن لهم أرضا محتلة ومغتصبة مما يعزز أكثر وأكثر إرادة الصمود والمقاومة في مواجهة الاحتلال وهو يتحين الفرص والظروف من أجل تمرير المؤامرة الأكبر على القضية الفلسطينية أو ما يسمى “صفقة القرن”، إلا أن كل مخططات هذا الاحتلال جوبهت وتواجه بمزيد من الصلابة والقوة بالتمسك بالأرض وبالهوية الوطنية الفلسطينية ومقاومة المشروعات التآمرية.
وواجه الشعب العربي الفلسطيني تحدي جائحة كورونا بالإصرار على إحياء هذه الذكرى عبر نوافذ وشرفات البيوت بأناشيد وطنية، وبحق الفلسطيني بأرضه ولتصدح وعلى امتداد مساحات الوطن الفلسطيني أناشيد (موطني.. وسنرجع يوماً مع تجدد العهد لشهداء يوم الأرض على أن يسترد الشعب الفلسطيني حقه بالكامل في أرضه ووطنه ويدافع بكل صلابة عن مقدساته، متمسكاً بهويته الوطنية وبنهجه النضالي المقاوم ضد الاحتلال وصفقات الاستسلام.
وتعود أحداث يوم الأرض إلى الثلاثين من مارس عام 1976 عندما عمت المظاهرات مختلف المدن والقرى الفلسطينية احتجاجا على استيلاء سلطات الاحتلال على 21 ألف دونم من أراضي مدينة الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وقمعتها قوات الاحتلال بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين وجرح واعتقال المئات ليظل هذا التاريخ ملحمة صمود مضيئة حاضرة في الذاكرة الفلسطينية على مر السنين تنير طريق المقاومة في وجه مخططات الاحتلال الاستعمارية التهويدية.
وفي ذلك اليوم أضربت مدن وقرى الجليل والمثلث إضرابا عاما، وحاولت سلطات الاحتلال كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
وكان الرد الإسرائيلي عنيفا على هبة “يوم الأرض”، باعتبارها أول تحدٍ، ولأول مرة بعد احتلال الأرض الفلسطينية عام 1948، حيث استخدمت الدبابات والمجنزرات وأعادت احتلال القرى الفلسطينية
ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن سلطات الإحتلال الإسرائيلي تسيطر اليوم على أكثر من 85 بالمئة من مساحة أراضي فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كم مربع.
و قال الجهاز إن الاحتلال الإسرائيلي يسيطر على أكثر من 85 في المائة من المساحة الكلية لأرض فلسطين التاريخية، بعدما كان اليهود في عهد الانتداب البريطاني يسيطرون فقط على 1682 كم2 أي ما نسبته 6.2 في المائة من أرض فلسطين التاريخية.
وأضاف في تقرير أصدره لمناسبة ذكرى يوم الأرض أن عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية نهاية عام 2018 في الضفة الغربية، بلغ 448 موقعاً، منها 150 مستوطنة و26 بؤرة مأهولة، تم اعتبارها أحياء تابعة لمستوطنات قائمة، و128 بؤرة استيطانية.
وفيما يتعلق بعدد المستوطنين في الضفة الغربية فقد بلغ 671,007 مستوطناً نهاية عام 2018، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.7 في المائة.
ويشكل استقدام اليهود من الخارج أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني بدولة إسرائيل، ويتضح من البيانات أن نحو 47% من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس، حيث بلغ عـددهم نحو 311,462 مستوطناً، منهم 228,614 في القدس الشرقية، ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967. وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية، نحو 23 مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت في محافظة القدس نحو 70 مقابل كل 100 فلسطيني.
وشهد العام الماضي زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء نحو 8,457 وحدة جديدة، بالإضافة إلى إقامة 13 بؤرة استعمارية جديدة.
وأوضح أن “عـدد الفلسطينيين المقدر نهاية عام 2019 بلغ نحو 13 مليونا، منهم 5 ملايين يعيشون فـي دولة فلسطين، ونحو مليون فلسطيني في أراضي 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية نحو 6 ملايين فلسطيني، في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية نحو 727 ألفاً”.
وقال التقرير، إن الاحتلال الإسرائيلي استغل تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين، خاصة في المناطق المصنفة (ج)، والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأمن والتخطيط والبناء، حيث يستغل الاحتلال بشكل مباشر ما نسبته 76 في المائة من مجمل المساحة المصنفة (ج).
وتطرق التقرير إلى سياسة الهدم والتدمير، وقال “إن إسرائيل خلال عام 2019 قامت بهدم وتدمير 678 مبنى، منها نحو 40 في المائة في محافظة القدس، بواقع 268 عملية هدم، وتوزعت المباني المهدومة بواقع 251 مبنى سكنياً و427 منشأة. كما أصدر الاحتلال خلال العام الماضي أوامر بوقف البناء والهدم والترميم لنحو 556 مبنى في الضفة الغربية بما فيها القدس”.
وتقدّر منظمة “مراقبة حقوق الإنسان”، أن هناك نحو 90 ألف فلسطيني في القدس الشرقية يعيشون حالياً في مبانٍ مهددة بالهدم.
وبالنسبة للحواجز الإسرائيلية، فقد قسمت الضفة الغربية إلى أكثر من 100 كانتون، تحول دون وجود تواصل بين مكونات الجغرافيا الفلسطينية بالضفة الغربية من خلال نحو 165 بوابة حديدية على مداخل المدن والقرى، ونحو 600 حاجز عسكري أو سواتر ترابية، لتسهل عملية عزل وفصل التجمعات الفلسطينية عن بعضها.
ويقيد الاحتلال الإسرائيلي حركة الفلسطينيين في بعض الشوارع التي يخصصها للمستوطنين، بحيث يصل طول الشوارع التي يمنع الفلسطينيين تماماً من استخدامها نحو 40 كم تقريباً، منها 7 كم داخل مدينة الخليل، إضافة إلى نحو 20 كم يتم فرض قيود جزئية على استخدام هذه الطرق من قبل الفلسطينيين.
وبالنسبة لقطاع غزة، قال التقرير: “أقام الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة بعرض يزيد على 1500م، وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على نحو 24 في المائة من مساحة القطاع البالغة 365 كم.