رحلة نجاح للنساء يمنيات يقهرن العدوان والحصار
السياسية : أمل باحكيم
النجاح هو مطلب كل إنسان وهو الهدف الأسمى الذي يسعى الجميع الى تحقيقه والوصول اليه ويتساءل البعض: هل يمكن ان تكون المرأة ربة منزل وأم مميزة وفي نفس الوقت تكون ناجحة في وظيفتها وهل باستطاعة المرأة أن تثبت ذاتها في المجتمع؟
للاجابة على هذه الاسئلة حرصت السياسية في هذه السطور أن تتعرف على قصص ونجاحات نساء يمنيات متميزات في المجتمع في مجالات متعددة، وكانت القصة الاولى بعنوان:
لسنا أقل شأنا من اسلافنا من العلماء:
رغم العدوان والحصار مع قوة الارادة والطموح تمكنت الباحثة أحلام الكامل في مجال طب الاسنان من عمل بحث علمي نشر في مجلتين عالميتين وتحدت جميع الظروف والعوائق وكانت الكلمات المحبطة ممن حولها هي وقودها للاستمرار.
فطبيبة الاسنان أحلام حققت حلمها بكل اصرار وعزيمة تحدت كل العقبات التى وقفت في طريق حلمها بأن تخدم الانسانية ببحثها العلمي العالمي لعلاج اللثة.
بعد أن أتمت أحلام جامعتها بامتياز والأولى على دفعتها عملت كمعيدة في جامعتها وحصلت على مقعد لتحضير الماجستير وحصلت أيضا على المركز الاول.
من هنا أصبحت رسالة الماجستير حلمها الاكبر فاستشارت مشرفي البحث في موضوع رسالتها فشاروا عليها أن تختار بحث يبحث عن مادة جديدة تكون فعالة في علاج امراض اللثة.
من هنا بدأ مشوار الألف ميل بخطوة وهي اختيار عنوان البحث (فاعلية غسول الفم ان اسياتيل سيستين في الوقاية وعلاج التهاب اللثة المستثار) تجربة عشوائية سريرية .
تحدَّت أحلام الكثير والكثير من الصعاب والعقبات التى تعيق نجاحها, فأول عقبة كيف تحضر المادة الخام من بلد المنشأ المانيا, واليمن محاصر جويا فمطار صنعاء مغلق علاوة على أن سعر المادة باهظ جدا لكن الحمد لله تم حصولها على المادة.
ولكن القدر السيئ كان حليفها حيث وقعت أحلام في عقبة اخرى تمثلت في انكسار الزجاجة التى بها حلم حياتها ؛ فكيف تصنع المادة وكيف تبلور المادة الخام الى مضمضة مصنعة.
ساعدها مشرفي البحث و احد المصانع الخاصة في تصنيع مادة البحث حيث تم تغيير الاوساط الحمضية والقاعدية, وتمت تصنيع المادة وهي اول من جربتها.
بدأت مرحلة العمل فقسمت الطلاب المتطوعين الى ثلاثة اقسام كانت ساعة المنبهه ترن في هواتفهم ليستخدموا المضمضة وهنا اكتملت المرحلة التجريبية.
ابتدأ مشوار المختبر باخد عينات فموية للبحث من خلال كمية فعالية المادة لمدة شهر ، ولكن مع بداية المشوار حصلت عقبة جديدة وهي عدم وجود شفرة ” دي ان اي” كما أن الجهاز الذي يكشف عن المادة غير موجود هنا واضطرت أن تشتغل على عينات بكترية بالغيبيات، واجهتها عقبة اخرى وهي كيف تصل هذه العينات البكترية الى الولايات المتحدة الامريكية إلى “ال دي اتش ال”.
بعد معاناة وصلت نتيجة البحث من امريكا “ال دي اتش ال” وحصلت الدكتورة أحلام على اول باحثة حول العالم استخدمت مادة ” الان اسياتيل سيستين” في مضمضة فموية لتخلص من التهابات اللثة وفتحت باب للأبحاث الاخرى لاستكمال ما بدأته .
وتم نشر البحث العلمي على جزيئين في مجلتين عالميتين في العالم، كما تم عرض البحث بمؤتمر عالمي في كندا كبحث علمي فريد من نوعه من وسط ظروف استثنائية في اليمن وبعد فترة وجيزة وصلت ورقة البحث الثانية من امريكا.
وهي تقول: نحن لسنا أقل شأنا من اسلافنا من العلماء الأوائل هم لم يكن لديهم كهرباء ولا طاقات شمسية ولا انترنت ولا وسائل اتصال كما لدينا الآن هم لم يكن لديهم كل التسهيلات التي نمتلكها الان لكنهم ابدعوا وتألقوا وبصماتهم الى اليوم تدرس في كل جامعات العالم .
القصص المؤلمة طريق النجاح :
مصممة الازياء ميرفت الحميضه نجحت في تكوين دار لتصميم الازياء فوصلت إلى قناعة أن القصص المؤلمة والقصص الصعبة للأشخاص الذين يتعرضون لآلام في حياتهم هم أكثر الناس نجاحا وإبداعا وتميزاً، لان الشخص وصل لمرحلة فقد فيها الأمل في كل شيء وقرر أن يقوم بنفسه لنفسه دون أن ينتظر أحداً ليساعده وآن الحياة ليس فيها مكان للضعفاء واليائسين.
بدأت ميرفت حلمها من بيتها فخيطت فساتين وخسرت وتعلمت الى أن أصبحت متقنة ولقيت اقبال من الناس فتوسعت شيء فشيئاً، فقررت أن تحقق حلمها الكبير فحضرت مجموعة من النساء الهنديات وتوسعنا في عمل الخياطة والتصميم ولكن العدوان اجبر العمالة الهندية أن تغادر بلادنا.
فقررت ميرفت ألاّ تيأس فأحضرت فتيات يمنيات ودربتهن وأرجعت الدار الخاص بها لتصميم الازياء “كنار” إلى الأفضل. وهكذا حققت ميرفت نجاحها بعد التغلب على عدة عقبات في طريقها.
بقلمي وفرشاتي نجحت حياتي:
الرسامة والفنانة التشكيلية لمياء الكبسي حققت نجاحها بقلمها وفرشتها , بدأت منذ طفولتها بالمشاركة بالرسم في المدرسة وفي دورات أخرى وكان والديها يشجعنها على الرسم ووفروا لها كل أدوات الرسم .
كبرت لمياء وكبر حلمها معها, أخدت دورات كثيرة في الرسم وتنسيق الالوان ودورات في الفنون التشكيلية وبدأت في عالمها الخاص عالم التحدي فأخطئت وخسرت الى أن جاء اليوم الذي تفتتح اول معرض خاص بها في المركز الثقافي السوري في صنعاء عام 2007, تلاها المعرض الخاص الثاني في مؤسسة السعيد للثقافة عام 2008.
وشاركت في العديد من المعارض داخل وخارج البلاد اخرها عام 2019 في معرض “مؤسسة بنيان” المتحف الوطني 2019. وأسست مؤسستها الخاصة “انامل للإبداع والفنون”.هكذا حققت لمياء حلم طفولتها وأصبحت الفرشاة صديقتها.
(اصنع لك مكاناً في القمة فالقاع مزدحم)
هذا الشعار الذي رفعته الروائية والقاصة نجاة باحكيم كعنوان لقصة نجاحها التى بدأت في سردها بقولها “في ذات نهار وأنا في الحديقة العامة رأيت طفلان من الصم يتحدثان بلغة الإشارة وكلٌ منها يفهم الآخر! أثار ذلك فضولي وقررتٌ البحث عمَّا إذا كان لديهم مدرسة من عدمه، حتى توصلت إليها وكانت لي فرصة بأنهم كانوا يبحثون عن شروط معينة عن بعض الراغبات للعمل في هذا المجال، وسيتم تدريبهن مدة عام دراسي كامل ليصبحن مدرسات، قررت للتو الالتحاق لدوافع انسانية لاسيما قسم التدخل المبكر للأطفال الصغار”.
من هنا كانت بدايتها , فالتحقت بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع وإثناء فترة التدريب كانت تقوم بالتدريس أيضا والفرحة تغمرها حين تنجح في جعل الطفل الأصم ينطق صوتاً فحرفاً فكلمة ويكوَّن ممن تلك الكلمات جملاً أقرب للفهم. وتشعر معه بالنجاح وتسعد الأسرة بأنَّ الطفل الأبكم أصبح قادراً على النطق.
نجاة باحكيم وبعد عدة سنوات من العمل؛ حصلت على الدرجة الوظيفية بشهادتها الجامعية عبر توظيف مكتب الخدمة المدينة في ديوان أمانة العاصمة وتخدمها الاقدار ليتم تعيينها مدير عام لإدارة خاصة باستكمال معاملات الأشخاص ذوي الإعاقة بديوان أمانة العاصمة لكافة الإعاقات لتساهم في استكمال مشروعها لتخفيف من الصعوبات التى يواجهها ذوي الاعاقة.
و بعد مضي عدة أعوام تم تعيينها مدير عام مكتب وزارة الثقافة بالأمانة عملت فيها بجد حتى تم تحقيق العديد من أهدافها المرجوَّة التى عكست وجودها في الميدان بالشكل المطلوب .
و الروائية والقاصة نجاة قامت بإصدار اول مجموعة قصصية حملت عنوان (ذات ليلة) تلاها رواية (جهينة) عام 2013م التي أشاد بها نقاد يمنين كبار ولها عدد من المشاركات الصحفية وفي المحافل الثقافية والادبية على المستوى المحلي والاقليمي وكذا أعمال أدبية تحت الطبع.
تجربة رائده نسائية “قارئ في كل بيت, ومكتبة في كل حي” :
مشروع ثقافي نسائي تطوعي وهو اول صالون في اليمن اساسه مجموعة من فتيات “صالون نون الثقافي” عام 2017. ويهدفن الى تعزيز قيمة القراءة لدى الكبار والصغار وإنشاء المكتبات في كل حي.
بدأنَّ مشروعهن ونجحن حتى وصلن إلى حلمهن وهدفهن في عدة انشطة ثقافية للكبار والصغار.
وفعلا بإصرارهن وعزيمتهن حققن نجاحات كبيرة منها الجلسات الادبية التي ينقشن فيها عدة كتب, فعاليات وأمسيات ثقافية , أقمن مهرجان سيرك المعرفة وهو نشاط خاص يربط بين المتعة وحب المعرفة والقراءة للأطفال .
وأقمن مكتبات في بعض المدارس ودار الايتام , واميات ثقافية بيوم العالمي ” للكتاب- الطفل –المرأة – اللغة العربية”
.ولهن خطط مستقبلية عديدة يسعين بها إلى خلق فسحة من الصفاء الادبي والثراء المعرفي تهتم بكافة شرائح المجتمع اليمني.