تقرير / محمد علي الديلمي

فشلت قمة مجلس التعاون الخليجي في نسختها الـ40 بغياب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في أعقاب مؤشرات على إمكانية حدوث انفراج في الأزمة الدبلوماسية.وخرجت القمة ببيان برتوكولي لا جديد فيه سوى تكرار اسطوانة أن إيران تتمدد بالعالم العربي .

 

وافتتح العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز ، القمة الخليجية في الرياض بكلمة نارية، تضمنت رسالة مبطنة إلى قطر التي غاب أميرها عن الحضور.

 

وأعلنت قطر أمس الثلاثاء، أنّ أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كلّف رئيس الوزراء بحضور قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض نيابة عنه، في خطوة تضعف آمال التوصل إلى حل فوري للأزمة الدبلوماسية خلال الاجتماع السنوي.

 

ويبدو أن الأزمة الخليجية  لم تكن في طريقها إلى خط النهاية، مع ظهور مؤشرات عديدة على ذلك أبرزها ماتردد عن معارضة ابوظبي برئاسة محمد بن زايد لأي تقارب مع الدوحة .

 

وصرح وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن الأزمة الخليجية ستستمر، مشيرا إلى أن لكل أزمة خاتمة وأن الحلول الصادقة والمستدامة لصالح المنطقة.

 

وقال قرقاش بتغريده على صفحته الرسمية في “تويتر”، إن أزمة قطر في تقديري مستمرة مع قناعتي أن لكل أزمة خاتمة وأن الحلول الصادقة والمستدامة لصالح المنطقة، واعتبر غياب أمير قطرعن قمة الرياض مرده سوء تقدير للموقف يسأل عنه مستشاروه، ويبقى الأساس في الحل ضرورة معالجة جذور الأزمة بين قطر والدول الأربع.”

 

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في حزيران/يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وترافق قطع العلاقات مع إجراءات اقتصادية بينها إغلاق الحدود البرية والطرق البحرية، ومنع استخدام المجال الجوي وفرض قيود على تنقلات القطريين.

 

ويرى محللون أن الأزمة أضرت بالدول المقاطعة لقطر أكثر مما أضرت بالدوحة. ويبدو أنّ السعودية بدأت باعتماد مقاربة لنزع فتيل التصعيد بعد تبنيها ما يقول خبراء في السياسة الخارجية إنها “سياسات متشددة” أخافت المستثمرين الأجانب.

 

وقال مصدران مطلعان على المفاوضات، بينهما دبلوماسي عربي، لوكالة فرانس برس، إن هناك من “يعارض” في أبوظبي إعادة العلاقات.

 

وقبل اندلاع الأزمة، كانت العلاقات بين قطر وجارتها السعودية متوترة خلال السنوات الأخيرة. ويعود جزء من التوتر إلى تقارير بثتها قناة “الجزيرة” القطرية حول أحداث في المنطقة ودعم الدوحة لتظاهرات ضمن إطار “الربيع العربي”، لا سيما في مصر والبحرين.

 

وفي حزيران/يونيو 2017، قطعت الدول الأربع رسميا علاقاتها مع الدوحة. واتهمت الدوحة بدعم جماعات إسلامية متطرفة وبالتقارب مع إيران، خصم الرياض، والتدخل في شؤون بعض الدول العربية الداخلية، هو ما نفته الإمارة. وردّت الدوحة باتهام السعودية بالسعي الى “فرض الوصاية” عليها.

 

وتبادل الطرفان بعدها الاتهامات حول مواضيع أخرى، من أداء فريضة الحج في مدينة مكة المكرمة في السعودية، إلى قرصنة حسابات على موقع “تويتر”.

 

وتسبب الخلاف الخليجي في انقسام عائلات مختلطة بين البلدين، ورتب على الشركات القطرية المزيد من النفقات، كما عقد السفر في المنطقة والجهود الدبلوماسية.

 

ولطالما أكدت الدول المقاطعة، أن الأزمة لن تنتهي دون استجابة الدوحة للائحة من 13 شرطا. ومن ضمن المطالب إغلاق قناة “الجزيرة” والحد من علاقات قطر مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.في حين ترفض الدوحة الاستجابة لهذه المطالب.

 

وهذا يعني إمكانية وجود “سلام متشعب”، ما يعني قيام الدوحة بتطبيع العلاقات فقط مع بعض الدول المقاطعة لها ومن بينها السعودية التي تشترك معها في حدودها البرية الوحيدة.

 

ويقول محللون أنه حتى الآن، يبدو أن هناك تقارب دون أي تنازلات كبرى من جانب الدوحة، بعدما عزّزت مقاطعة الدول الخليجية لها من اعتمادها على نفسها، ولو أنها تسببت بخسائر كبرى للخطوط الجوية القطرية.

 

ولم يصدر عن بيان قمة الرياض أمس مايشير إلى أن موضوع المصالحة مع قطر قد طرح أصلا  فوزير الخارجية السعودي يقول في مؤتمر صحفي حول الأزمة_الخليجية “الأفضل أن الموضوع هذا [الأزمة/المصالحة] يبقى بعيداً عن الإعلام”.

 

وجاء الرد سريعا على تصريح وزير الخارجيه السعودي من قبل الكاتب جابر الحرمي المقرب من السلطات القطرية قائلا أعلم لمَ يبقى بعيداً عن الإعلام حين يتعلق الأمر بالمصالحة،لكن حين تعلق الأمر باندلاع الأزمة والفجور بالخصومة،كان الإعلام أول الحاضرين.

 

وقال “الملك سلمان” -بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”-: “لقد تمكن مجلسنا (التعاون الخليجي) بحمد الله، منذ تأسيسه من تجاوز الأزمات التي مرت بها المنطقة”.

 

وفي دعوة غير مباشرة إلى قطر، أكد ” سلمان”، أن الأمر “يتطلب منا المحافظة على مكتسبات دولنا ومصالح شعوبنا، والعمل مع المجتمع الدولي لوقف تدخلات هذا النظام”.

 

وفي تعليق على قمة الرياض يقول المعارض السعودي فهد الغفيلي” كان بعض المثقفين المخلصين في دول الخليج يفكرون بتطوير مجلس التعاون؛ ليكون اتحاد كونفدرالي يواجه المخاطر, ويحقق تكامل إقليمي بكافة المجالات،ويحفظ جميع الدول،ويبعد الاعتماد على الوجود الأجنبي”

 

غير ان المجلس وحسب المعارض السعودي  “وإذا بنا اليوم نفكر بعودة المجلس إلى ما كان عليه قبل الأزمة العبثية. سياسة ابن زايد -وخلفه ابن سلمان- أصبحت تقود جزء من وجهة النظر الخليجية البعيدة عن وجدان العرب،فيضغط ويحاصر ويهدد أي مخالف له بطريقة بلطجية”.

 

والخلاصة أن قمة خليجية فاشلة أخرى عقدت في الرياض وبغياب أمير قطر كمؤشر للمصالحة ، وغياب الموقف الايجابي والجدي من قضايا فلسطين ,والعدوان على اليمن وغيرها من القضايا ، ليتأكد أن حكم سلمان وولده كان نكبة للسعودية والخليج وفلسطين واليمن وغيرها ، كما كان ايجابيا فقط للكيان الصهيوني وأمريكا.