السياسية – وكالات :

 

تستخدم السعودية عملية “الغسيل بالرياضة” للتستر على قيودها  الشديدة في حرية التعبير وحقوق المرأة، وتورطها في العدوان على اليمن  واغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في مدينة اسطنبول التركية الذي لا يزال عالقا بشكل كبير في مخيلة العالم.

 

ويحاول النظام السعودي من خلال الرياضة، أن يفكر الناس بشكل أقل في هذه الأشياء، وأن يفكروا أكثر في اللحظات الرياضية الكبيرة، عندما يسمعون عبارة “السعودية” حسب ما نقله موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الألكتروني اليوم السبت .

 

فلدينا السباق الأول من موسم الفورمولا إي في الرياض، وكذلك مباراة الإعادة بين أنتوني جوشوا وآندي رويز في ديسمبر المقبل ، إضافة إلى خطة إقامة سباق فورمولا 1 جديد هناك.

 

وقبل أسبوعين فقط، أعلنت أسبانيا أن نهائي كأس السوبر الإسبانية، الذي يتنافس فيه ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وبالانسيا، سيقام في السعودية على مدار السنوات الثلاث المقبلة.

 

وقد لاقى هذا الإعلان انتقادات كثيرة، حيث قالت وزيرة الدولة للرياضة بالإنابة في أسبانيا ماريا خوسيه ريندا إن الحكومة لن تدعم إقامة المنافسة “في البلدان التي لا تُحترم فيها حقوق المرأة”.

 

وهذا البيان أساسي لفهم كيف ولماذا تعتبر السعودية أحدث بلد يتهم بـ “الغسيل بالرياضة”.وقد يكون مصطلح “التبييض الرياضي” جديدا، لكن ممارسته ليست جديدة على الإطلاق.وقد بدأ تداول مصطلح “التبييض الرياضي” عام 2015.

 

ولقد بذل نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا العديد من الجهود لاستضافة الأحداث الرياضية، بما في ذلك سباق الجائزة الكبرى، فورمولا 1، في الثمانينات، الأمر الذي أثار الكثير من الجدل إلى حد كبير.

 

والآن، تمارس السعودية، كما تقول منظمة العفو الدولية، الشيء نفسه…إذ يتم ربط اسم دولة بأحداث رياضية كبيرة بدلاً من ربطه بانتهاكات حقوق الإنسان.

 

وسلطت المنظمة الضوء على سجل السعودية “السيء” في حقوق الإنسان.

وقالت منظمة العفو الدولية إن أنتوني جوشوا “يتعرض للخداع” لموافقته على إجراء نزاله القادم في السعودية، مضيفة أن “أي شخص ينتقد النظام فيها قد تم نفيه أو اعتقاله أو تهديده. لا يوجد أي مظهر من مظاهر حرية التعبير أو حق الاحتجاج”.

وقد ينقلب السحر على الساحر، فتخلق الدول التي تسعى إلى استخدام “التبييض الرياضي”، ردود فعل عكسية، وبالتالي يلفت ذلك الانتباه إلى الأشياء التي كانت تلك الدول تحاول إخفاءها.