السياسية – تقرير خاص:

شهد الشارع اللبناني تطورات جديدة على وقع الاحتجاجات الشعبية التي دخلت يومها السادس في العاصمة بيروت وبعض المدن الأخرى رفضا للسياسيات الاقتصادية لحكومة سعد الحريري.

وطالب المحتجون أمس الاثنين رئيس الحكومة سعد الحريري، بالرحيل، رغم إعلان حكومته موافقتها على بنود الورقة الإصلاحية التي قدمها الحريري.. مؤكدين استمرار الاعتصام، والمطالبة بإسقاط الحكومة والنظام برمته.

وأعلن الحريري بعد اجتماع مجلس الوزراء في بعبدا، اتفاق الحكومة على بنود الورقة الإصلاحية، مؤكدا أنه لم يطلب مهلة 72 ساعة من المحتجين بل من شركائه في الحكم.

وقال الحريري إنه “منذ تشكيل الحكومة وهو يطالب الفرقاء بتحقيق الكرامة الفردية لكل المواطنين، بحيث يتم تأمين كل احتياجاتهم ، لافتا إلى أنه يعتبر أن “هدف الممارسة السياسية هو تأمين كرامة الناس الفردية المستمدة من الكرامة الوطنية”.

وتوجه الحريري للمحتجين في مختلف المناطق اللبنانية، قائلا لهم، إن “قرارات الحكومة قد لا تحقق مطالبكم لكنها تحقق مطالبي وهي مدخل لتحقيق مطالبكم”.

وأضاف: “القرارات التي أخذتها الحكومة حصلت بفضلكم لأنكم كسرتم كل الحواجز، وهي ليست للمقايضة”.

إلى ذلك، نفى حزب الله وحركة أمل أي علاقة لهما بتظاهرة الدراجات النارية مساء الاثنين وسط بيروت.

وأوضحت دائرة العلاقات الإعلامية التابعة لحزب الله أنه لا علاقة للحزب بتاتا بتظاهرة الدراجات النارية.. فيما نفى المكتب الإعلامي المركزي لـ “حركة أمل” أي علاقة للحركة بمواكب الدراجات النارية التي جابت شوارع العاصمة.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر تدخل الجيش اللبناني لتفريق مظاهرة يقودها دراجون، وتحمل أعلام “حزب الله” و”حركة أمل” في بشارة الخوري ومونو، وسط بيروت.

من جانبها، نفت مصادر برئاسة الحكومة اللبنانية في تصريح لقناة “LBCI”، مساء الاثنين، أي نية لإعلان حالة الطوارئ في البلاد تعقيبا على تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا، تفيد بإعلان حالة الطوارئ في البلاد عقب دخول الاحتجاجات يومها الخامس.

فيما نفت الرئاسة اللبنانية التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تدهور صحة رئيس البلاد، ميشال عون.

وقال المكتب الإعلامي للرئاسة اللبنانية، في بيان أصدره مساء الاثنين، إن “لا صحة إطلاقا للشائعات التي توزع حول صحة” الرئيس.

ودعت الرئاسة اللبنانية إلى “التنبه من مثل هذه الأكاذيب التي تروجها جهات معروفة بقصد إحداث بلبلة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد”.

وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي خبرا يفيد بتدهور صحة الرئيس اللبناني، وتحدث عن استعدادات لنقله خارج البلاد، وذلك في الوقت الذي تمر فيه البلاد.

دوليا، حث الاتحاد الأوروبي، الأطراف اللبنانية على حوار بناء لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها البلد.. داعيا إلى تجنب العنف والخطابات التحريضية.

 

وقال الناطق باسم الاتحاد لوكالة “سبوتنيك” الروسية الاثنين إن بروكسل تتابع “عن قرب التطورات في لبنان”. معربا عن أمل الاتحاد في أن “ينخرط الجميع في حوار سلمي وبناء لمعالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان”. وأضاف: “يجب تجنب العنف والخطابات التحريضية”.

وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات الشعبية في لبنان، امس الاثنين، قبيل ساعات من انتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي حددها الحريري، الجمعة الماضي، للقوى السياسية للتوافق على ورقة الإصلاحات التي ما زالت موضع خلاف سياسي ورفض شعبي.

ويشهد لبنان منذ نحو أسبوع مظاهرات حاشدة في مختلف المدن احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية وعلى أداء الحكومة، وارتفعت مطالب المحتجين إلى اسقاط النظام برمته.