السياسية – متابعات :

صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر تقريراً للصحافي ويليام كريستو، نقل فيه شهادة لبناني عاد إلى أرضه في جنوب لبنان، وبدأ برفع الأنقاض.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:


أمضى محمد بزيع الساعات الأولى من وقف إطلاق النار في تنظيف منزله في بيروت. فبعد أن أنهى الاتفاق بين حزب الله و"إسرائيل" 13 شهراً من القتال يوم الأربعاء الماضي، وصل بزيع وعائلته إلى قريتهم في بلدة زبقين في جنوب لبنان ليجدوا منزلهم مدمّراً بفعل غارة جوية إسرائيلية.

شرع بزيع على الفور في العمل، حيث قام الشاب النحيل البالغ من العمر 18 عاماً برفع أكوام من الخرسانة والخردة المعدنية من أمام منزله باستخدام مجرفة صدئة. وبينما هو يعمل، كانت عائلته تعاين الشارع الذي تركته قبل شهرين والذي تملؤه اليوم هياكل منازل جيرانهم المحترقة. وقال بزيع: "أنا متأثّر! لقد عدنا إلى أرضنا. هناك الكثير من الدمار، لكننا سنقاوم وسنبقى هنا ونصلح منازلنا".

لم يكن محمد وحده، فجيرانه كانوا يبحثون في بقايا ممتلكاتهم، أملاً بالعثور على بعض من مقتنياتهم وسط الأنقاض. ومع توالي الأيام، انضمّ إليهم مئات الآلاف من سكان جنوب لبنان، واستمر تدفّق السيارات على الطريق السريع لعدة أيام. ووصل معظمهم ليجدوا مشاهد مماثلة للدمار. وانقطعت خدمات المياه والكهرباء والهواتف المحمولة جنوب نهر الليطاني بعد شهرين من بدء "إسرائيل" حملتها الجوية المكثّفة واجتياحها البري لجنوب لبنان في نهاية أيلول/سبتمبر. وبحلول نهاية العدوان الإسرائيلي، وصل عدد الشهداء في لبنان إلى نحو 4000 شخص، وعدد النازحين إلى مليون شخص وباتت عشرات القرى غير صالحة للسكن.

وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بمنازلهم وعدد الشهداء في مجتمعهم، إلا أنّ معظم الجنوبيين اعتبروا وجودهم في قراهم انتصاراً بحدّ ذاته وشكلاً من أشكال المقاومة. وقال محمد بزيع في هذا السياق: "نحن سعداء جداً لأننا عدنا إلى قرانا وانتصرنا في الحرب. وحتى لو دُمّرت كلّ منازلنا، سنبقى هنا وسنقاوم لأننا أهل الأرض".

* نقلته إلى العربية: زينب منعم
* تم نقل المادة الصحفية حرفيا من الميادين نت