الاعتداءات الإرهابية.. حاجة صهيونية للانتقام من الدولة السورية
السياسية - تقارير :
بقراءة موضوعية للأحداث على الأرض السورية، لم يعُد هناك أدنى شك في حقيقة أن ما يحدث اليوم في الشمال السوري يحمل في طياته مخطط واسع بدعم صهيو-أمريكي، وبمباركة تركية بقصد استنزاف بلدان مُحور المقاومة من الداخل، بعدما عجز الكيان المتهالك عن الوقوف بوجه جبهات الإسناد فيها.
ففي تطور مثير للقلق، عادت المؤامرة الصهيو-أمريكية لتطل برأسها من مدينتي حلب وأدلب، في محاولة يائسة لتحقيق إنجازٍ ما على الأرض يُعيد خلط الأوراق من جديد، بما يهدف إلى تقويض استقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، وضرب دورها المحوري بدعم المقاومة في فلسطين ولبنان.
وهذا ما يُحيلنا إلى مسألة تأكيد أن هجوم هذه الجماعات الإرهابية "هيئة تحرير الشام" وفصائل مُتحالفة، منها ما يُسمى "الجيش السوري الحر"، كان هدفاً صهيونيًا بامتياز، فهذا الكيان اللقيط الخارج من هزيمة كبرى باعتراف قادته أجبرته على الذهاب لاتفاقية وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني يُدرك جيدا حجم الدور السوري في هذا الانتصار ودور القيادة السورية في إلحاق هذه الهزيمة به.
ومن هنا يمكن الجزم أن هذه الاعتداءات الإرهابية أتت لتلبي الحاجة الصهيونية في الانتقام من الدولة السورية وقطع طرق الإمداد عن المقاومة في لبنان وهذا ما تناقلته بعض وسائل إعلام العدو من خلال تغطيتها للأحداث في حلب.
ولعل ما يؤيد هذا الطرح، تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو التي سبقت إعلان الهدنة في لبنان، والتي هدد فيها سوريا بمزيد من الاعتداءات، بعد رفضها وقف إمداد المقاومة في لبنان بالسلاح، ما يؤكد أن هذه التصريحات كانت بمثابة كلمة السر للتحرك، حيث سارعت المجموعات الإرهابية إلى تنفيذ هجوم مباغت على مناطق سيطرة القوات الحكومية في شمال وشمال غرب سوريا.
وبناءً عليه، قال محللون سياسيون: إنه بعد عجز العدو الصهيوني عن تحقيق النصر وتنفيذ مخططه المعلن وهو الاجتياح البري والقضاء على حزب الله ودفعه شمال الليطاني وخلق منطقة عازلة، وإعادة مستعمري الشمال الصهيوني المهجرين لمستعمراتهم، أخذ المشروع الصهيو-أمريكي منحى آخر مختلف لزعزعة استقرار سوريا ووحدة أراضيها ومنعها من القيام بواجبها الوطني بدعم المقاومة.
ويخُلص المحللون إلى أن الحرب الإرهابية على سوريا، هي لكسر التحالف الإستراتيجي بين سوريا ومحور المقاومة بما يضمن أمن الكيان الصهيوني ويدعم بقائه كقوة إقليمية قادرة على التحكم في المنطقة.
وما يكشف تحالف التنظيمات الارهابية مع الصهيونية العالمية التي تقودها أمريكا ما أكدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية أن هناك صلة وثيقة بين الهجوم المفاجئ للجماعات المسلحة في سوريا ضد حلب وبين الهدنة التي تم إقرارها في لبنان.
وقال المعلّق العسكري الصهيوني في الصحيفة الصهيونية، رون بن يشاي: إن "الهجمات المتكررة لسلاح الجو الصهيوني على سوريا خلال الأسابيع الأخيرة مهدت الطريق للإرهابيين لتحرير أنفسهم من الضغوط والتخطيط للهجوم".
وأشار أيضًا إلى "أن هذه الجماعات المسلحة ربما نسقت هجماتها بعد التشاور مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
وكشف المحلل الصهيوني أن رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو عقد مساء الجمعة الماضية اجتماعًا أمنيًا استثنائيًا لتقييم تأثير التحركات المفاجئة في سوريا في ظل هجمات الجماعات المسلحة".
وأكد المحلل العسكري الصهيوني أنه يمكن القول: إنه على المدى القصير "ستكون التداعيات لهذا الهجوم على أمن "إسرائيل" إيجابية بالفعل".
في الخلاصة يظل الثابت الوحيد أنه وبالرغم من كل هذه المخططات والهجمات الإرهابية التي تستهدف سوريا وبهذه المرحلة بالذات هناك مجموعة من اللاءات السورية ومفادها أن مصير هذه الأعمال الإرهابية أن تزول وأن تعلن فشلها وهو ما أكد عليه الرئيس السوري بشار الأسد بقوله، أن "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة، وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها، أيا كان داعميه ورعاته، والإرهابيون لا يمثلون لا شعباً ولا مؤسسات، يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم".
وشدد الرئيس السوري على "أن الشعب السوري استطاع على مدى السنوات الماضية مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، وهو اليوم مصمم على اجتثاثه أكثر من أي وقت مضى".
سبأ