السياســـية: تقرير || صادق سريع *


"اليمنيون قلبوا النظام الإقليمي الذي تهيمن عليه أمريكا و'إسرائيل'، وحققوا مكاسب ملموسة من عصيانهم للولايات المتحدة"، كما أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية.

وقالت: "بات خطر القوات المسلحة اليمنية يتنامى مع تزايد قدراتها العسكرية، وقد تزايدت جرأتها بعد مشاركتها في إسناد غزة عسكرياً على مدى عامين ضد العدوان الصهيو - أمريكي".

وأضافت: "لقد نجحت القوات اليمنية بلا كلل على تطوير ترسانتها من الأسلحة التقليدية المتطوّرة، ورفعت مستوى إنتاجها المحلي للأسلحة، وباتت قادرة على تصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة طويلة المدى بشكل مستقل".

وتابعت: "كان وقف إطلاق النار في البحر الأحمر، وربّما في اليمن، من أهم الآثار الإقليمية الأوسع نطاقًا لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة في أكتوبر الفائت".

وأكدت المجلة أن مشاركة قوات صنعاء في معركة إسناد غزة منحتها خبرات عملياتية وتكتيكية جديدة، ساهمت بتحسين دقة الاستهداف وإنتاج واختبار أسلحة أحدث مثل الصواريخ الباليستية والفرط صوتية الانشطارية.

وأشارت إلى أن استمرار احتلال ما يسمى المجلس الانتقالي لمحافظتي حضرموت والمهرة، تعهدت صنعاء بتوسيع سيطرتها على المناطق الجنوبية والشرقية المحتلة والمنتجة للنفط والغاز.

وأكدت رغبة قوات صنعاء بتحرير كامل المناطق اليمنية مع الاستمرار في مواجهة دول العدوان السعودي والإسرائيلي والأمريكي والإماراتي في البحر الأحمر في حالة انهيار اتفاق الهدنة في غزة.

وشنّ ما وصفتهم بالانفصاليين في مليشيا "المجلس الانتقالي" الإماراتي في جنوب اليمن حملة عسكرية لاحتلال محافظتي حضرموت والمهرة، مما أدى إلى تصعيد التوتر مع السعودية التي تدعم المليشيا المسلحة في ما تسمى الحكومة الشرعية، في حين أعتبرت الرياض سيطرة مليشيا الانتقالي تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

برأي "فورين أفيرز" وهي مجلة أمريكية مهتمة بالقضايا الدولية، فالتطورات الأخيرة في جنوب اليمن تشير إلى عودة حرب جديدة شاملة ستنعكس تداعياتها على الأمن القومي لدول الخليج ومنطقة البحر الأحمر.

القول الفصل لخبراء "فورين أفيرز" إن الولايات المتحدة وحلفاءها في الخليج ستواجه أزمة أكبر بسبب تنامي الصراع في جنوب اليمن، مما سيجبر الاطراف المتصارعة خاصة الاحتلال الإماراتي على تقليص سيطرة مليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي في حضرموت والمهرة عبر اتفاق سياسي لاحتواء التوتر في المنطقة.

محاولات يائسة لتشغيل الميناء المهجور

من جهته، استبعد موقع "واللا" الإسرائيلي موافقة شركات التأمين العالمية للتعاون لاعادة تشغيل ميناء أم الرشراش المحتلة المتوقف بسبب هجمات اليمن المساندة لغزة، في إطار المحاولات الأخيرة لإدارة الميناء لاستئناف حركته التجارية.

واعتبر الموقع ضربات اليمنيين على الميناء الذي كان يمثل بوابة الجنوبية الرئيسية لـ"إسرائيل" للتجارة مع دول آسيا، بمثابة الضربة القاضية التي أوقفت وصول سفن الشحن "Ro-Ro" بشكل كامل وجعلته شبه مهجورة.

وذكر أن الأَخوان نكّاش، المالكين الرئيسيين للميناء، أعلنا عن خطوة وُصفت بـ"الإستراتيجية"، تقوم على شراء أَو استئجار سفن لنقل السيارات لتنشيط حركة الواردات في ميناء أم الرشراش المحتلة.

خلاصة خبراء "واللا"، تؤكد: أن تشغيل ميناء أم الرشراش مرهون بقرار شركات التأمين العالمية التي ترى أن الميناء ما يزال محفوف بالمخاطر، وسط توقعات باستئناف العدوان على غزة، ما يسبب في انهاء اتفاق وقف اطلاق النار وعودة هجمات اليمن في البحر الأحمر وعلى "إسرائيل".

واستهدفت القوات المسلحة اليمنية، في معركة إسناد غزة خلال عامين، 228 سفينة تجارية وحربية عدوانية، وأطلقت 1,300 صاروخ ومسيّرة على "إسرائيل"، وأغلقت ميناء "أمّ الرشراش"، وأغرقت أربع سفن، وأسقطت ثلاث مقاتلات أمريكية طراز F-18، و26 طائرة أمريكية من نوع MQ-9 فوق أجواء اليمن؛ 22 منها في معركة الإسناد، وأربع في العدوان السعودي - الإماراتي - الأمريكي.