السياسية:



شهدت محافظة الحديدة، اليوم، مسيرات مليونية وحاشدة في 317 ساحة بمختلف المديريات، تنديدًا بالإساءات الأمريكية الصهيونية المتكررة للقرآن الكريم، وانتصارًا لكتاب الله، ونصرة لفلسطين، تحت شعار "نفير واستنفار.. نصرة للقرآن وفلسطين".

تقدم المسيرات في مربع مدينة الحديدة قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ عبدالله عطيفي، ووكيل أول المحافظة أحمد البشري، ووكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية في مختلف المديريات، في مشهد شعبي واسع جسًد حالة الغضب واليقظة تجاه التطاول على المقدسات.

وردًد المشاركون في المسيرات، هتافات وشعارات عبرت عن الغضب تجاه الجريمة الأخيرة التي أقدم عليها مرشح الأمريكي بوضع نسخة من المصحف الشريف في فم خنزير، معتبرين ذلك إساءة سافرة للمقدسات واستفزازا مباشرا لمشاعر المسلمين، وجريمة تحريضية تستهدف الهوية الإيمانية للأمة.

وأكدوا أن تكرار الإساءة للقرآن الكريم، يعكس مسارًا عدائيًا منظمًا تقوده الدوائر الأمريكية الصهيونية، يقوم على بث الكراهية وإهانة الأديان وتحويل المقدسات إلى مادة للمزايدات السياسية، ما يكشف السقوط الأخلاقي والفكري لمن يقفون وراء هذه الممارسات.

وأوضح أبناء الساحل الغربي، أن التطاول على القرآن الكريم يحمل مؤشرات خطيرة لتصعيد خطاب التحريض ضد الإسلام، ومحاولة إشعال الفتن وإثارة التطرف، خدمة لمشاريع الهيمنة وإرباك المجتمعات وإضعاف صمودها.

وطالبوا بتصعيد الموقف الشعبي عبر استمرار المسيرات والفعاليات والأنشطة التعبوية، واتخاذ خطوات عملية تعكس الرفض الجماهيري، وفي مقدمتها توسيع المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية الصهيونية، ورفع مستوى الوعي تجاه أدوات الحرب الناعمة وأساليب الاستهداف الثقافي.

كما أكدوا أن الانتصار للقرآن الكريم يترجم بموقف ثابت، ووعي متقدم، وتمسك عملي بمنهج الله، وتجسيد الهوية الإيمانية في السلوك والموقف، باعتبار القرآن الكريم مصدر عز الأمة وقوتها وبوصلة تحررها من الهيمنة.

وشددًت المسيرات على أن المشروع الأمريكي الصهيوني يشن حربًا مفتوحة على الدين والإنسان والكرامة، وأن الإساءة للقرآن امتداد لحرب الاستهداف التي تطال مقدسات الأمة وقضاياها ووعيها، وتستدعي استنفارًا شعبيًا دائمًا يوازي حجم التحدي.

وربط المشاركون، بين الإساءة للقرآن الكريم وجرائم الكيان الصهيوني في فلسطين، مؤكدين أن العدو يوًحد أدواته في استهداف المقدس والإنسان، وأن خرق الكيان المتكرر للهدن والاتفاقات واستمراره في قتل المدنيين وتجويع المحاصرين يفضح زيف ادعاءاته، ويكشف نزعته الإجرامية.

وأشادوا بالموقف اليمني المشرف في نصرة فلسطين، لافتين الى أن اليمن يقدًم أنموذجًا صادقًا للمساندة والانحياز للحق، حيث يتحرك الشعب اليمني بوعي ومسؤولية، ويثبت حضوره في ميدان الإسناد الشعبي والسياسي، انطلاقا من واجب ديني وإنساني وأخلاقي.

وأدان أبناء الحديدة، استمرار الدور الأمريكي المباشر في تغذية العدوان على فلسطين، عبر الدعم السياسي والعسكري والإعلامي للكيان الصهيوني، معتبرين واشنطن شريكًا في الجريمة، وراعية للقتل، ومصدرًا للحماية التي تمنح العدو حصانة من المساءلة الدولية.

وانتقدوا استمرار صمت الأنظمة العربية، معتبرين الصمت غطاءً للجرائم وتشجيعًا للعدو على التمادي، ومشاركة في صناعة الخذلان، في وقت تتطلب فيه المسؤولية موقفًا عربيًا وإسلاميًا يرقى إلى حجم فلسطين وقدسية القرآن.

ودعا المشاركون، إلى موقف موحد وإجراءات عملية رادعة تضع حدًا للاعتداءات على المقدسات، وتلزم الدول التي تتعمد الإساءة باحترام الأديان، وتواجه أدوات التحريض، وتعيد الاعتبار لمكانة الأمة وكرامتها وسيادتها.

وأكد أبناء حارس البحر الأحمر، أن العودة الصادقة إلى القرآن الكريم والعمل بتعاليمه كمنهج حياة تمثل طريق عزة الأمة ورفعتها، وأن مسيرات اليوم تجسًد نفير الوعي والاستنفار العملي نصرة للقرآن وفلسطين، والثبات على خيار العزة والكرامة.

وأدان بيان صادر عن المسيرة، حملات الإساءة المتكررة والممنهجة للقرآن الكريم، معتبراً إياها جزءاً من حرب شاملة تستهدف الإسلام والمسلمين، تقودها أمريكا وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني، بالتزامن مع استمرار الجرائم الصهيونية في فلسطين، والاعتداءات على لبنان وسوريا، والتهديدات الموجهة لليمن، والمؤمرات على كل المنطقة في ظل صمت وتواطؤ دولي.

وأكد التمسك بالقرآن الكريم باعتباره مصدر العزة والكرامة، ورفض أي إساءة أو استهداف له تحت أي مسمى، محملاً الولايات المتحدة وبريطانيا وكيان العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن هذه الإساءات، لافتا الى أن ما يسمى بحرية التعبير يسقط أمام ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع قضايا المقدسات.

ودعا البيان الأمة الإسلامية إلى التحرك الجاد والاستنفار والتعبير عن الرفض القاطع للإساءات التي تستهدف أقدس مقدسات الاسلام، مطالباً بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وعدم المشاركة في دعم اقتصاديات الدول والكيانات المعتدية.

وجدًد المشاركون في البيان تأكيدهم على الاستمرار في مسار الإيمان والجهاد، والاستعداد والجهوزية العالية لمواجهة أي تصعيد قادم، ومواصلة التحشيد والتعبئة وتنظيم المسيرات والفعاليات والأنشطة الشعبية والرسمية حتى تحقيق النصر.

وندد البيان بصفقة الغاز المشينة التي أبرمتها السلطة المصرية مع كيان العدو الصهيوني، داعياً إلى إلغائها، باعتبارها مكافأة للعدو على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وتحذيراً من استغلال عائداتها في تمويل مخططات العدوانية ضد الأمة العربية والإسلامية.


سبأ