تقرير : محمد علي الديلمي

صنعاء : تمكن رجال الجيش واللجان الشعبية من قلب معادلة الحرب مع العدوان الامريكي السعودي من حالتها العسكرية الى حرب اقتصاديه قالبة المعادلات والتوازنات، وناقلة مشهد الحرائق والدمار من اليمن إلى معاقل اقتصاد العدو بخسائر تقدر بمليار دولار يومياً .

ومثلت العملية الاخيرة لضربة منشاتي  ” ارامكو”  بقيق, وخريص الهجوم الأضخم لتشكّل علامة على مآلات السنوات الماضية، وجولة تكاد تعادل ما مرّ من جوالات,وكشفت اكذوبة الحماية الامريكية للعدو السعودي بحيث عجزت كل وسائل الحماية الامريكية من التمكن من صد العملية .

وعلق عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على التصريحات الأمريكية التي أعقبت تنفيذ سلاح الجو المسير للجيش واللجان  , مؤكدا ان ‏الأمريكي بتصريحاته يخدم أهدافه في المنطقة فقط وهمه الأول كيف ينفذ مغامراته على حساب الآخرين ممن يتعاظم عليه الابتسامة حتى يعتبرها إنجازا، ويبتز بتصريح”.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يراهن على عدم ارتفاع  أسعار البترول بسبب عناده, وارتهانه لواشنطن، والان بدأ ينتقل من التخبط في المستنقع إلى الغرق فيه.

ويبدو ان بن سلمان لم يتعلم الدرس بأن أمريكا لن تقاتل للدفاع عنه بقدر ماتحصل على صفقات سلاح بمليارات الدولارات استخدمها في قتل المدنيين من الشعب اليمني , ليس هذا فحسب فهي لن تألو جهداً في استثمار ضعفه وارتهانه لمزيد من الابتزاز والحلب المجاني.

وهاهي بداية نتائج عملية ردع التوازن تبدءا اوكلها فحسب تقارير اقتصادية عالمية” فإن الأضرار جسيمة وتحتاج إلى أسابيع لإصلاحها، وبالتالي ما ستخسره السعودية مع توقف نصف إنتاجها على الأقل لأيام معدّل عائد الإنتاج اليومي يقارب نصف مليار دولار ”

ولن تقدر الخسائر السعودية بالملايين، بل بمليارات الدولارات تحترق أمام أعين العالم والقواعد الأميركية وعدسات الأقمار الصناعية، بسلاح الجيش واللجان ، لتقول إن ثمن الجهود العسكرية ليس تعذّر الانتصار فحسب، بل جني خسائر عكسية تماماً.

وأضحت جهود السعوديه لبيع حصة من أرامكو أكبر شركة نفط في العالم مهددة بالاحتراق بعد أن تزايدت وتيرة العملية الاخير لمعامل النفط التابعة للشركة, ما يضعف التقييم المادي للشركة ويجعل مخاطر الاستثمار في أسهمها الأكثر تأثيراً على قرار المستثمرين.

ولم تعد الخسائر مقتصرة على توقف حقول وأنابيب صادرات النفط بل أضحت القيمة السوقية لشركة أرامكو التي يجرى التخطيط لطرحها في أسواق المال المحلية والدولية مهددة بالتهاوي ,لاسيما أن هذه القيمة مهددة بالأساس من تراجع أسعار النفط في السوق العالمية ما يضرب رؤية 2030 لخصخصة حصة من الشركة وجني عشرات مليارات الدولارات من ورائها.

وفى موقف مغاير لما تدعيه امريكا وقوفها مع السعودية بمحنتها الاخيرة قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الأمريكية “إن إدارة الرئيس ترامب مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأمريكي الطارئ إذ لزم الأمر بعد هجمات بطائرات مسيرة على منشأتي نفط بقيق وخريص ”

وهذه الموقف الامريكي يؤكد انه إذا طالت فترة إصلاح الضرر بمحطات أرامكو المحترقة فهذا قد يعني أن أمريكا قد تجد نفسها مضطرة للسماح لإيران بتصدير نفطها لتعويض النقص الحاد في الإمدادات .

ورجح خبراء في مجال النفط بأن يرتفع سعر برميل النفط 10 دولارات للبرميل الواحد عقب عملية الردع الثانية والتي استهدفت منشأتين نفطيتين في بقيق وخريص.

وانتقد الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب تصرفات بن سلمان اثر حادثة توازن الرد ع وقال في تغريده له ” الحقيقة هي أن أخطر عدو للمملكة، ليس إيران ولا الحوثي أو قطر وغيرها,أخطر عدو هو محمد_بن_سلمان وفريقه الطائش. هؤلاء بتصرّفاتهم الصبيانية والمتسرِّعة والغير محسوبة العواقب، لا يقودون فقط أنفسهم نحو الهلاك، وإنما يأخذون البلد معهم إلى نفس المصير ” .

وقالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إنه قد يرتفع النفط 10 دولارات للبرميل بعد أن أجبر هجوم الطائرات بدون طيار السعودية على إيقاف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5,7 مليون برميل، أي ما يعادل قرابة ستة بالمائة من إمدادات الخام العالمية ونحو نصف إنتاج المملكة.

وكان وزير النفط السعودي أكد توقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو (5.7) مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة وتوقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو (2) مليار قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي.

ورغم ان الاتحاد الأوربي منزعج من استهداف أرامكوا وكذلك أمريكا إلا انه لم تهتز لهم شعرة تجاه قتل ربع مليون يمني وحصار شعب كامل منذ أعوام

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال ، خلال اتصال مع ولي العهد السعودي بن سلمان إن بلاده مستعدة للتعاون مع السعودي في كل ما يدعم أمنها، مشيرا إلى التأثير السلبي لهذه الهجمات على الاقتصاد الأمريكي.

وكان ناطق لجان الجيش واللجان الشعبية العميد يحيى سريع قد أعلن أن سلاح الجو المسير نفذ عملية هجومية واسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو شرقي السعودية”، في عملية أُطلق عليها عملية “توازن الردع الثانية” .

وشدد على أن استهداف حقلي بقيق وخريص يأتي في إطارِ حقنِا المشروع والطبيعي في الردِ على جرائمِ العدوانِ وحصارهِ المستمرِ على بلدِنا منذ خمسِ سنوات.

وتوعد ناطق القوات المسلحة “النظام السعودي بأن عملياتنا القادمة ستتسع أكثر فأكثر وستكون أشد إيلاما طالما استمر عدوانه وحصاره، مؤكدا أن بنك الأهداف يتسع يوما بعد يوم وأنه لا حل أمام النظام السعودي إلا وقفُ العدوان والحصارِ على بلدنا.

ويرى خبراء ومحللين بان  أمريكا بدأت تجني ثمار حرب اليمن فقد أعلنت اليوم أنها على استعداد لتعويض النفط السعودي بعد ان اعلن وزير نفطها عبد العزيز بن سلمان إن الضربات الحوثية أدت إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط تقريبًا.

والواقع الاكيد ان اليمن  ممثلا بقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي انذر العدوان طويلا, وأعطاهم بعضا من الدروس لكي يرتدعوا عن عدوانهم لكنهم حاولوا التملص والهروب من تبعات تلك الدروس، وصولا إلى يوم نزلت بساحتهم عمليةُ توازن الردع الثانية”.

وفرضت العملية نفسها حسب الكاتب حمود الاهنومي على العالم كله، لأنها أصابت البقرة الحلوب في مقتل، البقرة التي وسعت أثدائها أفواه بني الأصفر والأحمر، والأبيض والأسود فكان لا بد أن تتداعى نتائجها لتصيب بالهلع قلوب الراضعين، في جميع أنحاء العالمين” .

ويخلص الاهنومي الى “ان النظام السعودي اليوم يريد الخروج، لكنه في وضعية الذي يتخبَّطه الشيطان، بلا عقل استراتيجي، ولا رؤية عملية، وهو يحاصر نفسه بالغرور الخاوي، والكبر المتصنع، بيد أن اليمنيين أدركوا من أين تنحر البقرة، ولماذا وكيف، وها هي تترنح تحت الضربات المتكررة والمؤلمة، ومثلما كان قرار الحرب ليس بيد السعودي، فإن قرار الخروج ليس عنده أيضًا”