السياسية || محمد علي القانص*

المخطط الصهيوني لا يقتصر فقط على احتلال الأراضي الفلسطينية، بل يسعى إلى إقامة كيان يهودي يمتد من النيل إلى الفرات، وهو أمر يدركه الجميع، ورغم ذلك، لا يولي أبناء الشام والعراق ومصر هذا الموضوع الأهمية اللازمة، باستثناء حركات المقاومة التي تسعى جاهدة لمواجهة الكيان الصهيوني المؤقت وصد المشروع الاستيطاني المدمر، أما الأنظمة والجيوش في تلك المنطقة، فبدت كما لو أن الأمر لا يعنيهم.

لذا يتعين على الشعوب أن تتحرك بفاعلية لإحباط المشروع الصهيوني، خاصة في ظل عدم وعي الأنظمة والجيوش بخطورة التبعات الناجمة عن استكمال هذا المشروع وما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة.

ومن المهم، استمرار الشعب الأردني في التعبير عن مواقفه العادلة، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات احتجاجية تنديداً بالجرائم التي ترتكبها قوات الكيان الصهيونية بحق الأطفال والنساء في فلسطين.

وهذه المواقف أساءت للنظام الأردني، الذي اختار بدوره استخدام قواته لقمع أي احتجاج ضد الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا يعكس ولاء الملك لنتنياهو وترامب، وهو ما ينطبق أيضاً على عدد من الزعماء والرؤساء العرب الآخرين.

التيارات والملتقيات والتجمعات العشائرية الأردنية التي تتحرك لمناهضة الهيمنة الإسرائيلية عليها أن تواصل مسارها حتى سقوط الملك عبدالله الثاني، كما عليها أن تطهر التيارات الإسلامية من المتطرفين الذين يتبعون الحركة الوهابية، كي لا يتكرر سيناريو سورية في الأردن، لأن الوهابي والصهيوني وجهان لعملة واحدة.

يتوقع العديد من المراقبين أن تتجه عشائر الأردن نحو الدفاع عن وطنهم انطلاقًا من الدوافع الدينية والغيرة الوطنية، فضلاً عن التمسك بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة، لذلك من الضروري توعية أفراد الجيش الأردني بخطورة سياسة السكوت والتهاون إزاء مخططات الكيان الصهيوني المحتل، بالإضافة إلى الحذر من المكر والخداع الذي يمارسه النظام الاستبدادي الموالي للصهاينة.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب