السياسية || محمد الحريشي*

في ظل وجود الأنظمة العربية المطبعة والسلطة الفلسطينية المنبطحة برئاسة محمود عباس التي تدار بالوكالة من المخابرات الأمريكية و"الإسرائيلية"، يسهل للرئيس الامريكي ترامب الذي يمثل اليوم رأس حربة المنظومة الصهيونية العالمية تغيير الجغرافيا الفلسطينية والعربية وفق عقلية تاجر الصفقات.

إلا إن تنامي الرفض الشعبي العربي وحراك المقاومة الفلسطينية بدعم مباشر من قوى عربية مناهضة ومقاومة لمخططات المشاريع التوسعية الإستيطانية الصهيونية، ترفض لغة الهيمنة الأمريكية وتفشل مشاريعها الإستعمارية في المنطقة.

يبدو إن الرئيس الأمريكي ترامب أصيب بداء جنون العظمة بعد عودته لحكم البيت الأبيض، ومُنذ وصوله يوقع القرارات ويجازف بالتصريحات ولم يسلم من جنونه جيرانه وإخوته في الدم والعقيدة والمادة مثل كندا والمكسيك وبنما وكولومبيا، ولا يستبعد أن يصدر الرئيس ترامب في مساء يوم ما قراراً توسعي بضم امبراطورية الصين الشعبية إلى أمريكا لتكون الولاية ال 52 بعد قرار كندا.

ومثلما أصدر قرار بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، قد يصدر قرار أخر لضم بحر الصين لأمريكا ، فمن قرارات ترامب الأخيرة يبدو أن عدواته لم تظهر للعرب فقط ، بل على العالم أجمع وقد طالت عداوته على الجغرافيا والتاريخ.

جوانب من تصريحات وقرارات الرئيس الأمريكي هي دعاية إعلامية يشد بها أنظار الداخل الأمريكي المحبط والمنقسم والمتفسخ أخلاقياً بفعل إنتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي كإنتشار النار في الهشيم ويشد بها أنظار القوى الدولية المنافسة لأمريكا مثل الصين وروسيا والهند وغيرهن من الدول الصاعدة لعله يوقف إندفاعهم وتنافسهم الإقتصادي الذي يأتي على حساب الإمبريالية الأمريكية.

برأيي تمثل أساليب ترامب بروباغندا، أي أسلوب دعائي ممزوج بلهجات الإستعلاء والوعيد والتخويف لمحاولة التأثير في الرأي العام العالمي عن قصد لمكيجة الصورة النمطية في أذهان العالم وإعادة هيبة الولايات المتحدة من جديد بعد إن تهاوت سمعتها للحضيض لدورها الإجرامي في حرب الإبادة بحق سكان غزة.

خصوصاً وإن ترامب يمثل دور التاجر الساعي دوماً للكسب غير المشروع، فبدأ بإصدار رزمة قرارات في القارة الأمريكية قضت بضم كندا وبنما وتغيير مسميات هذا وذاك ، بهدف ترهيب الأبقار العربية ، على غرار قول المقولة الشعبية اليمنية؛ "أضرب الوطاف يفهم الحمار"، وقد بدأت فعلاً ضروع بقرة آل سعود تدر حليباً على شكل الدولار.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب