شهر حساس ينتظر "إسرائيل"
السياسية:
نقل معلّق الشؤون العسكرية في موقع "والا" أمير بوخبوط عن مصادره في المؤسسة الأمنية الصهيونية أن الشهر المقبل سيكون حساسًا بشكل خاص، على ضوء تصاعد التوترات في ساحات الحرب الرئيسية الأربعة: لبنان، سورية، الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا نقلًا عن المصادر نفسها الى أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة سيكون لها ثقل كبير في السياسة في مختلف المناطق في المستقبل.
قطاع غزة
وقال "كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى اليوم الاثنين، لكن نتنياهو، الموجود في الولايات المتحدة للاجتماع مع الرئيس دونالد ترامب، قرر عدم إرسال فريق التفاوض إلى قطر على الأقل حتى يعود من رحلته"، وتابع "في أعقاب التقدم الذي أُحرز في عملية إطلاق سراح الأسرى في مراحل إضافية، يستعدّ الجيش "الإسرائيلي" لعدد من الخطوات، بما في ذلك إنشاء مواقع في المنطقة العازلة على طول قطاع غزة، وهي المنطقة المحصورة بين السياج المحيط ومسافة تتراوح من 700-1000 متر في عمق الأراضي الفلسطينية، ونشاطات هندسية بهدف تعزيز الخطة الدفاعية الجديدة عن المستوطنات في النقب الغربي. بالإضافة إلى ذلك، تقرر أن تبقى التعزيزات في هذه المرحلة داخل الأراضي الفلسطينية وبالقرب من الحدود لتعزيز دائرة الحماية. يأتي ذلك بالتزامن مع رفع حالة التأهب الجوي، ويقوم الجيش الإسرائيلي بخطوات التفكير والتخطيط لـ "اليوم التالي": من ناحية، تجري الاستعدادات لسيناريو تتضمن فيه الاتفاقيات المقبلة انسحاب القوات من الأراضي الفلسطينية وإعادة انتشارها على طول الحدود. ومن ناحية أخرى، تجري الاستعدادات أيضًا لحالة انهيار المفاوضات واستئناف القتال. ويسمح ترتيب القوات في قطاع غزة بذلك".
لبنان
وعن جبهة لبنان، أشار بوخبوط الى أنه "اذا لم يحدث تغيير في اللحظة الأخيرة، فمن المقرر أن تنسحب قوات الجيش "الإسرائيلي" من جنوب لبنان في 18 شباط 2025 بعد أن يتولّى الجيش اللبناني المسؤولية عن القرى في جنوب لبنان، وينتشر في المنطقة"، وأردف "في المؤسسة الأمنية المسؤولون قلقون جدًا من محاولات إطلاق طائرات من دون طيار، وحتى الآن ليس واضحًا اذا كان الأمر يتعلّق بمبادرة محلية أو قرار من قيادة حزب الله، ومع ذلك مصادر في المؤسسة الأمنية راضية من التنسيق مع آلية المراقبة الأميركية – اللبنانية، وهناك تقدير أن الجيش اللبناني سيلتزم بالهدف الذي حدد له. قيادة المنطقة الشمالية تستعدّ لسيناريوهات يحاول فيها حزب الله تحدي الجيش الإسرائيلي وتحسين قدراته العسكرية في المنطقة".
الضفة الغربية
وعن الضفة الغربية، لفت بوخبوط الى أن قوات الجيش "الإسرائيلي" تعمل حاليًا بقوات معززة في جنين وطولكرم، مع التركيز على بلدات وقرى تيسير وطمون وطوباس والفارعة ووادي الفارعة. لا توجد لدى الجيش "الإسرائيلي" أي نية لسحب قواته إلا بعد قتل أو اعتقال المقاتلين الفلسطينيين. في الوقت نفسه، تم نشر 7 سرايا في منطقة الضفة الغربية لتعزيز الدفاع عن الطرق والمستوطنات بسبب المخاوف من وقوع "هجمات مسلحة". مصادر أمنية "اسرائيلية" أوضحت أن الجيش ينوي تخفيض مستوى النيران استعدادًا لبداية شهر رمضان أواخر شباط، وهو شهر معروف بأنه فترة أمنية حساسة. التقدير هو أن قيادة حماس في الخارج، بمساعدة إيران التي تضخ أموالًا كثيرة في المنطقة، ستحاول توجيه هجمات في عمق "إسرائيل" وفي أنحاء الضفة الغربية. في هذه الأثناء، يستعد جهاز الشاباك والجيش "الإسرائيلي" للإفراج عن سجناء أمنيين في الضفة الغربية".
حدود سورية
وبالنسبة لسورية، قال بوخبوط "الجيش "الإسرائيلي" أقام منطقة عازلة في الأراضي السورية وعلى جبل الشيخ السوري من خلال إقامة مواقع وفرض سيطرة مكانية بهدف إبعاد العناصر المعادية عن الحدود. المؤسسة الامنية تصف المنطقة العازلة بأنها "مستقرة"، ولكن حتى في هذه المنطقة تستمرّ الأعمال الهندسية، ويتم نشر تعزيزات العربات الأمنية لتحسين حماية الحدود، كما يتم تنفيذ أنشطة مع السكان المحليين".
حدود الأردن
بالموازاة، ذكر بوخبوط أنه سيُطلب من الجيش "الإسرائيلي" زيادة قواته على طول الحدود الأردنية، بالإضافة إلى كتيبة المشاة التي تحمي فنادق البحر الميت في المنطقة"، متحدّثًا عن أن التقديرات تشير إلى أن الفرقة الشرقية بقيادة العميد أورن سيمحا ستنشر كتائب احتياطية جديدة على الحدود الأردنية في وقت لاحق من هذا العام، مما يساعد على تعزيز الحدود والتعامل مع تهريب الأسلحة والخوف من "الهجمات المسلّحة"".
اليمن
وفي ختام مقاله، توقّف بوخبوط عند جبهة اليمن، فقال إن أجهزة الاستخبارات "الاسرائيلية" عزّزت بشكل كبير من جهودها في جمع المعلومات ضد "الحوثيين" (أنصار الله" في اليمن من أجل زيادة بنك الأهداف والاستعداد لمزيد من الهجمات. وأوضحت مصادر في المؤسسة الامنية أن هناك تقديرًا يشير إلى أنه في حال عودة الجيش "الإسرائيلي" إلى القتال في قطاع غزة، فإن عمليات الإطلاق من اليمن ستستأنف. ولذلك، تجري الاستعدادات لمجموعة متنوعة من السيناريوهات في الدفاع والهجوم".
* المادة الصحفية نقلت حرفيا من موقع العهد الإخباري