السياسية || أ. عبد الرقيب البليط*

لم تكن فكرة مخطط التهجير القسري الصهيو -امريكي لأهل غزة وليدة اليوم، أو مجرد ردة فعل لمعركة "طوفان الأقصى" كما يتصوره البعض، بل خطة تاريخية ضمن سلسلة مخططات تأمرية واجرامية واستعمارية مورست مُنذ عقود على أبناء فلسطين لتحقيق الأهداف الإستيطانية الصهيونية لتوطين لقطاء الشعب اليهودي في أرض فلسطين مرورا لإستكمال المشروع التوسعي بدول لبنان وسوريا والأردن وأراضي من مصر والعراق والسعودية ، وصولاً لإعلان ما تسمى "إسرائيل" الكبرى.

عندما أقتنع الصهاينة في عدم تحقيق أهدافهم التوسعية بالقوة العسكرية، يحاولون تمريرها بالضغط على أدواتهم في المنطقة، بالتهديدات بقطع المساعدات أو بمعاقبة تلك الأنظمة المطبعة التي ترفض تنفيذ خطط التهجير الصهيونية للفلسطينيين، وها هو المجرم الأمريكي اليهودي ترامب يكافأ نظامي مصر والأردن على خذلانهم أهل غزة بممارسة أشكال الضغوط عليها لقبول خطته كمرحلة أولى من مراحل ترحيل كل أبناء الشعب الفلسطيني.

جاء تأكيد ترامب في أن المصريين والأردنيين سيفعلون ويقبلون ويستقبلون الغزيين، في قوله:"لأن أمريكا قدمت لهم الكثير سيفعلون"، في إشارة إلى المساعدات التي تقدمها بلاده لتلك الدول، مالم سيقطعها ويستبدلها برزمة عقوبات إقتصادية وعسكرية وسياسية، وربما بمؤامرات أخبث حال رفضها.

لكن، ماذا ستخسر أنظمة مصر والأردن لو استمرت على الاصرار في رفض خطة ترامب، وإعلان موقف عربي مشرف نصرة للشعب الفلسطيني، كموقف اليمن المساند لفلسطين وقضيته وشعبه ومقاومته، ورفض كل التهديدات والمغريات التي عرضها المستعمر الأمريكي مقابل التخلي عن نصرة غزة!؟

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب