السياسية || محمد محسن الجوهري*

اتضحت الصورة اليوم كثيراً عمّا كانت عليه بالأمس؛ فكلُ تضليل وهابي عن آل البيت وشيعتهم الأبرار مردُّه التخوف الكبير لدى اليهود من اسم علي بن أبي طالب، كيف لا وقد ارتبط اسم علي بالحصاد الكبير لهم في يوم خيبر قبل 1400 سنة وبزوالهم الحتمي عما قريب، فعلي سر النصر، والعلامة الفارقة بين المؤمن والمنافق، وبولايته يتحقق النصر على اليهود وينتهي إفسادهم إلى الأبد.

وكما بات جلياً بعد "طوفان الأقصى" فإن الوهابية إخوان لليهود، وأقرب إليهم في العقيدة والدم والعصبة وكل ما يغيظ اليهود يغيظ السلفية، ولهذا كان إجماعهم على بغض شيعة علي، فهم يرون علي في وجه كل واحدٍ منهم، ويتشاءمون في كل مرة يسمعونهم يذكرون علي وآل بيته، فهؤلاء (علي وآل بيته) رعب مطلق لأعداء الإسلام، وعنوان لخلاص الأمة من إفساد بني صهيون، وما نراه اليوم من مواقف مشرفة لشيعة علي في نصرة الشعب الفلسطيني هي نتاج لتعلِّقهم بعلي، ولو تعلقوا بغيره ما رأينا منهم إلا ما نراه من غيرهم، من خنوع وضعفٍ وهوان.

وللتذكير بتضليل الوهابية، فإن الرجل منهم يفقد أعصابه تلقائياً بمجرد أن يسمع باسم أمير المؤمنين عليه السلام، وكنا نظنهم فئة ضالة لا تعرف الحق، ولو عرفته لاهتدت؛ لكنهم أقرب إلى المغضوب عليهم أي اليهود، وكل تثقيف ديني يحصلون عليه في المدارس الوهابية هو تثقيفٌ يهودي، والأمر ليس صدفة فدولة آل سعود قائمة منذ تأسيسها على معاداة الإسلام والمسلمين، ونشر الفتن الطائفية والصراعات المذهبية، وكل ذلك خدمةً لليهود، وحتى يتسنى لهم إبادة أكبر عددٍ ممكن من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) داخل فلسطين وخارجها.

ومع ظهور المشروع القرآني، بقيادة السيد حسين بدر الدين رضوان الله عليه، كان للصرخة وقعها الشديد في نفوس الوهابية أشد من وقع الرصاص، وطالما فروا من المساجد خوفاً من سماع المسلمين وهم يلعنون اليهود، ومثّل ذلك دليلاً قوياً على يهوديتهم وانحرافهم عن الإسلام، إلا أن البعض لا يؤمن حتى يرى إفسادهم يتجلى في مذابح ومجازر جماعية لمسلمي فلسطين.

وكان الأجدر أن نتنبه لهم، وأن نعاديهم كما نعادي اليهود، فالروابط بينهم كثيرة، ويكفي أن الوهابي واليهودي مجمعان على الاحتفال بيوم كربلاء، ويرونه يوماً مباركاً، وذلك رداً على فتح خيبر، وبغضاً للإمام علي عليه السلام، ولا ريب بعد ذلك أن المعركة واحدة بين فريقين وحسب، وأن علي رمزٌ متجذر في معسكر الحق، وشرط رئيسي لاستمرار مسيرته في مواجهة اليهود وأذنابهم.


* المقال يعبر عن رأي الكاتب