السياسية - تقارير || عبدالعزيز الحزي*

منذ بدء المفاوضات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى عمليا في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والكيان الصهيوني وعلى مدى نحو عشرة أشهر ينتهج مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وحكومته، سياسة ثابتة لإفشال أي صفقة جدية تؤدي لوقف العدوان ويتعمد الدخول في معترك سياسي وعسكري جديد يربك المشهد لأهداف شخصية بحتة.

ومع استمرار مخاوف التصعيد واندلاع حرب شاملة في المنطقة، يسعى نتنياهو وحكومته المتطرفة الى توسيع الصراع، وشن حرب عدوانية واسعة على لبنان التي تشترط مقاومته وقف العدوان على غزة لوقف الأسناد.

وأفادت تقارير إعلامية، بتزايد المخاوف من التصعيد في المنطقة في حين عبرت الأمم المتحدة عن شعورها "بقلق عميق"، ودعت الطرفين إلى وقف الأعمال القتالية على الفور.

فيما حذرت مصر، وهي وسيط رئيسي بمحادثات وقف إطلاق النار في غزة، والأردن من مغبة التصعيد ومخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان.

وتأتي هذه الخطوات الخطيرة من الكيان الصهيوني الهش تزامناً مع زيارة مسؤول أمريكي كبير الى الأراضي الفلسطينية المحتلة سعى خلالها إلى كبح جماح الصهاينة عن التوجه نحو تصعيد أكبر مع حزب الله، لكن حكومة نتنياهو الأمنية المصغرة أعلنت اليوم الثلاثاء، عن هدف جديد لأهداف الحرب يتمثل في عودة المستوطنين الصهاينة الى مستوطناتهم في شمال فلسطين.

وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في بيان صدر في ختام اجتماع لحكومة الحرب: إن "مجلس الوزراء السياسي والأمني حدث هذا المساء أهداف الحرب بحيث باتت تشمل الفصل الآتي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".

وبالتزامن مع العدوان على غزة، تفجرت جبهة مواجهة مشتعلة بين المقاومة اللبنانية والكيان الصهيوني اسنادا للمقاومة الفلسطينية، وعلى إثر ذلك فر عشرات الآلاف من المستوطنين الصهاينة من البلدات الواقعة على طول الحدود الشمالية، التي تضررت بشدة من إطلاق الصواريخ، ولم يتمكنوا من العودة بعد.

وأفشل نتنياهو بتعنته وإصراره وحكومته المتطرفة على بقاء عصابته الإجرامية في محور فيلادلفيا مفاوضات القاهرة الأخيرة، التي ذهبت بالأوضاع إلى مزيد من التصعيد في المنطقة بحسب الخبراء.

وتعمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على توفير الغطاء المناسب وتكرار تحميل حماس مسؤولية فشل المفاوضات والتلميح لها بأن الكيان الصهيوني سيقوم بالضغط على حماس لتحقيق أهدافه وذلك من خلال استهداف المدنيين "الحاضنة الشعبية" للمقاومة.

ويرى محللون أن السيناريوهات المقبلة تتركز حول زيادة استهداف الكيان الصهيوني للمدنيين والأطفال بالقصف والإبادة الجماعية للضغط على "حماس" والقبول بالتنازلات من قبل حماس للشروط الصهيونية الجديدة، فيما سيؤجل التفاوض الى أجل غير مسمى.

وفي ظل الدعم الأمريكي المتواصل للكيان الصهيوني يغامر نتنياهو في خوض حرب واسعة مع حزب الله.. وأرسلت إدارة بايدن أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية إلى الكيان الصهيوني منذ بداية العدوان على غزة.

وكانت محادثات القاهرة بشأن اتفاق محتمل لوقف الحرب في غزة، قد انتهت دون التوصل إلى اتفاق، حيث لم يوافق الكيان الصهيوني على العديد من الحلول التي قدمها الوسطاء، فيما أصرت حركة حماس على تنفيذ البنود التي اُتفق عليها سابقا.

وبحسب الخبراء فإن الكيان الصهيوني لا يرغب في وقف إطلاق النار بعد اجتياح رفح، فيما تناولت المحادثات خمسة مواضيع مهمة منها الإصرار على وقف إطلاق النار، وسحب القوات من كل القطاع، وإغاثة النازحين وعودتهم لديارهم، ثم صفقة تبادل عادلة وهي أولوية لحركة حماس، فيما لا يزال الكيان الصهيوني يماطل حتى هذه اللحظة، ووضع الكيان الغاصب شروطاً جديدة لقبول الاتفاق، وتراجع الكيان عما وافق عليه مسبقا، حيث يريد الانسحاب فقط من ثلاث كيلومترات من محور فيلادلفيا.

وتتمسك مصر بضرورة انسحاب الكيان الصهيوني بشكل كامل من محور فيلادلفيا، لكن لمنع تعطيل الصفقة تسعى القاهرة لأن يكون الانسحاب على مرحلتين.

وفيما يتعلق بسيناريوهات المرحلة القادمة، يعتقد المحللون أن الكيان الصهيوني سيزيد من الضغط على حماس من خلال استهداف المدنيين الفلسطينيين بشكل مكثف، وسيزيد الكيان الغاصب من عمليات أوامر الإخلاء وعملياته العسكرية والبرية داخل قطاع غزة.

سبأ