غداً.. الشعب اليمني يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
السياسية || تقرير - يحيى جابر*
يحتفل الشعب اليمني، غداً الأحد، بذكرى مولد النبي الأكرم، خاتم النبيين وسيّد المرسلين محمد بن عبد الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- في أكثر من 60 ساحة وميداناً، خُصصت 28 ساحة منها للنساء في أمانة العاصمة والمحافظات، بعد تجهيزها بكل الخدمات لاستقبال ضيوف رسول الله من الريف والحضر.
حيث وسَّع المنظمون دائرة الاحتفال بهذه المناسبة الدينية الجليلة هذا العام؛ لمنح فرصة أكبر لمشاركة أوسع وفاعلة من قِبل المواطنين من مختلف فئات المجتمع؛ بهدف ترسيخ الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية، والتأكيد على الولاء والطاعة لله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله.
وتعتبر هذه المناسبة محطة تستحضر فيها الدولة -بشكلها الجديد- مواقف أهل اليمن الأجداد (الأوس والخزرج) مَن ناصروا رسول الله في بداية دعوته إلى الإسلام، وكيف كان لدخولهم الإسلام تأثيراً كبيراً ساهم في نشره، وذلك بهدف شحذ الهمم لاستعادة هذا الدور، الذي تسببت أنظمة الحكم الهالكة في تغييبه؛ بسبب خضوعها للوصاية الخارجية والقوى المعادية للإسلام.
وليس على الدولة من حرج في مبالغتها بالاحتفالات، إذا ما كانت تسعى نحو تحقيق هذا الهدف النبيل، فهو استجابة لأوامر الله في جهاد أهل الكفر والنفاق، ونصرة الحق والمستضعفين في الأرض، بعد أن مكنهم الله من الملك والسلطة في أرض اليمن؛ ووصفها بالبلدة الطيبة، ورجالها بأولي قوة وبأس شديد.
وتتجلى أهمية ذكرى المولد النبوي أيضاً في حاجة أبناء اليمن، بل وجميع المسلمين إلى تعزيز ارتباطهم وصلتهم الوثيقة بالرسول والقرآن، ففيهما من الهدى والحكمة والعلم الرشيد ما سيمكّنهم من استعادة العزة والكرامة، التي سلبها منهم اليهود والنصارى.
ومما لا شك فيه استشعار قوى الكفر (اليهود النصارى وأتباعهم من العرب المنافقين) صدق وجدية الموقف، وسرعة الخطوات التي قطعتها قيادة المسيرة والدولة الفتية في اليمن الجديد، خلال التسع السنوات الأخيرة، بالرغم من العدوان والحصار اللذين شُنا وفُرضا عليها؛ لإيقاف حراكها الثوري، وتغيير مسارها النهضوي الإسلامي إلى مسارات الدول الضالة الجاثم عليها الشيطان عدو الله والبشرية.
فقد شهدت العاصمة صنعاء وكل المحافظات -بإشراف ومتابعة وحضور على أعلى مستوى في الدولة- فعاليات وأنشطة تحضيرية منذ شهر صفر الماضي، شاركت في تنظيمها كل مؤسسات الدولة (المدنية والعسكرية)، والمنظمات والجمعيات والاتحادات والتنظيمات الشعبية، وأقيمت في كل الحارات والمناطق والتجمعات السكنية، وزُينت من أجل ذلك المباني والمساجد والحارات والأحياء بالأضواء والأعلام الخضراء، إلى جانب اللوحات والعِبارات التي رُسمت على السيارات والجدران في الشوارع، والأحجار في قمم الجبال، والقوارب في الشواطئ.
كل تلك المظاهر شكَّلت لوحة فنية معبِّرة عن الفرحة والابتهاج بمولد خير البرية، المنتظرة لوعد الله، لما بعد هذا الاحتفال، بالنصر والتمكين على أعداء الأمة، وتحقيق ما يصبو له الشعب من التقدّم والازدهار، والأمن والاستقرار، والعدل والسكينة.
ومن المتوقَّع أن يشارك الملايين من أبناء الشعب اليمني في هذه الاحتفالات، وبانتظار كلمة السيّد القائد حول المستجدات، والعلاقات السياسية الخارجية لليمن، وبشأن التغيير الجذري؛ في إطار عملية الإصلاح، وتعزيز دور السلطة القضائية.
سبأ