اليمن.. نحوَ التغيير والبناء
عبدالحكيم عامر*
في خُطوةٍ تُبشِّرُ بالأمل، أعلنتِ اليمنُ عن تشكيلة حكومية جديدة تعكسُ توجُّـهاً نحوَ تحقيق الشراكة الوطنية الحقيقية، هذه الحكومية الجديدة ضمت كفاءات من مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية اليمنية؛ بما يمثل مزيجاً متنوعاً من الخبرات والكفاءات.
وفي ظل الظروف الحَسَّاسة التي يَمُــرُّ بها اليمن، تواجهُ الحكومةُ اليمنية الجديدة مهامًّا جسيمةً تتطلَّبُ التركيزَ والجُهدَ الكبير، لعل أهم هذه المهام هي عملية إعادة البناء وتحقيق تغيير جذري في جميع المجالات؛ بما يلبِّي طموحاتِ وتطلعات الشعب.
الحكومة الجديدة تواجهُ إرثاً ثقيلاً من المهام الجسيمة التي يجب عليها التعامل معها بحكمة وعقلانية، ووضع خارطة طريق واضحة لمسار عملها وتحديد الأولويات التي يجب الشروع في معالجتها.
سنواتٌ طويلة من العدوان على اليمن، خلفت كارثةً في البنية التحتية وأجهزت على أهم المقومات الاقتصادية للبلاد، ويلقي هذا الواقعُ المدمّـر أعباءً جسيمة على عاتق حكومة التغيير والبناء، والتي عليها أن تبدأَ بتشخيصِ الواقع والتعامل مع مكامن الخَلَلِ بشكل جذري.
وعلى رأس أولويات الحكومة الجديدة، إعادةُ النهوض بالبنية التحتية والنهوض بالقطاعات الاقتصادية الرئيسية، ووضع خطط طموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال إيجاد فرص عمل للشباب، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، والقضاء على الفقر والبطالة؛ فجميعُها تحتاجُ إلى جهودٍ حثيثةٍ لإصلاحها وإعادة بنائها.
وأبرز ما أتت به حكومة التغيير والبناء، اختيار وجوه جديدة شابة من ذوي الكفاءة والنزاهة؛ مما يعزز الأمل في قدرتها على ترتيب الأوضاع الداخلية والتصدي للتحديات الاقتصادية والسياسية والعسكرية.
كما أن اختيار وزراءَ ذوي الكفاءة والخبرة لتولي المناصب الحكومية المختلفة، يؤشر على توجّـه الحكومة نحو التغيير والتجديد، وأن يكونوا قادرين على إدخَال أساليبَ جديدة في العمل الحكومي، وتطبيق مبادئ الشفافية والمساءلة.
إن نجاحَ الحكومة في مواجهة التحديات المختلفة وتحقيق التغيير المنشود، سيتوقَّفُ على قدرتها في بناء فريق عمل متجانس ومتكامل، يعملُ بروح الفريق الواحدِ؛ لخدمة المصلحة الوطنية.
بالتأكيد، المهمة ليست سهلة، لكن بالإرادَةِ السياسيةِ القويةِ والتخطيط الاستراتيجي، فَــإنَّ هذه الحكومةَ قادرةٌ على تحقيق التطلعات الشعبيّة وإعادة بناء اليمن بشكلٍ أفضلَ.
* المصدر : صحيفة المسيرة
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه