هاشم أحمد شرف الدين*


الرسالة الأولى

إلى أحرار اليمن الذين يتحركون باستمرار من أجل فلسطين ونصرة أهلها المظلومين في غزة :

في مثل هذا اليوم من كل أسبوع، يتردد نداء قائدنا السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله سبحانه وتعالى - في قلوبنا، فنلبيه في اليوم التالي بإخلاص ووفاء.

إنه يقول لنا هذه المرة: "مشاركتكم مهمة جدا، فهي الرد الشعبي على العدوان الإسرائيلي على بلدنا".

لذا فمن المؤكد أن كل حُرٍ لن يفوّت هذه المعركة، فيخسر أجرها وشرف المشاركة فيها، وينال خزي المنافقين الذين تخلّفوا، أو يكون من أولئك الذين كره اللهُ انباعثَهم.

من المؤكد أننا سنخرج جميعاً - بإذن الله سبحانه وتعالى - فتظاهرة الغد هي إعلانٌ للعالم، للصديق والعدو، أننا غير قابلين للتطويع أو الكسر، لن نهاب، ولن نرتدع، ولن نُهزم، أننا سنواصل الصمود والمقاومة والنضال من أجل الشعب الفلسطيني ومن أجل حقوقنا وكرامة بلدنا.

من المؤكد أننا سنخرج من أجل شهدائنا وجرحانا وأسرانا في اليمن وفلسطين، ومن أجل يمننا وفلسطيننا.



الرسالة ️الثانية

إلى الذين يتعاطفون مع شعب فلسطين ولكنهم لا يشاركون في التظاهرات الأسبوعية، معتقدين أن دعواتهم أو أمنياتهم تكفي:

نعم، أنتم تتعاطفون مع القضية الفلسطينية، وتدينون الاحتلال الإسرائيلي، وتتمنون تحرير أرض فلسطين. ولكنني أسألكم أيها الإخوة الأعزاء، ما قيمة تعاطفكم إذا لم يُترجم إلى عمل؟

ربما تعتقدون أن دعواتكم تكفي، وأن أمنياتكم الصادقة كافية، ولكنني أقول لكم أيها الأعزاء، إن هذا خطأ فادح. فالقضية الفلسطينية ليست مجرد كلام وأحلام، بل هي مسألة عمل وتضحية ونضال.

إن الاحتلال الإسرائيلي لا تخيفه دعواتكم، ولا تردعه أمنياتكم. فقط من خلال العمل الجماعي، ومن خلال التعبئة الجماهيرية، ومن خلال النضال الموحد، يمكننا أن نُرهبَه ونردعَه.

وإذا كنتم تهتمون حقاً بفلسطين، فيجب أن تكونوا على استعداد لاتخاذ موقف، ورفع صوتكم، والمشاركة في التظاهرات الأسبوعية.



الرسالة الثالثة

إلى الذين يتعاطفون مع شعب فلسطين ولكنهم مؤطرون سياسيا، فلا يشاركون في التظاهرات الأسبوعية، معتقدين أن المشاركة تعني تأييد أنصار الله :

أولاً - لا تنخدعوا بالانتماءات الحزبية الضيقة التي قد تفرقنا. إن فلسطين ليست قضية حزبية، بل هي قضية مركزية لكل يمني، وكل عربي، وكل مسلم، وكل إنسان يؤمن بالعدالة والحرية. وإذا كنتم تهتمون حقاً بفلسطين، فعليكم أن تضعوا انحيازاتكم التافهة جانبا وتنضموا إلى الجماهير في الساحات.

ثانياً - لقد أثبت أنصار الله أنهم مؤيدون حقيقيون لفلسطين، ليس فقط بالقول، بل بالأفعال. لقد وقفوا إلى جانب الفلسطينين المظلومين في غزة ، ورفعوا علم فلسطين، ورددوا شعارات فلسطين. فإذا كنتم حقاً تهتمون بفلسطين، فعليكم أن تنضموا إليهم، أن تقفوا معهم، أن تشاركوا في التظاهرات.

لا توجد فرصة متاحة لنصرة فلسطين كما توجد في المناطق الحرة، فلا تنتظروا أن يتحرك غيرهم لتتحركوا. لو كانت القوى السياسية جادةً في دعم فلسطين، لدعت منذ وقت مبكر إلى الخروج في تظاهرات مماثلة في المناطق المحتلة من الوطن، لكنها لم تفعل ولن تفعل. فتحركوا، لا تنتظروا أن يقوم الآخرون بذلك نيابةً عنكم.

إن العالم اليوم يولي اليمنيين احتراماً خاصا، فكونوا ممن شارك في صناعة هذا الاحترام. ستخجلون حين تحصدون احتراماً رفضتم المشاركة في صناعته.

يجب أن تتحملوا أيها الإخوة، مسؤولية أفعالكم، ودوركم في النضال. عليكم أن تنضموا إلى التظاهرات، يجب أن ترفعوا أصواتكم، يجب أن تناصروا فلسطين وشعبها بحق.

انضموا إلى أحرار الشعب اليمني، ودعوا أصواتكم تُسمع، دعوا تعاطفكم يُحَس، ودعوا رسالتكم تصل.


ومضة ..

لقد انتهى وقت التمني أو التفرق، وحان وقت العمل والتوحد. هذه هي لحظتنا لتنحية الخلافات، هذه فرصتنا لإذابة التباينات، وهذا هو واجبنا وهذه هي مسؤوليتنا.

دعونا نغتنم الفرصة، دعونا نمتلكها، بالمشاركة بكثافة في هذه التظاهرات.

معاً سنناضل، معاً سنكافح، ومعاً سنخرج منتصرين، من أجل فلسطين، ومن أجل اليمن، ومن أجل إنسانيتنا.

* المصدر : المسيرة نت
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه