حزب الإصلاح يتشبه بالرِجال ويهاجم السعودية
السياسية || محمد محسن الجوهري*
حتى عهدٍ قريب اعتدنا أن نشاهد الإعلامي السعودي يهاجم اليمن واليمنيين، ويبالغ في الإساءة إلى الثقافة والشعب اليمني، ثم يأتي الإعلامي الإصلاحي معقباً على كلامه، وليؤكد صحة بذاءة السعودي بحق بلاده، كما اعتدنا أن نشاهد نشطاء السعودية يبالغون في التحذير من المغترب اليمني وخطورته على واقع المملكة، ويواكبهم في ذلك نشطاء الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي لتجميل تلك الإهانة، والتخفيف من حدة الغضب في الشارع اليمني.
ونتذكر حادثة في نوفمبر 2016، عندما أساء عبدالله بن فيصل آل سعود سفير السعودية لدى واشنطن، لكل اليمنيين برده على سؤال مراسل شبكة "إنترسبت" الإخبارية الأمريكية عندما سأله: "هل ستتوقفون عن ضرب اليمن بالقنابل العنقودية"، فأجاب : "هل تتوقف عن ضرب زوجتك؟".
عندها سخَّر حزب الإصلاح كل طاقاته الإعلامية والشعبية لتلميع هذه اللإهانة والتماس الأعذار الباردة للمسؤول السعودي، رغم أن إهانته كانت واضحة، ولا يتقبلها أي يمني إلا إذا كان على شاكلة الإصلاحي وغيره من أشباه الرجال في هذا العالم.
اليوم، وبعد أن نجح رجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية في تمريغ أنف آل سعود في الوحل، وبات اليمني رمزاً للرجولة والصمود في العالم أجمع، يريد حزب الإصلاح أن يقتحم عالم الرجولة على استحياء، وعبر مهاجمة السعودية بشأن تراجعها الأخير في ملف البنوك والعقوبات التي فرضتها على اليمن عبر مرتزقتها في عدن.
وبدأنا نسمع من قنوات الإصلاح ونشطائه عبارات تدين السعودية، وتتهمها بالتآمر على البلاد، وبأنها حليف غادر لا عهد له ولا ذمة، وهذه جرأة كبيرة بالنسبة لأمثالهم، خاصة أنهم اعتادوا منذ تأسيس حزبهم على التسبيح باسم السعودية والتطبيل لقادتها في المناسبات العامة والخاصة، كيف لا وهي ولية نعمتهم، وصاحبة الفضل في تأسيس حزب الإصلاح وتحديد سياساته وتحركاته.
ولو أن في الحزب رجال شرفاء، لرأينا منهم مواقف مشرفة غداة أعلنت السعودية عدوانها على اليمن قبل عشر سنوات، إلا أن الإصلاح -بكل قياداته- اعتاد على ممارسة دور الذلة المرسوم له من الخارج، والسير حسب المخطط التآمري ضد اليمن واليمنيين، وتأييد العدوان ومباركته بالفتاوي وغيرها من وسائل الغدر والخيانة التي يتقنها شيوخ الإخوان ببراعة.
وما مواقفه الأخيرة المهاجمة للسعودية إلا محاولة من الحزب للتشبه برجال الرجال من أنصار الله، ممن جعلوا من السعودية أضحوكة العالم بالأفعال وليس بالأقوال.
وليس في تشبههم بأنصار الله أي بطولة، فمواقفهم ستقتصر على الكلام والعنتريات الإعلامية، وهم أصغر من أن يسطروا موقف عملي على الأرض ضد السعودية والإمارات، حيث يعمل مرتزقة الحزب في حماية المعسكرات السعودية والإماراتية، ويمنعون أي يمني حر من مهاجمتها خاصة في مأرب وشبوة وحضرموت، حيث يدعي الإصلاح أنه الحاكم في تلك المحافظات.
ولا ننسى أن ذكر نشطاء الإصلاح أن حزبهم ليس إلا تنظيم مسيّس للإيجار، ولخدمة مصالح الخارج، وأولهم السعودية التي قد تقطع مرتباتها الشهرية عن قياداتهم في الرياض، ويضطروا عندها لممارسة الشحاتة السياسية في تركيا ودول أوروبا، كما هو حال بعض الرخاص من مشائخهم المشهورين، فمصالح هؤلاء قد تتضرر بفلتتاكم غير المحسوبة العواقب، كما أن قميص الرجولة أوسع من أن يرتديه أي إصلاحي صغير من أمثالكم، لذا ذروا المواقف الكبيرة للكبار من أسيادكم في صنعاء والمحافظات الحرة، وربوا أولادكم على تعلم الرجولة من رجال الرجال في أنصار الله، فهم وحدهم الرجال وليس من باع وطنه وشرفه للسعودية والإمارات مقابل بعض المال والمناصب.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب