اليمن مع علي وعلي مع اليمن
السياسية || محمد محسن الجوهري*
قدرنا -نحن اليمانيين- أن نوالي الإمام علي بن أبي طالب، استجابة للتوجيه النبوي: "من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه"، ولأن إيماننا بالله ورسوله ارتبط من يومه الأول بالإمام علي، ولهذا فإنا أولى الناس بتطبيق الأمر الإلهي والسنة النبوية فيما يخص أمر الولاية وخلافة رسول الله، ومن شذَّ شذَّ في النار.
ومن يتتبع تاريخ اليمن، يجد أن كرامة اليمانيين وعزتهم تواءمت مع مبدأ الولاية الذي خصها الله بالرسول وآل بيته، وقدموا في هذا الطريق نماذج عظيمة على مستوى البشرية، كعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود والأشتر، وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي رافقت مسيرة الحق تحت راية آل البيت عبر الأجيال.
بالمقابل، فإن اليمانيين لم يرتقوا في سلم السمو الإنساني إذا ما نبذوا مبدأ الولاية، وأعرضوا عن آل بيت رسول الله، وكانوا مجرد مرتزقة يستخدمهم الطغاة لتحقيق أهدافهم الإجرامية، كما كان حالهم في زمن بني أمية، وحتى حال البعض اليوم مع النظام السعودي، وكأننا أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما:
فإما أن نكون عشاقاً للمجد والعلو والكرامة، ويتجلى ذلك في ولائنا لآل البيت، وبه نكون سادة العرب والعالم، ويعرفنا القاصي والداني، ولنا في موقفنا المشرف مع أهلنا في غزة، ونصرتنا لهم في البر والبحر، في حربٍ هي الأكثر أخلاقية، حسب شهادة العالم أجمع.
والبديل عن ذلك، أن يكون حالنا كحال مرتزقة السعودية والإمارات، مجرد عبيد للمال، حتى بلغوا منزلة من الدناءة هي الأرخص في العالم، حسب تصنيف الصحف العالمية.
ولأننا كبار ونستحق أن نرتقي في سلم الرقي الإنساني، فعلينا أن نسلك المنهج الإلهي، والمتمثل في اتباع الرسول والإمام علي، وأعلام الهدى من آل البيت، وقد تكفل الله لنا في هذا الطريق بالنصر والغلبة والكرامة.
وخروجنا اليوم في عيد الولاية، هو تجديد لبيعتنا لله ورسوله، وأننا التزمنا بعد رسول الله بخلافة وصيه الذي وجهنا هو باتباعه، وتأكيد منا بأننا على دين الإسلام المحمدي الأصيل، وأننا نبرأ من كل طاغية ومن كل مذهب خالف وصية رسول الله في يوم الغدير.
وهنا علينا أن نتساءل:
ماهو سر النصر الذي تغلبنا به على كل مؤامرات الصهاينة على مدى عشرين عاماً؟
كانت ولاية علي حاضرة في كل معاركنا، وإثبات لكل الباحثين عن الحقيقة بأن علي يأبى أن يتحول إلى تاريخ، وأن ولايته شريك جوهري لتحقيق النصر، وحال المرتزقة شاهد آخر على ذلك.
واليهود يعرفون تمام المعرفة خطورة مبدأ الولاية على مستقبلهم ومشاريعهم التدميرية، ولذلك عمدوا عبر -التاريخ- إلى محاربة الإمام علي، وتشويه سمعة كل من يواليه، ونجحوا في خلق جماعات ومذاهب موالية لهم، وتعرفهم جميعاً ببغضهم للوصي وشيعته الأبرار، كالوهابية والإخوان، وغيرهم من الفرق المنحرفة.
وتلك الفرق رغم كثرتها، تعجز عن مواجهة الحق، والدخول معهم في حربٍ مباشرة، وفي حال أوقدوا ناراً للحرب، هلكوا وخسروا، ويشهد على هزيمتهم ثورة ال٢١ من سبتمبر المجيدة، والصمود الأسطوري في وجه العدوان السعودي، وما تلا ذلك من حربٍ كونية نصرةً لغزة.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب