السياسية || أ. عبد الرقيب البليط*

كالعادة خرجت القمة العربية التي عقدت يوم الخميس 16 مايو 2024، بقرارات التأمر على فلسطين وقضيتها وفصائلها مقاومتها، قرارات تنم عن ما تمليه أنظمة الغرب وكيانها اللقيط.

كان من المفترض بهذه القمة والمنطقة تعيش حالة حرب بعدة جبهات قتاليه أن تخرج بقرارات تلائم المرحلة ولو بصورة شكليه، علما أن المواطن العربي لم يعد يثق البتة على قمم واجتماعات ومخرجات وقرارات جامعة الدول العربية، أكثر من ثقته بجامعة كولومبيا.

كون المواطن العربي البسيط يعلم يقينا أن انعقاد القمم العربية يأتي بتوافق وموافقة أمريكية، وأن قراراتها تسبق اجتماعاتها وأن حضور القادة وأصحاب السمو والمعالي ليس إلا تقليد برتوكولي، ويتم منح قادة العرب فرصة التكلم لكسب ود الشعوب ودغدغة عواطفها كتصريح بفترة صلاحية محدودة للحديث عن أوجاع الأمة العربية بكلمات منمقة ظاهرها شجاعة وبطانها جُبن، وفق قاعدة: "تكلم ما تريد ولا تنفذ ما تريد". للأسف هذا ما تمنحه الصهيونية العالمية لقادة العرب من خلف الكواليس شريطة عدم تعدي الخطوط الحمراء، ولا مصادقة من يعادي أمريكا و"إسرائيل".

تخيلوا لو أن البيان الختامي للقمة خرج بقرارات تلزم للأنظمة العربية المطبعة بقطع علاقاتها مع الكيان الصهيوني، وفتح وإدخال المساعدات الإنسانية من معبر رفح للجوعى من أهل غزة المحاصرين وتوجيه رسالة شديدة اللهجة للإدارة الأمريكية توقف حرب الإبادة الجماعية والإحتلال الصهيوني وإلا فالحرب قادمة.

مجرد تخيل فقط.. لكن ما أن تمر علينا لحظات الخيال سنصدم بمرارة الواقع العربي المرير، وللاسف كان بيان قمة المنامة مخيبا للآمال فهو عبارة عن املاءات صهيو - أمريكية، ومطالبة الأمم المتحدة بارسال قوات دولية تحت مسمى قوات سلام في غزة وهي بالأصح قوات أجنبية احتلالية استعمارية لتحقيق المأرب الخبيثة والأهداف القذرة للكيان ودول العدوان لإستكمال مهمة إنهاء الشعب الفلسطيني وقضيته ومقاومته.
وحسبنا الله ونعم الوكيل..

* المقال يعبر عن رأي الكاتب