السياسية || محمد محسن الجوهري*

إن قوة الموقف تنبع دائماً من قوة المنهج، وليس هناك ما هو أقوى من المنهج القرآني الذي تتجلى ثمرته في مواقف عظيمة، يتشرف بها اليمنيين كافة.

وما نراه من صمود يماني على مدى تسع سنوات، وما أعقب ذلك من مناصرة صادقة لإخواننا المظلومين في قطاع غزة، لهو الدليل على صدق التوجه وصحِّة العقيدة وعظمة القيادة، وحتى نضمن الاستمرارية في النهج التصاعدي، نحن مأمورون بتسليم الراية لجيلٍ قوي، وعليه ينبغي التوسع في دراسة المنهج القرآني لضمان منعة الإسلام والمسلمين، سيما ونحن اليمنيين معنيون أكثر من غيرنا في نصرة القضية الفلسطينية.

والدورات الصيفية تشكل فرصة عظيمة تضمن استدامة المشروع القرآني المناهض الصهاينة ومشروعهم التدميرية الرامي إلى استعباد الأمة، وضربها في دينها، وذلك أهم عوامل القوة لديها.

وقد أدرك الصهاينة خطورة المشروع القرآني منذ زمن بعيد، وتحركوا لحربه بكافة الوسائل العسكرية والإعلامية وغيرها، وأخطر ما يخشونه هو الجيل القادم الذي سينتهي على يديه الاحتلال الصهيوني للوطن العربي، وفي مقدمته فلسطين ومقدساتها الإسلامية.

والاهتمام بالدورات الصيفية هو عمل جهادي بامتياز، والمشاركة في انجاحها نصرة فعلية للإسلام والمسلمين ولقضايا الأمة المركزية، وقد تبين للعالم أجمع أهمية التحرك اليمني في مواجهة المد الصهيوني، وبات الرهان العربي ينصب بشكل رئيسي على اليمن، وجيلها الصاعد.

ولأن لكل فعل رد فعل تساويه في الحجم وتخالفه في الاتجاه، فإن الدورات الصيفية كبيرة ومهمة بحجم ما تواجهه من حربٍ إعلامية، وردود فعلٍ ساخطة، لدى المرتزقة ومن يمولهم في الخارج، وهذا طبيعي، فاليمن مقبل على مرحلة جهادية تنتهي بتحرير فلسطين، ويعمل اليهود على عرقلة ذلك بمختلف الطرق والوسائل.

وقد تجاوز شعبنا اليمني العظيم تلك العراقيل وهو لايزال في دائرة تحركه، أما اليوم فالعالم أجمع يتطلع إلى ماهية المنهج الذي أنتج مواقف عظيمة تقارع الاستكبار اليهودي، وتقطع أذرعه في العالم.

وعلينا ألا ننسى أن هذا الجيل الصاعد هو من سيمثلنا خارج اليمن، وسيكون بمثابة الجسر الذي ينقل للعالم عظمة المشروع القرآني الذي انتشل اليمن من حضيض الوصاية، وجعل منه قوة عالمية لا تنصر إلا الحق والقضايا العادلة.

* المقال يعبر عن رأي الكاتب