يموت الشعب اليمني ويبقى حزب "الإصلاح"
السياسية || محمد محسن الجوهري*
لم تكن عبارةً عابرة للقيادي الإصلاحي عبدالله صعتر، بل جملة تختصر منهجية حزب الإصلاح في تعامله مع غير المنتمين لملتهم من أبناء الشعب اليمني، وصدق الإمام علي عليه السلام حين قال: "ما أضمر إنسانٌ شيئاً إلا وظهر في فلتات لسانه."
وقد سارعت قيادة الإخوان في اليمن إلى منع المدعو صعتر وغيره من شيوخ الحزب من الظهور في وسائل الإعلام خوفاً من فلتات أخرى تُظهر المزيد من عقائدهم الباطنية، وتفضح ما يضمرونه تجاه سائر الناس.
ومع ذلك فقد كشف صعتر بكلامه ما يمارسه حزبه بالفعل منذ تأسيسه مطلع التسعينيات، وكانت باكورة ضحاياه مجاميع من أبناء الجنوب في صنعاء، بذريعة الشرك، وكان ذلك سبباً في إعلان الانفصال ودخول البلاد في حرب ١٩٩٤.
وكان لحزب الإصلاح فتواه الشهيرة في تلك الحرب، وقد أباح بها دماء الجنوبيين وأموالهم، ما نتج عنه الكوارث التي يعايشها الجنوبيون حتى يومنا هذا.
ومع وصولهم للسلطة على أكتاف الشباب عام ٢٠١١، أصر حزب الإصلاح على أن يستلم وزارة الداخلية في حكومة المناصفة التي تلت المبادرة الخليجية، لتتحول بعدها العاصمة صنعاء إلى مسرح اغتيالات وقتل بالجملة، طالت كل من يخالف عقيدة الإخوان دينياً وسياسياً، ولم يسلم منها إلا المنتمين لملتهم.
كما بادر الحزب وشيوخه إلى الترحيب بالعدوان السعودي - الإماراتي في مارس 2015 وأيدوا كل جرائمه بحق الأطفال والنساء، وساهموا على الأرض بكل السُبُل حتى تصيب أهدافها، ولتقتل أكبر عددٍ من اليمنيين.
وهنا نتذكر تبريرهم لجريمة القاعة الكبرى، وزعمهم أنها عملٌ داخلي ومؤامرة بينية، حتى بعد أن أقرت قيادة التحالف بارتكابها، وعلى ذلك كان دينهم في كل جرائم العدوان.
ولم يكتفوا بذلك، فقد أقدموا على ارتكاب العشرات من المجازر في مناطق سيطرتهم، وبدوافع فئوية بغيضة، ونذكر منها إبادتهم لعائلات الجنيد والرميمة في تعز، والأشراف وآل جلال وآل سبيعيان في مأرب، وأمثالها في مديريات محافظة شبوة.
وحتى اليوم، يمارس حزب الإصلاح إجراءات قمعية بحق كل مخالفيه في ما تبقى تحت سيطرته من مناطق، وشهادات سكان مأرب تكشف الكثير من معاناتهم بسبب عنصرية الإخوان.
ولذا يجب أن يتنبه الجميع في اليمن، أياً كان توجههم السياسي والديني، أن حزب الإصلاح يشكِّل خطورة بالغة عليهم، وأن الحد من تلك الخطورة هو ألوية أمنية لليمنيين كافة، قبل أن يدفعوا ثمن ذلك من دمائهم ويتم إقصاؤهم من المشهد بكله، كما حدث لأحزاب وجماعات كثيرة، كالحزب الاشتراكي اليمني الذي انقرض وغاب كلياً جراء المنهج إقصائية الإخوان.
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع