السياسية - وكالات :

رأى الكاتب البريطاني في صحيفة "فايننشال تايمز" جدعون راشمان أن اتهام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الصهيوني السابق يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب يُعدّ كارثة لـ"إسرائيل" ومعضلة كبيرة للتحالف الغربي.

وأشار الكاتب إلى أنه وبينما تحصل "إسرائيل" على الدعم الكامل من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة في مواجهة تهمّ محكمة الجنايات الدولية، فإن غالبية الحكومات في الاتحاد الأوروبي وإلى جانب كل من بريطانيا واستراليا وكندا ستحترم على الأرجح التهم الموجهة، وستضطرّ هذه الأطراف إلى اعتقال نتنياهو في حال دخل أراضيها حتى وإن كانت لا ترغب في ذلك.

وأضاف: "الفجوة بين الولايات المتحدة وحلفائها الاساسيين مسألة صعبة جدًا في الاوقات العادية حتى، منبّهًا إلى أن المرحلة الحالية لا تعد عادية على الاطلاق"، لافتًا الى أن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب تعهّد من الآن بأخذ اجراءات تشكل تهديد حقيقي لمصالح اصدقاء اميركا، ووعد بفرض رسوم جمركية تتراوح ما بين 10 و20 % على المصدّرين الاوروبيين والآسيويين، وأردف "التزام ترامب تجاه الناتو مشكوك فيه وخطته لإبرام صفقة "سلام" مع روسيا قد تعرّض أمن أوروبا للخطر".

عقب ذلك، نبه الكاتب من أن مواجهة "مريرة" أخرى بين ضفتي الأطلسي تتمحور هذه المرة حول "إسرائيل" هي آخر ما يحتاجه التحالف الغربي، إلّا أنه حذر من أن السيناريو هذا قادم.

وأكمل: "بعض الوزراء "الإسرائيليين" يتوقعون بشوق ان تسمح إدارة ترامب القادمة لـ تل أبيب" بأن تقوم بضمّ أجزاء من الضفة الغربية وغزة بشكل رسمي، لكن الاتحاد الأوروبي سيعتبر ذلك عملًا خطيرًا وغير قانوني"، ورجّح أن تفرض إدارة ترامب العقوبات ضد مدعي عام محكمة الجنايات الدولية وموظفي المحكمة، وتحدّث عن كلام يجري تداوله داخل دوائر الحزب الجمهوري عن التخلص من المحكمة، ربما من خلال التلويح بفرض العقوبات على الدول التي تموّلها.

ولفت الكاتب إلى أن "أغلب الحكومات الاوروبية قامت بالكثير لدعم "إسرائيل" منذ السابع من تشين الأول/أكتوبر العام الماضي، وإلى أن كلًا من بريطانيا وفرنسا شاركتا في العمل العسكري لحماية "إسرائيل" من الصواريخ الإيرانية، وأردف أن "بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل المانيا ملتزمة حيال "إسرائيل" لدرجة انها قد تنأى بنفسها عن قرار المحكمة رغم قبولها بشرعيتها"، غير أنه شدد على أن "غريزة" أغلب الدول الاوروبية ستكون الجمع ما بين "حق "إسرائيل" بالدفاع عن نفسها" ودعم نظام القانون الدولي الذي يطبق قواعد الحرب"، حسب تعبيره.

كذلك قال الكاتب إن "القضية لا تتعلّق بمجرد مسألة احتمال ارتكاب جرائم الحرب في غزة، وإن غالبية الدول الديمقراطية "المتوسطة" في أوروبا وآسيا تفهم مخاطر العودة إلى عالم تتصرف فيه القوى الكبرى و"وكلاؤها" بحصانة.

وتحدث الكاتب عن "اشتباك يتشكّل بين الولايات المتحدة وحلفائها حول "إسرائيل" والذي هو جزء من سجال أوسع نطاقاً حول مستقبل النظام العالمي"، وختم "حتى أميركا تحتاج إلى الحلفاء والقواعد العالمية، وحتى التحالفات التي تشكّلها ضد روسيا والصين تتمحور حول المناشدة بالقانون الدولي".