لعنة غزة تطارد اليهود في الإمارات
السياسية || محمد محسن الجوهري*
حذَّر الكيان الصهيوني رعاياه من السفر غير الضروري إلى الإمارات، عقب مصرع أحد الحاخامات بعملية بطولية لا تزال خفاياها غامضة حتى اللحظة، إلا أنها تُعبر عن الرد الطبيعي تجاه الجرائم الصهيونية ضد نساء وأطفال غزة والتي راح ضحيتها حتى اليوم، نحو خمسين ألف شهيد.
لم تكن العملية مستغربة، فالعالم يعيش صحوة غير مسبوقة تجاه العدوانية اليهودية، ويعلم أغلب قاطني المعمورة بأن اليهود وراء كل جريمة، وأن الدمار والخراب ينتشر بانتشارهم في العالم، وأن مجازرهم في غزة لن تتوقف بدعوات السلام، بل بالعنف المضاد، ومعاملة اليهود بالمثل، ما لم فإن الجميع شركاء في إبادة سكان غزة ولبنان.
والحاخام الصريع يُدعى "تسفي كوغان" ويعمل على نشر العقائد اليهودية في الإمارات منذ العام 2014، وهو عضو في جمعية متخصصة بالتبشير باليهودية وجمع التبرعات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحمل اسم "حباد" وتعمل بحرية مطلقة في الإمارات، ودول عربية أخرى منها السعودية والكويت، وتؤمن بوجوب إبادة العرب في فلسطين، كما ترفض أي دعوات للسلام، أو الانسحاب من الضفة الغربية وإقامة حتى دولة صورية للشعب الفلسطيني.
ونشطت الحركة بقوة خلال حرب الإبادة على غزة في دعم جيش العدو الصهيوني، وجمع التبرعات لصالحه، كما دعت وبشكل صريح لعودة الاستيطان إلى قطاع غزة وإبادة سكانها أو طردهم من القطاع، كما لوحظ الجنود الصهاينة وهم يرفعون أعلام "حباد" وشعاراتها على منازل الفلسطينيين في مناطق مختلفة من غزة، منها بيت حانون.
وأياً تكن هوية المنفذ الذي خطف الحاخام كوغان وقتله، فإنها تبقى عملية بطولية بكل المقاييس، وتأتي للرد على الإجرام الصهيوني المستمر منذ أكثر من عام، ولا يزال يمارس الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، وتعبر عن مشاعر الغضب ضد كل ما هو يهودي في هذا العالم، ولنا الشرف نحن اليمنيين، في أن يكون الفاعل منا، وأن نرى المزيد من العمليات البطولية ضد اليهود والصهاينة في كل البلدان المطبعة.
ومهما كانت مرعبة بحق اليهود، إلا أنها أيضاً قليلة بحقهم، فالواجب على العرب مضاعفة الجهود لكبح جماح العدوان في غزة، والثأر للشعب الفلسطيني من اليهود أينما حلوا، حيث من السهل ضربهم - على الأقل - في الدول المطبعة سواءً في الخليج، أو في مصر والأردن، ولنا الشرف بدعم وتشجيع هذه العمليات، فهي محل فخر واعتزاز كل يمني وحر في هذا العالم.
ولا ننسى أن التطبيع مع الصهاينة مكلف جداً، وسبباً لنكبات الدول المطبعة، ومن البدهي أن تستغل "إسرائيل" الحادثة لابتزاز الإمارات، وإجبارها على دفع مليارات الدولارات بدواعي التعويض والتأمين لباقي اليهود على أرضها، ما لم فقد ترتكب "إسرائيل" جرائم كبيرة في المدن الإماراتية لتشويه سمعتها، كما فعلت من قبل عندما نفذت اغتيالات ضد فلسطينيين في دبي وأبوظبي.
* المقال يعبر عن رأي الكاتب