السياسية:

نشر المحلل السياسي سعيد زياد وهو لاجئ فلسطيني يهتم بالفكر والسياسة، يؤمن بالثورة والمقاومة، تغريدة تحليلية بقالب مقالي أجاب فيها عن تساؤل: لماذا لم تستطع “إسرائيل” اجتياح معسكر جباليا ؟

حيث قال: في الجولة الثانية من القتال، والتي بدأت بعيد هدنة الأيام الثمانية مباشرة، أعلنت “إسرائيل” بعجرفتها المعهودة بدء عمليتها في معسكر جباليا، مستهدفة تفكيك الكتائب الدفاعية الأربعة فيه.

تقدّر القوة المدافعة عن المخيم ب5000 مقاتل على أقصى التقديرات، بينما انتخبت “إسرائيل” لقتالهم فرقتين عسكريتين، بقوة تزيد عن 50 ألفًا من أفضل مقاتلي النخبة، مصحوبين ب500 مدرعة ودبابة ومركبة عسكرية.

حوصر المخيم من جهاته الأربع شهراً، وحاولت “إسرائيل” اقتحامه 14 مرة، وسُجلت نقاط اشتباك كثيرة سحقت فيها عشرات الدبابات، منها: اشتباك بئر النعجة، والفاخورة، واليمن السعيد، والقصاصيب، والفالوجا، وتل الزعتر، والإدارة المدنية، وجباليا البلد، وغيرها من أماكن الاشتباك الكثيرة الأخرى.

تمثلت عوامل إفشال مهمة الفرقتين 162 المتقدمة من المحور الشمالي الغربي، والفرقة 252 المتقدمة من المحور الشمالي الشرقي في نقطتين حاسمتين:

1.الصمود الأسطوري لأهل المخيم، الذين جُوّعوا وعُطّشوا وقتلوا وحوصروا، بلا إبداء أي انكسار، أطفالهم ونساؤهم قبل رجالهم وشيوخهم.
2.البسالة الأسطورية التي أبداها مقاتلو المخيم، بلا خوف ولا وجل، وبقتال ضارٍ لم يتوقف برهة من الزمان.

بعد شهر من القتال، أيقنت “إسرائيل” أن مهمتها باتت مستحيلة، وأن المقاتلين ال5000 لن يخرجوا مستسلمين، ولن يُهزموا، وأنّ الصامدين ال200 ألف لن ينزحوا مهما حدث لهم.
بل أيقنت “إسرائيل” يومها، أن انكسار عمليتها البرية برمتها قد بدأ عند تخوم المخيم، وأنها خسرت المعركة فعلاً، وتحطمت أحلام غالانت ونتنياهو بتحويل الشمال وغزة إلى منطقة عازلة خالية من السكان.

طوبى لمعسكر جباليا، أهله، ومقاتليه ..
رابط التغريدة https://x.com/saeedziad/status/1763986683999989958?s=20

* المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب