عبدالفتاح علي البنوس *

يظن الأمريكي والبريطاني ومن خلفهما الإسرائيلي ومن دار في فلكهم بأن المواقف التي يتبناها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، أو التصريحات التي يطلقها ، أو القرارات التي يتخذها ، قابلة للأخذ والرد ، والتغيير والتبديل ، وفق حسابات المصالح والمكاسب والمغريات وسياسة الترهيب التي ينهجونها ، وهذا ما يعد من المستحيلات التي لا يمكن حتى التفكير ولو لمجرد التفكير بها على الإطلاق ، فهذه ليست من ثقافته ، ولا تتماشى مع مبادئه وثوابته وثقافته ، انطلق من باب حرصه على الأمة والأخذ بيدها إلى بر الأمان ، لا مصلحة شخصية ينشد ، ولا لهدف أو غاية نفعية يقصد ، جند نفسه لخدمة أمته لإعلاء شأنها ، واستعادة دورها الريادي التنويري ، من أجل مواجهة موجة التغريب ومشروع التطبيع والمؤامرات التي تحاك ضدها من قبل أعدائها وفي مقدمتهم الشيطان الأكبر أمريكا .

يتناسون أنهم أمام قائد فذ وحكيم ، قائد صقلته الأحداث التي خاض غمارها ، والمواقف التي عاشها وتعايش معها ، قائد حيدري تربى في بيئة إيمانية محمدية على يد والده السيد العلامة بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، و شرب من معين الثقافة القرآنية ، وأرسى دعائم المسيرة القرآنية ، التي قادها بكل حكمة واقتدار ، بعقلية راجحة وفكر مستنير على خطى الشهيد المؤسس السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه ، فكان خير خلف لخير سلف .

قائد مجاهد ، نشأ وتربى على الجهاد في سبيل الله منذ نعومة أظفاره ، حمل روحه على راحتيه وهو يواجه طواغيت العصر بثلة قليلة من المؤمنين الصادقين ، بكل ثقة بالله وتوكل و قائد سلاحه الإيمان ، وذخيرته القرآن ، وأبطاله رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .

قائد يماني الهوى والهوية ، لا يجيد اللغات الأجنبية ، ولكنه استطاع أن يصل بثقافته ومسيرته وفكره إلى كل بقاع المعمورة ، وتمت ترجمتها إلى كل اللغات ، وبات شوكة في نحور كل الطواغيت والمستبدين ، قائد خلقه التواضع والزهد والتقوى ، لا يمتلك القصور الفارهة ، ولا السيارات المدرعة ، ولا المواكب الطويلة العريضة من السيارات والمرافقين ، لا يحمل رتبة عسكرية ، ولا يزين صدره بالأوسمة والنياشين ، لا يرتدي البدلات الفرنسية والإيطالية ولا يرتدي ربطات العنق ، ولا يواكب الموضة ويبحث خلف الماركات والعلامات التجارية العملاقة ، ولكنه متمسك بلبسه اليمني الذي يجسد من خلاله الهوية اليمنية الإيمانية .

قائد مخلص لله ولرسوله وللمؤمنين ، لا يمتلك الحسابات والأرصدة البنكية ، وليس لديه أي شركات أو مشاريع استثمارية ، يحمل هم شعبه وأمته ، و يعمل من أجل أن نعيش أعزاء كرماء ، في رحاب دولة حرة مستقلة ، تمتلك مؤهلات ومقومات النهوض والتقدم ، دولة يأكل أفرادها مما يزرعون ، ويلبسون مما يصنعون ، دولة قائمة على الاكتفاء الذاتي في شتى مجالات الحياة .

قائد أفعاله تسبق أقواله ، فهو سيد القول والفعل ، أقواله لا مزاح فيها ، وقراراته لا تراجع عنها ، ومواقفه ثابتة راسخة رسوخ الجبال الشامخة ، ينشد السلام ولكنه يعاف الخضوع والخنوع والاستسلام ، قد يصبر ولكن صبره لا يطول ، وإذا ما غضب أرى الأعداء من البأس اليماني الشديد ما تقر به أعين المؤمنين وترتاح به أنفسهم ، قائد صادق القول والفعل ، إذا قال صدق ، وإذا وعد أوفى ، وإذا أعذر أنذر ، وإذا ما طغى العدو وتجبر ، أسقاه السم الزعاف وأشربه ومن معه كؤوس المنايا .

قائد يمتلك القرار ، و يرعى حقوق الجار ولو جار ، منطقه يرعب الفجار ، ومواقفه ترفع الرؤوس وتشرئب لها الأعناق وتثلج صدور كل الأحرار ، فإياكم واللعب بالنار معه ، فأنتم أول من سيكتوي بها ، وإياكم و الرهان على خضوعه وخنوعه واستسلامه ، فهذا عنده غير وارد ، والحذر كل الحذر من استفزازه ، فلن تجدوا منه إلا ما تكرهون ، والميدان خير شاهد ، و( هذا الفرس وهذا الميدان ، ومن كذب جرب ) وعلى الباغي المعتدي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي تدور الدوائر .

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

  • المصدر: موقع أنصار الله
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع