أمريكا تُسخر نفسها لمصالح العدو الصهيوني ليزيد جرائم إبادة المدنيين في غزة
السياسية – تقرير :عبد العزيز الحزي
وضعت الولايات المتحدة الأمريكية نفسها اليوم في عزلة دولية متزايدة ووضع مكشوف للعالم العربي والإسلامي، بسبب مشاركتها الفعلية للعدو الصهيوني وتسخير نفسها في خدمة مصالح هذا العدو الغاشم، في عدوانه على قطاع غزة لتكشف بذلك عن آخر أقنعة الزيف والوجه القبيح للغرب.
وفي هذا السياق.. تواصل أمريكا سياساتها ومواقفها الداعمة للصهاينة منذ احتلالهم للأراضي العربية الفلسطينية وما يحدث اليوم من تحرك أمريكي على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا وعسكريا إلا تأكيد بأن كيان العدو الصهيوني هو ربيب أمريكا ومخالبها التي تنهش بها من يخالفها في الشرق الأوسط.
ولا نستغرب من تصريحات بايدن التي جاءت خلال زيارته لـ”تل أبيب بذلك الشكل السخيف الذي يبعث على السخرية، بقوله: “لو لم تكن “إسرائيل” موجودة لأوجدناها”، وهذا يؤكد وقوف بلاده إلى جانب الكيان الغاصب بكل الإمكانات.
وتحت الغطاء الأمريكي والدعم المستمر، يواصل الطيران الحربي الصهيوني قصفه المستمر على كافة مناطق قطاع غزة في اليوم الـ81 من العدوان الصهيو-أمريكي مُخلفا العشرات من الشهداء ومئات الجرحى.
وتفيد وسائل إعلام فلسطينية بأن العدو الصهيوني ارتكب خلال الـ24 الساعة الماضية 25 مجزرة راح ضحيتها 250 شهيدا و500 اصابة.
ونفذ العدو الصهيوني أحزمة نارية طوال ساعات الليلة الماضية في محيط مجمع ناصر الطبي بخانيونس وعلى مخيم المغازي ومخيم البريج وجحر الديك وسط القطاع.
وواصلت المدفعية الصهيونية قصفها لمخيم البريج وسط القطاع بينما توغلت آليات صهيوني بشكل محدود شرقي البريج وسماع أصوات اشتباكات.
وتواصلت الغارات الصهيونية على جباليا وطالت محيط بركة أبو راشد ومنطقة الحرن بمخيم جباليا إضافة إلى القصف المستمر على جباليا البلد.
وأعطت أمريكا باستخدامها أكثر من مرة حق النقض (الفيتو) خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، الضوء الأخضر لارتكاب مزيداً من المجازر بحق المدنيين في القطاع.
ومنذ بدء العدوان الصهيو-أمريكي على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، سخرت واشنطن نفسها لصالح كيان العدو الصهيوني ووقفت أكثر من مرة لوحدها في المحافل الدولية لتعطيل مشاريع قرارات وقف إطلاق النار في غزة.
وأنهى بايدن تعهداته السابقة بأنّ “أمريكا عادت!” لتحمّل مسؤولياتها الدولية وذلك بسبب المشاركة الفعلية في جرائم الحرب التي ترتكبها قوات العدو الصهيوني في القطاع.
ففي مجلس الأمن الدولي، على سبيل المثال، استخدمت أمريكا أكثر من مرة حق النقض لمنع صدور قرارين يدعوان إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في القطاع.
وصوتت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ضدّ قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وهو الوضع الذي كشف صورة أمريكا في العالم بشكل جلي.
وحضت إدارة بايدن العالم على ممارسة ضغوط على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس وليس على كيان العدو الصهيوني.
ويزعم مسؤولو الإدارة الأمريكية بأنّهم يمارسون ضغوطا على حكومة نتنياهو الصهيونية من وراء الكواليس وأن الضغوط تأتي ثمارها بالسماح بدخول صهاريج وقود إلى غزة وإعادة خدمة الإنترنت إلى القطاع وفتح المعابر.
لكن في المقابل مازالت الإبادة الجماعية المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني مستمرة بحق المدنيين في القطاع.
وكشف سيل المشاهد المروّعة من غزة، والتي يتمّ تداولها بشكل جماعي على شبكات التواصل الاجتماعي، الوجه القبيح لأمريكا وزيف الشعارات البراقة التي ترفعها واشنطن التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير.
وعندما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين يظهر انحياز أمريكا الكامل للصهاينة وعدم احترامهم لحقوق الإنسان بشكل يستفز العالم الحر.
أما الدول العربية المنضوية تحت المنظومة الأمنية الأمريكية فتجد نفسها تعيش شكلاً من أشكال الفصام مع الأمة وستظل تحت مظلة الأمريكي منكسرة ليس لها موقف واضح.
وفي حصيلة غير نهائية، أسفر العدوان الصهيو-أمريكي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عن استشهاد أكثر من 20.674 فلسطينياً، وإصابة نحو 54.536 آخرين، أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال.