وفاة نائب تركي خلال انتقاده لسياسة بلاده تجاه العدو الصهيوني تحت قبة البرلمان
السياسية-وكالات: مرزاح العسل
خلال إلقائه كلمة تحت قبة البرلمان التركي، انتقد فيها بشدة سياسة بلاده تجاه كيان العدو الصهيوني ولا سيما استمرار علاقاتها التجارية مع هذا الكيان الغاصب، واعتبرها بأنها “متساهلة جداً”.. توفي النائب التركي حسن بيتميز جراء إصابته بنوبة قلبية.
وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة أمس الخميس على منصة “إكس” رسمياً عن وفاة النائب حسن بيتميز (53 عاماً) الذي أُغمي عليه خلال كلمته أمام الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا يوم الثلاثاء 12 ديسمبر الجاري في مستشفى مدينة أنقرة.
وجاءت الوفاة بعد أيام من انهيار بيتميز في الجمعية الوطنية التركية الكبرى يوم الثلاثاء الماضي، مباشرة بعد انتقاده لسياسة الحكومة التركية فيما يتعلق بالحرب بين كيان العدو الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وفي نسخة مترجمة من خطابه يوم الثلاثاء، قال بيتميز: “حتى لو ظل التاريخ صامتًا، فإن الحقيقة لن تظل صامتة.. يعتقدون أنهم إذا تخلصوا منا فلن تكون هناك مشكلة.. لكن إذا تخلصتم منا نحن، لن تتمكنوا من الهروب من عذاب الضمير.. حتى لو نجوتم من عذاب التاريخ، لن تتمكنوا من الهروب من غضب الله”.
ثم استدار وأغمي عليه، واصطدم رأسه بالأرض، مما دفع زملائه المشرعين في القاعة لمساعدته.. وبعد ذلك تم نقله إلى المستشفى في حالة “خطيرة وحرجة للغاية”.. توفي في وقت لاحق.
وأُغمي على بيتميز على المنصة في نهاية كلمته التي أدان فيها سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تجاه كيان العدو الصهيوني ولا سيما استمرار العلاقات التجارية معه.
ووفقا لوسائل إعلام تركية، كان بيتميز، يعتزم الانتهاء من كلمته، التي أدان فيها القصف الصهيوني على غزة، قبل أن يقع على الأرض فجأة، في لحظة التقطتها كاميرات البث المباشر في جلسة البرلمان.
وهُرع نواب البرلمان، نحو بيتميز سريعًا محاولين إسعافه، قبل أن ينقلوه إلى المستشفى، حيث أشار الأطباء إلى أنه الآن “في حالة حرجة”، ليعلن بعد وقت وفاته.
وأقيم حفل صغير لبيتميز على أرض مبنى البرلمان التركي يوم أمس الخميس، وتم تعليق علم فلسطيني صغير على نعشه إلى جانب العلم التركي.
وانضم حزب السعادة الذي يتزعمه بيتميز إلى تحالف معارضة فشل في الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو.
بيتميز انتقد بشكل متكرر وزارة الخارجية التركية وكيان العدو الصهيوني.. بالإضافة إلى ذلك، اتهم يوم الثلاثاء الماضي، حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان (المختصر رسميًا باسم حزب العدالة والتنمية أو AKP) بمواصلة الانخراط في التجارة مع كيان العدو الصهيوني.
وشوهد بيتميز خلال خطابه وهو يحمل لافتة كتب عليها “إسرائيل القاتلة، العميل حزب العدالة والتنمية”.. وأنهى كلامه بقراءة من قصيدة انتهت بالإشارة إلى “غضب الله”، وكان يرفع بجانبه شعار “إسرائيل إرهابية”.
ويذكر أن بيتميز نُقل إلى المستشفى لتلقي المزيد من العلاج، بعد أن قام أحد الأطباء المتواجدين في الجلسة بتقديم الإسعافات الأولية، ودلك قلبه، وبحسب ما ورد، توقف قلبه لكنه استأنف النبض بعد التدخل الطبي.. وذكر بيان لاحق أن حالة النائب البالغ من العمر 53 عاما، وصفت بالخطيرة وأن حياته ما زالت في خطر.
وأثارت الواقعة رعب نواب البرلمان، الذين ركضوا نحو “بيتميز” سريعاً محاولين إسعافه، قبل أن ينقلوه إلى المستشفى، حيث أشار الأطباء إلى أنه الآن “في حالة حرجة”.
وكان من آخر تغريداته الشجاعة المنتقدة لبلاده على موقع التواصل الإجتماعي “إكس”: “وبينما كان الهجوم على غزة مستمراً، أرسلنا 400 سفينة من تركيا إلى “إسرائيل”.. قمنا بشحن 4,000,000 طن.. وقدمنا الوقود للطائرة “الإسرائيلية”، والملابس لجنودها، وأجزاء من أسلحتها.. والحمد لله أننا أرسلنا صلواتنا إلى الفلسطينيين”.
وفي تغريدة أخرى قال: “لقد قدمنا مقترح تحقيق برلماني لتحديد الجهة التي تنتمي إليها السفن التجارية المتجهة إلى “إسرائيل” من الموانئ التركية، وطبيعة البضائع المنقولة، وتأثيرها على الحرب.. لسوء الحظ، تم رفض اقتراحنا من قبل أصوات نواب حزب العدالة والتنمية ولم يتم إجراء أي تحقيق”.
وفي تغريدة ثالثة قال النائب بيتميز: “إذا كانت لديكم الشجاعة، أوقفوا تلك السفن المتجهة إلى “إسرائيل”، إذا كانت لديكم الشجاعة، اذهبوا إلى الميناء، ونظموا احتجاجًا في الميناء، دعونا نراكم!”.
ويشار إلى أن حَسَن بيتْمَيز هو أحد أعضاء مجلس النواب التركي، عن ولاية “قوجا إيلي”، وهو نائب رئيس حزب “السعادة الإسلامي” في تركيا، الذي يجلس في المعارضة، ويعتبر إسلاميا محافظا، وكان له العديد من المواقف المناهضة للكيان الصهيوني وحربه الهمجيّة على غزة، كما أنه ينتقد حكومة وأحزاب بلاده، ومنها الحزب الحاكم على إثر استمرار العلاقات المتبادلة مع كيان العدو الصهيوني.
ويبدو أن قلب أحد النواب الأتراك لم يتحمل مشاهد الأطفال الذين تحولوا إلى أشلاء ولا دموع الأمهات الثكالى فأصيب بذبحة وهو يلقي خطابا في البرلمان تناول فيه القصف العنيف الذي يشنه العدو الصهيوني على قطاع غزة المحاصر منذ قرابة 70 يوما في ظل تخاذل عربي وإسلامي كبير.