تنومة.. تاريخ دامٍ بين الحاضر والماضي!!
إكرام المحاقري
نقطة البداية في سفك الدماء اليمنية دون ذنب أو سبب، من قبل الرعاع أو من يسمون أنفسهم “بآل سعود”، والذين استمرت جرائمهم بحق ابناء الشعب اليمني على مر التاريخ الماضي والمعاصر، وبصورة مقيتة ممن لا يحترم حق الجوار، وما تلك البدايات إلا نهاية مختصرة لكل ما يزعمونه من دين وإنسانية.
مضى أكثر من قرن على تلك الجريمة البشعة، والتي نفذها قطاع الطرق من آل سعود بحق الحجاج اليمنيين بمنطقة (تنومة وسدوان)، والتي راح ضحيتها أكثر من 3000 حاج يمني، في جريمة بشعة لم تكن وليدة لحظتها، بل أنها نتاج لحقد دفين أظهره الوهابيون أنذاك بحق اليمنيين وما كان لهم من رفعة وشأن عظيم وحضارة منقطع النظير بين حضارات العالم، بينما لم يكن الطرف الآخر غير يد عميلة قذرة زرعتها الأمبراطورية البريطانية المجرمة في الشرق الأوسط مثلها مثل باقي الأنظمة المستحدثة والتي لا تقل شأن في الجريمة عن نظيرها السعودي ككيان إسرائيل.
لم يكتف النظام السعودي بسفك الدماء اليمنية أنذاك، ولم يتكلف إصلاح ما أفسدته جريمته وما خلفته من كارثة إنسانية للبلد الجار المسالم اليمن، لكن تلك الجريمة الشنيعة والتي مر عليها قرن من الزمن ما تزال متواصلة حتى اللحظة بحق اليمنيين بشكل عام في الشمال والجنوب، وبحق حجاج بيت الله الحرام الوافدون من مختلف الدول العربية والإسلامية والتي تكررت فيهم الجرائم بالذبح وسفك الدماء وصدهم عن المشعر الحرام، وبتأطير الحج في حدود رسمتها أيد صهيونية للحد من عظمة هذا المؤتمر الإسلامي السنوي، والذي يجسد صورة لوحدة الأمة الإسلامية تحت لواء الإسلام، وبنهج القرآن الكريم، والتولي لأولياء الله والبراءة من اعداء الله، ناهيك عن الاستهداف الثقافي الممنهج والذي طمس عظمة وأهمية الحج في أوساط المجتمعات المسلمة.
أما عن مواصلة الجريمة بحق ابناء اليمن فما زالت مستمرة بعدوان عسكري غاشم استهدف البشر والشجر والحجر والحياة، وبرعاية صهيونية أمريكية بريطانية أرادت الهلاك للشعب اليمني وأن تطمس الهوية الإيمانية التي تشكل خطرا كبيرا على الوجود الصهيوني والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
لكن تلك المشاريع القديمة الحديثة قد كتب لها الفشل، وقد اكتسب الشعب اليمني منها العديد من الدروس والعبر، وما تذكر مأساة تنومة إلا نقطة بداية، وما هو حاصل اليوم مكمل لما قبله من صمود الشعب في وجه طغيان دول الاستكبار وأدواتهم القذرة في المنطقة، سواء في الداخل أو الخارج، وسيأخذ الشعب اليمني بثأره ممن سفك دماء أبناءه حتى وأن مرت سنون وقرون، فالحق لا يسقط بالتقادم، ولا تنسى الدماء وهناك من يثأر لها، وإن غد لناظره قريب.