السياسية:
سراء جمال الشهاري*

استهل يمن الإيمان صيف القرآن واستنفر طاقاته شعبيًا ورسميًا لتحقيق هدفٍ واحد، وهو أن يصحب الأجيال القرآن وثقافته في عطلتهم الصيفية.

حكومة الإنقاذ الوطني والقيادات العليا، والمؤسسات والجمعيات المدنية، وعامة المجتمع، كلٌ يؤدي دوره في تفعيل وتنشيط مراكز الصيف في مختلف أحياء المحافظات الحرة. فبحسب إحصاءات اللجنة العليا للدورات الصيفية للعام الماضي، بلغ عدد الطلاب (٧٢٢) ألف طالب وطالبة في ثمانية آلاف مدرسة، وتشير البيانات الأولية لهذا العام إلى أن عدد الطلاب تجاوز المليون، ووصل عدد المدارس إلى تسعة آلاف مدرسة.

يوضّح الأستاذ عبد الله الرازحي ــ رئيس اللجنة الفنية للأنشطة والدورات الصيفية ــ في مقابلة مع موقع “العهد” الإخباري أهمية النشاط الصيفي بالقول “الغاية من دورات الصيف بناء جيل واعٍ حرٍ مستنير بثقافة القرآن الكريم، متمسك وثابت على المبادئ الإلهية العظيمة، كما نهدف إلى تصحيح المفاهيم الدينية والثقافية المغلوطة التي قد يتعرض لها الطالب، واستثمار أوقات الشباب في المفيد النافع، الذي يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالفلاح، ويعزز قدراتهم وينمي إبداعاتهم”.

 

الدورات الصيفية.. تحصين ونماء

دشن قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي (حفظه الله) دورات النشاط الصيفي عقب أيام عيد الفطر المبارك، وحث على ضرورة تعاون واهتمام كافة فئات المجتمع بهذه الدورات والسعي بجدٍ لإقامتها على أكمل وجه.

ويفسّر الرازحي اهتمام القيادة بإقامة الدورات الصيفية لموقع “العهد” الإخباري بكلام للسيد القائد يرى فيه أن “هذا الجيل عندما ينشأ النشأة الطيبة المباركة منذ نعومة أظفاره، ويستقي من معين العلم النافع، من منابع الهداية الإلهية، وينشأ على ذلك، ويتربى على ذلك؛ سيكون جيلًا عظيمًا”.

ويشير الرازحي إلى أنّ هذه المدارس الصيفية تسعى لتحقيق جملة من الأهداف، ركز عليها السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي في خطاب التدشين وهي ” تثقيف الجيل الناشئ بثقافة القرآن الكريم. ترسيخ الهُوية الإيمانية، والانتماء الراسخ، الواعي، والمسؤول لشعبهم وأمتهم. إكسابهم الوعي وتربيتهم على مكارم الأخلاق. إكسابهم المهارات والقدرات، التي ترفع من مستوى معرفتهمـ تحصين الناشئة والشباب من الأفكار الضالة والمعتقدات الهدامة وحمايتهم من مخاطر الضياع ومنزلقات الإفساد”.

تتنوع حصص الصيفي ما بين الأنشطة المعرفية والعلمية والفنية والترفيهية، وتُستفتح أولى ساعات الطلاب في تعلّم القرآن الكريم، ومن ثم دروس الثقافة القرآنية، والطهارة والصلاة، وبعض الأساسيات الفقهية. وتولي دورات الصيف اهتمامًا كبيرًا بتعليم الطلاب اللغة العربية، والتركيز على تحسين مستوى الطلاب نطقًا وكتابةً ونحوًا. ثم تأتي بعد ذلك الحصص الفنية والأنشطة الإبداعية والرياضية، وعلى رأسها النشاط الزراعي، والتوعية الزراعية، وخصصت للطالبات دروس التدبير المنزلي والتصنيع الغذائي، والخياطة والصوف والتطريز.

يذكر رئيس اللجنة الفنية للدورات الصيفية بعضًا من عناوين تلك النشاطات لموقع “العهد” الإخباري: “تحوي دورات الصيف أنشطة إيمانية تركز على تعلّم وإتقان العبادات كالصلاة والصيام، وأنشطة ثقافية تتنوع ما بين محاضرات وندوات، وأنشطة فنية في إطار أمسيات يتخللها مسرحيات وأناشيد، وأنشطة رياضية ومهارية وإبداعية متعددة وأنشطة ترفيهية وأنشطة كشفية وزراعية”.

ويضيف الرازحي “هذه الأنشطة تساعد على اكتشاف وصقل مواهب الطلاب، كما تعمل على غرس قناعات وصناعة توجهات إيجابية لديهم، مثل ترسيخ الهوية الإيمانية اليمنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي”.

دورات الصيف تغيظ العدوان

لم يترك العدوان شيئًا للتعليم والنهضة في اليمن إلا واستهدفه، ولن يُمحى ذلك الألم حينما قصف بطيرانه حافلة طلاب الصيفي بضحيان أثناء رحلتهم… هو بهذا الحقد الغليظ يضجُّ عبر مرتزقته ووسائل إعلامه من دورات الصيفية، ويواجهها بحملات دعائية تشويهية واسعة. تلك الحملات ما زادت شعب الإيمان إلا تمسكًا ويقينًا بأهمية النشاط الصيفي، وأثر التربية القرآنية التي ينعم بها أجيال الصيف.

ويكشف الرازحي: ” تواجه الدورات الصيفية حملة إعلامية شرسة من قبل الأعداء؛ لأنهم لا يريدون لشعبنا أي خير، ولذلك ينزعجون من كل ما يمكن أن يسهم في بناء الأجيال، والارتقاء بمستواهم، في العلم، والمعرفة، والوعي، والتربية الإيمانية”.

وعلى الرغم من ضجيج أبواق النفاق والعمالة، إلا أن الزخم والإقبال في الصيفي يتنامى يومًا بعد آخر، فقد وجد الأهالي في دورات الصيف ملاذًا لأبنائهم من الفراغ القاتل وشرور الحرب الناعمة.

المصدر: موقع العهد الاخباري