الشيخ عبدالمنان السنبلي

لقد كنا نعلم جيِّدًا أنكم لن تنتصروا!
ليس؛ لأَنَّكم أقل عُدَّةً وعتاداً مثلاً، فلديكم من المال والسلاح ما يمكِّنكم من غزو نصف الكرة الأرضية، ولكن؛ لأَنَّكم تفتقرون إلى أهم وأقوى مقومات النصر وهو الصدق!
فمن بنى موقفه منذ اليوم الأول للحرب على ادِّعاءاتٍ باطلة ومزاعم ملفقة وزائفة لا يمكن له بأي حالٍ من الأحوال أن ينتصر!
الزعيم النازي (هتلر) مثلاً لم تجلب عليه ادِّعاءات ومزاعم وأكاذيب وزير إعلامه (جوبلز) في آخر الأمر سوى الهزيمة والانتحار!
كذلك الرئيس الأمريكي (جورج بوش الابن) لم تجلب عليه أكاذيبه ومبرّراته الزائفة لاحتلال العراق وعلى بلاده أمريكا في آخر الأمر سوى الهزيمة والخزي والعار والهروب!
وهكذا هو الحال دائماً وأبداً مع كُـلّ من يلجأ إلى نسج الأباطيل واختلاق الأكاذيب كوسيلةٍ يحاول بها أَو من خلالها النيل من خصومه!
ذلك أن حبال الكذب قصيرة جِـدًّا، أَو كما يقولون.
الأمر نفسه أَيْـضاً يمكن أن ينطبق على ما يسمى بالتحالف العربي في اليمن!
فلو عدنا مثلاً إلى ظروف وملابسات شنهم هذه الحرب أَو هذا العدوان الظالم والغاشم على اليمن لوجدنا أنهم كذلك بالفعل قد بنوا عدوانهم هذا على مبرّراتٍ زائفة وادِّعاءاتٍ وأكاذيب ملفقة وباطلة!
فما ظلوا يروجونه وَ(ما زالوا) من عناوين ومصطلحاتٍ كإعادة الشرعية مثلاً أَو إنهاء الانقلاب أَو مواجهة إيران أَو إعادة اليمن إلى الحضن العربي أَو الدفاع عن الأمن القومي العربي أَو كُـلّ ما يمكن أن يلامس مشاعر الإنسان اليمني والعربي على حَــدّ سواء أَو يدغدغ عواطفه من عناوين ومصطلحات لم تكن في الحقيقة -وكما أثبتت الثمان السنوات الماضية من هذا العدوان- سوى عملية خداع وتضليل وتمويه الهدف منها كما تبين لاحقاً هو تدمير اليمن والنيل من سيادته وأمنه واستقراره ووحدته.. لا لشيءٍ طبعاً سوى ليسهل عليهم بذلك السيطرة عليه والتحكم فيه واستغلاله عن طريق ما يصنعونه من أدوات وأزلامٍ خاضعين وتابعين لهم!
فهل تحقّق لهم ذلك؟!
قطعاً لا.. وألف لا.. !
فما بني على باطل فهو باطل، أَو كما يقولون، وهيهات للباطل أن يكسب أَو ينتصر حتى وإن ترائى للبعض عكس ذلك لوهلةٍ من الوقت..
وبالتالي، وأمام وعي وإدراك وإصرار وصمود الشعب اليمني العظيم فقد كنا نعلم يقيناً ومنذ اليوم الأول لهذا العدوان أن ما يسمى بهذا التحالف العربي لن يكون أحسن حالاً أَو أسعد حظاً مما جرى لتحالفاتٍ عالميةٍ سابقة ظنت لوهلة أنها بالكذب يمكن أن تنتصر.
وهذا بالفعل ما هو حادثٌ اليوم.

  • المصدر: صحيفة المسيرة
  • المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع