مجموعات المقاومة في مدن ومخيمات الضفة إلى التوسع
خليل نصر الله*
ما إن تستيقظ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من كابوس حتى يصيبها آخر. لم يكن الظهور المسلح لمجموعات متواضعة للمقاومة قبل عام ونصف بالخبر السار. حاول الإسرائيليون سريعًا وأدها، في مشهد متكرر من عمليات اغتيال، اعتبروا أنها قد تصيب شباب المقاومة في الضفة بالخوف والضعف، فيتراجعوا.
من مجموعات نابلس، فكتيبة جنين، ومجموعات عرين الأسود، ومجموعات أخرى في أريحا وغيرها، مشهد المقاومة المسلحة يتوسع. آخر المجموعات تلك التي أعلنت عن نفسها قبل أيام في مدينة طولكرم تحت مسمى الرد السريع.
مشهد ظهور المجموعات تباعا، يعبر عن إعداد كبير حصل على مدى سنوات مضت وحضرت الساحة لمعركة طويلة، وما بدء ظهورها إلا إيذان بمرحلة تحمل عناوين عدة، أبرزها خيار البندقية لتحرير الأرض.
رد الفعل الإسرائيلي منذ العمليات الأولى سواء الفردية أو تلك التي بدأت تتصاعد على امتداد الضفة شيئًا فشيئًا، عبّر عن تحد كبير، وهو ما أبرزه عسكريون وأمنيون.
حاول الإسرائيليون مرارًا تخطي المشهد، معززين جيشهم في الضفة الغربية المحتلة والقدس بكتائب عدة. نفذوا عشرات الجرائم وعمليات القتل، لكن ذلك لم يحقق الهدف بكبح جماح الخيار المسلح لدى فئة كبيرة من الشباب، الذين توافدوا للانضمام الى الكتائب العسكرية، أو بادروا إلى تنفيذ عمليات فردية كان لها وقعها الصاعق لدى المؤسستين الأمنية والعسكرية. ولا يكذب الإسرائيليون عندما يعبرون عن أنهم أمام تحد خطير في الضفة والقدس المحتلتين. وهم منذ زمن يحاولون تفادي الأمر، عبر السبل كافة، لكنهم أخفقوا.
إن اندفاع الشباب الفلسطيني نحو الكفاح المسلح، في ظل الظروف القاسية التي تواجهها الضفة والقدس، سواء التنسيق الأمني، التغلغل الاستخباري الإسرائيلي، الرقابة الشديدة، الاحتلال، والاستيطان، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة للشعب الفلسطيني، هو بحد ذاته ضربة من ضربات المقاومة. هناك من يزيد يقينه من ضرورة العمل المسلح، وأن البدائل كافة أثبت الزمن سقوطها ورسوبها في كل الامتحانات.
ظهور مجموعات “الرد السريع” في طولكرم سيتلوها ظهور مجموعات أخرى، وهو أمر حتمي. المؤشرات كافة تؤكد ذلك، خاصة أن فصائل مقاومة ذات تاريخ في النضال تقف خلف كثير من الأعمال العسكرية.
يكفي القول، إن ما أعد في الضفة كبير وسيظهر تباعًا، بما يراعي طول النفس لأن المعركة طويلة، ولا أهداف آنية لها حتى يسدل الستار عن العمل المسلح تحت أي ظرف.
* المصدر: موقع العهد الاخباري
* المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن رأي الموقع