الشهيد الصماد.. منهجية ما زالت حاضرة في وجدان الشعب
إكرام المحاقري
لم تغب تلك الشخصية والمنهجية القرآنية العظيمة من وجدان الشعب اليمني، بل أنها ما زالت حاضرة وبقوة بكل ما طرحته من مقومات للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكخط سياسي واحد لجميع الأحزاب بمختلف فئاتها ومكوناتها في مواجهة العدوان الغاشم وكذلك يد العمالة والخيانة في الداخل والخارج، فقد قدم الرئيس ”الشهيد صالح الصماد“ نظرة شاملة وراقية عن التوجهات الأساسية للدولة الإسلامية التي كان قد أرادها أن تكون دولة للشعب.
كان الواقع أنذاك مليئا بالتحديات لقوى الشر، وهذا كان قبل أن تقدم يد الطغيان على شن الحرب الكونية على اليمن تحت مزعوميات الشرعية وما إلى ذلك، إلا أن حقيقة الأمر كان مرتبط بتحطيم تلك الإنجازات التي حققها الرئيس الشهيد عقب تولية لمنصب رئيس للمجلس السياسي الأعلى، حيث كان قد رسم لليمنيين مشروعا اقتصاديا يساعد على بناء الدولة والشعب، وهو ذاته مرتبط بتنفيذ تلك الخطة الخماسية التي رسمها من قبله الشهيد الرئيس ”إبراهيم الحمدي“، والتي كادت أن تخرج اليمن من ظلمات الفقر الحالكة إلى بقعة من الرخاء الاستقرار والاستقلال في القرار.
تربصت قوى الشر في الداخل والخارج بالرئيس الصماد الشر والهوان، وكانت محاولاتهم واضحة في استهداف استقلال البلاد بعد أحداث ثورة الـ 14 من ديسمبر للعام 2014م، وما حققته من إنجازات على جميع المستويات خلقت الوعي في أوساط الشعب اليمني، وبائت كل تلك المحاولات البائسة بالفشل حتى قاموا بشن العدوان ومحاولة اغتيال الرئيس الصماد وحرق الحلم اليمني في الاستقلال مرة أخرى، إلا أن الشهيد الرئيس كان قد رسم مصيره بيده الطاهرة حيث لم تغريه مناصب الدنيا عن الاختباء والتقصير في مسؤوليته أمام شعبه، وكان قد قدم حياته من أجل كرامة الشعب ووحدته في شتى المحافظات الشمالية وحتى الجنوبية.
لذلك، لم تحقق قوى العدوان أي إنجازا في استهدافهم لشخص الرئيس الصماد، بل أنهم بذلك حققوا ما كان يطمح إليه الرئيس الشهيد، حيث انبعث من أوساط الشعب اليمني ملايين الصماديون من بعده، يعلمون علم اليقين ماهية المسؤولية وكيف يجب أن يكون الحاكم مسؤول عن رعيته، وهناك من جعل من شعار الرئيس الصماد في إقامة الدولة تحت عنوان (يد تبني ويد تحمي ) شعارا له، وقد تحققت الإنجازات الملموسة في العروض العسكرية للصناعات اليمنية، وكذلك في بداية الإكتفاء الذاتي من المحاصيل اليمنية.
ختاما: الرئيس الشهيد صالح الصماد، مازال منهجا قرآنيا حاضرا وبقوة في وجدان الشعب اليمني، وها هو في ذكراه يجدد العهد والولاء لدماء جميع الشهداء، ورغم كل التحديات لن تنال قوى العدوان قيد أُنملة من هذا الشعب الأصيل ومن عراقته وهويته الإيمانية ووحدته الوطنية، فكما قال الشهيد الصماد في يوما من الأيام لا يوجد شيء نختلف عليه، ولن نختلف إلا على الحفاظ على سلامة الدين، واستقرار واستقلال وحرية الوطن، والسلام على الرئيس الصماد وجميع الشهداء الأبرار ما تعاقب الليل والنهار، والعاقبة للمتقين.