(إلمقة) قلعة القصة اليمنية المشعة سلاماً في زمن الحرب
محمد الطويل:
(إلمقة) نادي القصة في اليمن ؛ مؤسسة ثقافية تصنع العجب وتُصدر صمود المبدع اليمني وإصراره على صناعة حياة جميلة وإن حضر الموت.
(إلمقة) قلعة القصة ، تقيم انشطتها وفعالياتها الثقافية في العاصمة صنعاء اسبوعياً ( كل أربعاء) ، لم تمنع الحرب والاوضاع غير المستقرة أعضاء النادي من استلذاذ غواية السرد .
وربما يرجع هذا الصمود الى اسم النادي المستعار من آلهة قديمة لليمنيين في دولتهم (سبأ) والذي يرمز للقمر وكان مقدم عندهم على سائر الآلهة.
الاصدارات الجديدة في القصة والرواية تتوالى ، وهي الآن في القائمة القصيرة لجائزة عربية ابداعية ، وهذا يسجل خروج عن القاعدة الادبية الكبيرة التي تقول : السرد في العادة لا يواكب الاحداث اثناء وقعها، وإنما ينتظر تخمرها احيانا عقود .
يواكب النادي هذه الاصدارات باحتفاءات وقراءات ونقد واستضافات لكبار كتاب القصة والرواية ، يقول الروائي اليمني محمد الغربي عمران رئيس نادي القصة عن سر صمود هذا الاشعاع الثقافي: السر في استمرار أنشطة النادي في ظل الحرب.. أن أعضاءه يجدون أن عليهم أن ينشطوا لمواجهة قبح المتحاربين.. بالكلمة الجميلة ومزيد من الإبداع.. النادي مجموعة من الناشطين وعشاق الأدب يتبرعون بوقتهم ومن قوتهم لتغطية الأنشطة في ظل انقطاع أي دعم من أي جهة.. الأمر يتمثل في حب الأدب وموقف من الحرب.
ويفصح الغربي عن سر آخر قائلاً:” نقسم شهور السنة على فرق الادباء المتطوعين (يتكون كل فريق من ثلاثة أدباء) كل فريق يعد وينسق ويدير أنشطة شهر كامل، ثم ينتقل الدور الى فريق آخر لإدارة النشاط.
ويضيف رئيس النادي :” عادة ما نركز في النادي على القراءات القصصية من فينة إلى أخرى.. ونستضيف الأصوات الجديدة.. نقيم ورش في فن السرد.. ننظم تكريم شخصيات كان لها دور في إثراء المشهد الإبداعي.. نعد نهاية كل سنة لتكريم أحد أبرز كتاب الرواية والقصة .. نستضيف محاضرين في الأدب .. نحتفي بالإصدارات الجديدة .. وهكذا تتنوع فعاليات النادي وتتجدد أسبوع بعد آخر.
ويؤكد الغربي عمران أن الإنجاز الاكبر لنادي القصة في اليمن ، كان في استمرارية نشاطه في ظل وضع أجبر معظم المؤسسات الثقافية اليمنية على الصمت والركود.