74 عاماً على الاحتلال: ما قصة قرية “المزيرعة”؟
السياسية – رصد:
أعادت عملية “إلعاد” التي نفذها فلسطينيان من جنين وقتلا 4 مستوطنين بسلاح “الساطور”، الحديث عن القرى الفلسطينية التي هدمها الاحتلال بالكامل وحاول طمس آثارها العربية الفلسطينية بعد احتلاله هذه الأراضي عام 1948 وإعلانه عن قيام كيانه.
فالعملية، التي لا يزال الاحتلال واقع تحت صفعتها خاصة أن قواته وأجهزته المستنفرة منذ يومين لم تتكمّن حتى الساعة من الوصول الى المنفذين، وقعت في مستوطنة مهمة بالنسبة للاحتلال حيث أنها قامت على أنقاض قرية “المزيرعة” الفلسطينية لتحاكي “مدينة إسرائيلية”.
خصائص المزيرعة
قرية فلسطينية، تقع شمال اللد المحتل وجنوب مجدل يابا وعلى بعد 15 كلم من الرملة، كما كانت تبعد نحو كيلومتر إلى الشرق من خط السكة الحديد الممتد بين الرملة وحيفا. يحيط بأراضيها قرى قولة وتقع بجوارها قرية خربة أم اللد وخربة القصر وخربة شعيرة، وترتفع 110 أمتار عن سطح البحر.
عام 1596 كانت المزيرعة قرية في ناحية “جبال قبال” (لواء نابلس) وعدد سكانها 39 نسمة، هُجِرت في القرن السابع عشر ثمّ عادت لتؤهل في القرن الثامن عشر واتخذت شكل نجمة وامتدت منازلها المبنية في معظمها بالطوب (أو القرميد مادة بناء طبيعية تستعمل في التشييد، عادة شكلها متوازي السطوح وتصنع من الصلصال والرمل والماء مع إضافة نسبة قليلة من التبن)، تمتد هذه المنازل بأغلبها على جوانب شبكة الطرق.
تبلغ مساحتها 10822 دونماً وقدّر عدد سكانها عام 1922 بـ 578 نسمة وفي العام 1945 بـ 1160 نسمة. ومن ناحية الآثار التاريخية فيوجد في جوارها معلم قديم يعود إلى الحضارة الرومانية والبيزنطية كان يشغله المماليك والعثمانيون، ثمّ تحوّل إلى معلم ديني إسلامي وأصبح مسجداً للنبي يحيى.
العمل فيها
عرفت المزيرعة بتربتها الخصبة ووفرة المياه الجوفية (فتحتوي على 11 بئراً من المياه الغزيرة وبعمق لا تتجاوزالـ 20 متر)، فكانت الزراعة أهم نشاط اقتصادي يمارسه الفلسطينيون فيها، وأهم محاصيلهم الحبوب البعلية والثمار من الأشجار المَروية. في عامي 1944 و1945 كان مجموع الأراضي الزراعية المخصصة للحمضيات والموز 953 دونماً و5895 دونماً للحبوب، و35 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين. وكانت القرية قد اشتهرت سابقاً بصناعة العباءات وسروج الخيل.
المزيرعة ما بعد الاحتلال
عام 1948 هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي القرية وهدمتها وهجّرت أهلها الفلسطينيين الذين بلغ عددهم في تلك السنة أكثر من 1346 نسمة، وبدأ بإقامة المستوطنات (مستوطنة “مازور” عام 1949 وفي نفس العام أنشأت على أراضيها مستوطنة “نحاليم”).
مستوطنة “إلعاد”
عام 1990 بنى الاحتلال فيها مستوطنة “إلعاد” (وحينها كان عدد السكان 8263 نسمة)، لتكون واحدة من أكبر المستوطنات كثافة. واعتبرها الاحتلال في العام 1994 جزء من “مستوطنات النجوم”، وخطط لبناء 8 أحياء فيها وجعلها “مدينة”.
في حزيران من العام 2006، توسّع الاحتلال واستوطن في 250 دونماً إضافياً بهدف إنشاء منطقة زراعية. وفي العام 2012 وصلت مساحتها الاستيطانية الى 2550 دونماً، وسوّق الاحتلال لـ 7000 وحدة استيطانية فيها وخصّص 1.6 مليون متر للتشغيل والتجارة وذلك عام 2018.
واليوم، استقدم الاحتلال إلى “إلعاد” ما مجموعه 49725 مستوطناً، غالبيتهم من الأرثوذكس المتطرفين – “السفارديم” (طائفة يهودية متطرفة، يعيشون حياتهم اليومية وفق “الشريعة استقدم اليهودية”) وأقلية من أتباع الصهيونية الدينية والقومية الدينية.
المصدر: الخنادق