إعادة تموضع أمريكية قبالة اليمن: «لينكولن» تنسحب إلى المحيط
السياسية:
رشيد الحداد*
بعد 48 ساعة من إعلان صنعاء استهداف قواتها البحرية حاملة الطائرات الأمريكية «أبراهام لينكولن»، شرق البحر العربي، وبارجتين تابعتين للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر، أكد قائد حركة «أنصار الله»، السيد عبد الملك الحوثي، هروب الحاملة إلى نقطة أبعد من مكان تموضعها السابق، متوعّداً باستهدافها في حال اقترابها من اليمن، وأكد في خطابه الأسبوعي مساء أمس، أن «صنعاء ستواصل دعمها العسكري المساند لغزة ولبنان».
ومن جهتها، قالت مصادر عسكرية مطلعة في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن الحاملة «لنيكولن» سُحبت في اتجاه المحيط الهادئ بعد تعرّضها للهجوم، مشيرة إلى أن إعادة تموضعها لن تحول دون استهدافها في حال استُخدمت لتنفيذ أعمال عدائية ضد اليمن.
ورغم توقّف الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية على مناطق سيطرة حكومة صنعاء خلال الساعات الماضية بشكل كلي، بعد أيام من الهجمات المتواصلة، نشرت «القيادة المركزية الأمريكية»، أمس، بياناً يعد الأطول منذ بدء المواجهات مع اليمن في كانون الثاني الماضي، حاولت فيه استعراض «إنجازاتها» الجوية ليومي التاسع والعاشر من الشهر الجاري، والتي تضمنّت تنفيذ غارات على مدن يمنية عدة من أقصى الشمال، إلى الوسط، وصولاً إلى الساحل الغربي، وزعمت أن قواتها تنفّذ عمليات لحماية شركاء أمريكا في المنطقة. كما حاولت التهوين من العملية اليمنية الأوسع التي طالت العمود الفقري للبحرية الأمريكية، مشيرة إلى أن وجودها في البحرين الأحمر والعربي مستمر.
وعلى خط مواز، فشلت الولايات المتحدة في تمرير مشروعها الهادف إلى توسيع الحصار على اليمن، في مجلس الأمن، ليكتفي الأخير، أول من أمس، بالتصويت بالإجماع على تمديد العقوبات على هذا البلد، وتجديد ولاية فريق الخبراء الأممي المعني به لمدة عام.
وفي أول رد فعل على ذلك، عبر نائب المندوب الأمريكي في مجلس الأمن، روبرت وود، عن استياء بلاده من عدم قبول المجلس المشروع القاضي بتقليص قدرات اليمن العسكرية، بما فيها البحرية.
وأكد وود وجود معارضة صينية - روسية للقرار الأصلي، مشيراً إلى أن أمريكا انضمت إلى الإجماع بشأن تجديد مهمة فريق الخبراء الذين قدموا أخيراً إلى المجلس تقريرهم السنوي، والذي هاجم جبهة الإسناد اليمنية لغزة ولبنان، وتضمن مزاعم كيدية أمريكية بشأن حصول حركة «أنصار الله» على إتاوات بحرية مقابل السماح بمرور سفن أجنبية. وترافق تقديم التقرير مع مساعٍ أمريكية لرفع مستوى وسم حركة «أنصار الله» بالإرهاب من قرار أمريكي إلى قرار أممي عبر مجلس الأمن.
مجلس الأمن يمدّد العقوبات على اليمن بعد فشل مساعي واشنطن إلى تشديدها
وفي سياق آخر، كشف «مركز صنعاء للدراسات»، والمقرب من واشنطن، أن السعودية أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا ترغب في التورط في أي صراع جديد في اليمن. كما دعت المملكة، الولايات المتحدة، وفقاً لمصادر تحدّثت إلى «الأخبار»، إلى عدم التعويل على السلطة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي في عدن لتنفيذ أي مهمات عسكرية.
وجاء ذلك في أعقاب تصاعد أزمة مقتل ضباط سعوديين برصاص جندي من منتسبي المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، قبل أسبوع. وكانت الرياض قد أبلغت صنعاء، بطرق غير مباشرة، بتمسّكها بخيار السلام والتزامها باتفاق وقف إطلاق النار، بحسب المصادر نفسها.
وجاء ذلك في وقت تحدث فيه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أمس في تغريدة على منصة «إكس»، عن وجود انقسام حول مساعي الحوار، مشيراً إلى أنه شدد، خلال لقاء جمعه بالسفير السعودي لدى حكومة المرتزقة محمد آل جابر، على ضرورة الالتزام الموحد بتعزيز عملية سلام جامعة. وكان المبعوث الأممي قد أجرى، خلال الأيام الأخيرة، لقاءات مكثّفة مع عدد من الأطراف اليمنية في مسقط، تركّزت حول خطته لإحداث اختراق في مسار السلام، بدءاً من إيجاد معالجات للانقسام النقدي والمالي بين صنعاء وعدن. ووفقاً لمصادر إعلامية مقربة من حركة «أنصار الله»، جاءت تلك اللقاءات بالتوازي مع إعادة تفعيل السعودية للوساطة العمانية مع صنعاء، في ما يتعلق بالملف الاقتصادي تحديداً.
* المادة نقلت من موقع الاخبار اللبنانية بتصرف