الحرب على أوكرانيا ..العلاقات بين روسيا والغرب تدخل مرحلة حرجة من المواجهة السياسية والاقتصادية
السياسية : تقرير
عواصم-سبأ:مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الثالث، والرد الغربي بفرض عقوبات على المسؤولين الروس، يبدو أن العلاقات الروسية مع الغرب دخلت مرحلة حرجة من المواجهة السياسية والاقتصادية.
وفي هذا الإطار،نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا قولها، الجمعة، إن العلاقات بين روسيا والغرب تقترب من نقطة اللاعودة.
ونسبت وكالة الإعلام الروسية إليها القول أيضا، إن فرض عقوبات على الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ووزير الخارجية سيرغي لافروف كشف “العجز التام” للغرب في مجال السياسة الخارجية.
وأضافت قائلة إن “المسألة هي أننا وصلنا إلى الخط الذي تبدأ عنده نقطة اللاعودة”.
وتأتي تصريحات زاخاروفا قبل أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن فرض عقوبات على بوتن ولافروف، لكنها جاءت بعد أن أعلن رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون عن إجراء عقابي مماثل.
وسخرت زاخاروفا من الإجراء البريطاني قائلة: “ليس لبوتن أو لافروف حسابات في بريطانيا أو أي مكان آخر في الخارج”.
وفي السياق، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية، عقوبات على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف – الذي وصفته بأنه “المروج الرئيسي لبوتين”.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية “ينضم الرئيس بوتين إلى مجموعة صغيرة جدا تضم طغاة مثل كيم جونغ أون وأليكسندر لوكاشينكا وبشار الأسد”.
وتأتي هذه العقوبات، بعد ساعات من قرار مشابه للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وكندا، على الرغم من أنه نادرا ما تفرض الولايات المتحدة عقوبات على رئيس دولة أجنبي.
وأعلن رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي قرروا إدراج الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف على قوائم العقوبات للاتحاد الأوروبي.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي: “لقد أدرجنا على القوائم الرئيس بوتين ووزير الخارجية لافروف”.
وفي السياق،قرر مجلس الاتحاد الأوروبي تقييد وصول حكومة روسيا والبنك المركزي وعدد من البنوك الروسية الأخرى إلى سوق رأس المال الأوروبي على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وجاء في قرار المجلس المنشور مساء الجمعة في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي: “يفرض هذا القرار قيودا على دخول بعض المؤسسات المالية الروسية والحكومة والبنك المركزي الروسي إلى سوق رأس المال في الاتحاد الأوروبي”.
ويحظر القرار على تلك المؤسسات، التي تضم أيضا “ألفا بنك” وبنك “أوتكريتي” وبنك “روسيا” و”برومسفياز بنك”، إيداع أو بيع أو شراء الأوراق المالية وغيرها من أدوات الائتمان الصادرة بعد 12 أبريل 2022 أو استخدامها بأي شكل من الأشكال.
وفرضت قيود مماثلة على “أي مؤسسة مالية كبيرة تمتلك الدولة (الروسية) أكثر من 50% منها” أو “تلعب دورا مهما في دعم روسيا أو حكومتها أو البنك المركزي”.
كما حظر الاتحاد الأوروبي التمويل الحكومي للتجارة مع روسيا أو الاستثمار في روسيا، مع عدد من الاستثناءات التي تخص الاستثمارات في الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم، وقطاع الزراعة والاحتياجات الطبية أو الإنسانية.
في المقابل،توعدت الخارجية الروسية، مساء الجمعة، بالرد بالشكل المناسب على قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا .
وقالت زاخاروفا على قناة “روسيا 1”: “سنرد على العقوبات كما نفعل دائما. كل شيء سنفعله كما يناسبنا. نحن لا نعتبر أنه من الضروري التبرير والإبلاغ”.
وأضافت زاخاروفا أن “العقوبات دليل على الضعف وعدم القدرة على استخدام الدبلوماسية والسياسة والمفاوضات”.
وتابعت: “نحن دائما نستجيب لطلبات المفاوضات، ونعقدها دائمًا حتى مع أقوى الخصوم وأكثرهم عدوانية. لكن السؤال هو ما قاله رئيس بلدنا للتو عن عقلانية الأشخاص الذين يقودون هذه البلدان”.
وصباح الخميس 24 فبراير الجاري، أعلن الرئيس الروسي، إطلاق عملية عسكرية خاصة في دونباس، جنوب شرقي أوكرانيا، لافتا إلى أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية.
وشدد بوتين أن روسيا، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، تعد الآن واحدة من أقوى دول العالم؛ ولا يجب أن يشك أحد في أن أي اعتداء ضدها ستكون نتيجته دحر المعتدي.
وحذر الرئيس الروسي من أن موسكو سترد، فورا، على أي محاولة من الخارج لعرقلة العملية العسكرية؛ وسوف يؤدي ذلك الرد إلى نتائج لم تواجه أبدا في تاريخ أولئك الذين قد تسول لهم نفسهم التدخل في الأحداث الجارية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية لا تنفذ أي هجمات صاروخية أو جوية أو مدفعية على مدن أوكرانيا؛ مشيرة إلى أن البنية التحتية العسكرية ومنشآت الدفاع الجوي والمطارات العسكرية وطيران القوات المسلحة الأوكرانية، تستهدف بأسلحة متناهية الدقة.
والليلة الماضية،استخدمت روسيا حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي وعطلت مشروع قرار يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وصوتت 11 دولة لصالح مشروع القرار بينما امتنعت 3 دول عن التصويت وصوتت روسيا التي تتمتع بحق الفيتو ضده.
وكان مشروع القرار يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا واعتبرها “انتهاكاً للقانون الدولي” وطالب موسكو بسحب قواتها من أوكرانيا كما أدان الاعتراف الروسي باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وعقب أجتماع مجلس الأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بعد فترة وجيزة من الاجتماع ، إنه يجب منح السلام فرصة أخرى.
وكتب غوتيريش على موقع تويتر “لقد ولدت الأمم المتحدة من رحم الحرب لإنهاء الحرب. اليوم، لم يتحقق هذا الهدف. لكن يجب ألا نستسلم أبدًا. يجب أن نعطي السلام فرصة أخرى”.
وتتوقع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أن يصل عدد من يفروا إلى البلدان المجاورة من أوكرانيا خمسة ملايين شخص.
وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن ما لا يقل عن 100 ألف شخص نزحوا بالفعل بسبب الغزو الروسي. وأن ما يقرب من نصفهم غادروا الـ 48 ساعة الماضية.
وأكدت بولندا ومولدوفا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا عن عبور مواطنين أوكرانيين لحدودهم.
وقالت السلطات البولندية إن 35 ألف شخص دخلوا بولندا منذ يوم الخميس، وأن طوابير طويلة من البشر لا تزال بالقرب من المعابر الحدودية.
وأعربت عن استعدادها لاستقبال ما يصل إلى مليون لاجئ أوكراني. وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يقرب من ثلاثة أضعاف هذا الرقم قد يتجه إلى بولندا فقط في الأيام المقبلة.
ميدانيا، تواصل القوات الروسية تقدمها على عدة محاور في إطار عمليتها الخاصة في أوكرانيا وسط تصعيد الغرب الضغط الاقتصادي والسياسي على موسكو مقابل جهود لبدء مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وكانت وسائل إعلام أمريكية ذكرت أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، رفض عرضا من واشنطن لمساعدته على مغادرة أوكرانيا.
وأفادت وكالة أسوشيتيد برس، نقلا عن مسؤول استخباراتي رفيع المستوى اطلع على المحادثة، “أن زيلينسكي قال المعركة هنا. أنا بحاجة إلى ذخيرة، لا وسيلة للمغادرة”.
كما استشهدت صحيفة واشنطن بوست بمسؤولين أمريكيين وأوكرانيين قالوا إن حكومة الولايات المتحدة جاهزة لمساعدة زيلينسكي.
وكان زيلينسكي قد نشر أيضًا مقطع فيديو في وقت سابق الجمعة، يظهره ومساعديه الرئيسيين في العاصمة، رافضا التقارير التي تحدثت عن فراره من كييف.
وتفيد تقارير الأنباء عن قتال عنيف في العاصمة الأوكرانية كييف، مع اقتراب الصباح.وبحسب منشور على صفحة القوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك، فإن “المعارك الشديدة مستمرة” في منطقة فاسيلكيف بالمدينة.
ويضيف المنشور أن “قتالا نشطا” يدور الآن في شوارع العاصمة، وهو ما أكدته حكومة كييف في بيان سابق وحثت السكان على البقاء في الملاجئ وعدم الاقتراب من النوافذ أو الشرفات.
كما تشير تقارير نشرها صحفيون في كييف على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن القتال قد اندلع بالفعل في الشوارع وأن دوي المدافع وأصوات إطلاق النار تسمع بالقرب من وسط المدينة.
في غضون ذلك، أضافت القوات المسلحة الأوكرانية أن قواتها أسقطت عددًا من الأهداف الروسية خلال النهار، كما منعت القوات الروسية من الاستيلاء على أي من المدن الأوكرانية.
وقالت حكومة العاصمة الأوكرانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية إنترفاكس، إن القتال اندلع في شوارع كييف.
وأضافت الحكومة “هناك قتال في شوارع مدينتنا في الوقت الحالي”. وحثت السكان على البقاء في الملاجئ وعدم الاقتراب من النوافذ أو الشرفات.
وتقول وزارة الدفاع البريطانية، إن أوكرانيا تمكنت من الاحتفاظ بمدن رئيسية على الرغم من الاعتداءات المتكررة من القوات العسكرية الروسية.
وقالت الوزارة في بيان إن القوات الروسية تحقق مكاسب على جبهات متعددة في محاولة لتطويق العاصمة كييف لكنها واجهت “مقاومة قوية” من القوات المسلحة الأوكرانية.
كما قامت القوات الروسية بإنزال برمائي في منطقة بين مدينتي ماريوبول وميليتوبول، الواقعتين في جنوب أوكرانيا، بحسب وزارة الدفاع البريطانية.
وأفادت تقارير إعلامية، بأن العاصمة الأوكرانية كييف تشهد انفجارات متعددة بالإضافة إلى اشتباكات عنيفة في جميع أنحاء أوكرانيا.
كما سُمع دوي انفجار كبير في ساحة الميدان بالعاصمة، وأُبلغ عن انفجارات متعددة في منطقة ترويشينا.
وقال شهود عيان وفق موقع الـ “بي بي سي” الالكتروني إن الضربات المدفعية على كييف سُمعت على بعد أميال من وسط المدينة.كما أُبلغ عن قتال عنيف بالقرب من مطار في فاسيلكيف، والذي يُعتقد أن المظليين الروس يحاولون استخدامه كنقطة انطلاق للهجوم على كييف.
وتزعم القوات الأوكرانية أنها نجحت في صد القوات الروسية في مدينة ميكولايف الواقعة على البحر الأسود.