السياسية – وكالات:

في حفل زفاف أسطوري احتفلت ابنة سلطان بروناي الأميرة فضيلة لوبول بزواجها من الشاب العراقي عبد الله نبيل محمود الهاشمي وقد شغل الحدث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل البريطانية”، فقد تزوجت ابنة سلطان بروناي، الملياردير حسن البلقية، من الشاب العراقي عبد الله نبيل محمود الهاشمي.

وأُعلنت خُطبتهما في بيان صادر عن القصر في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبدأت احتفالات الزفاف في 16 يناير/كانون الثاني الجاري، واستمرت لمدة أسبوع.

والأميرة فضيلة، خريجة جامعة كينغستون، وهي التاسعة من بين أبناء السلطان الاثني عشر، وهي قائدة فريق بروناي الوطني لكرة الشبكة وناشطة في مجال الرعاية الصحية.

وأقيمت إحدى مراسم الحفل في مسجد عمر علي سيف الدين ببروناي، فيما أقيمت مراسم أخرى في قصر مطلي بالذهب الخالص.

ومع الإعلان عن اسم زوج الأميرة فضيلة، بدأ مغردون وناشطون وصحفيون بالبحث عن الشاب العراقي عبدالله نبيل محمود الهاشمي.

وبحسب تقارير صحفية، فإن الشاب عبد الله الهاشمي من عائلة موصلية، ومن أشهر الشخصيات في العائلة ياسين وطه الهاشمي رئيسا وزراء العراق ورئيس أركان الجيش العراقي.

ووالد عبد الله هو نبيل الهاشمي، ويعمل أستاذا في جامعة بروناي منذ 19 عاما.

ولكن ماذا نعرف عن سلطنة بروناي وسلطانها حسن البلقيه؟

سلطنة بروناي

تتمتع دولة بروناي الصغيرة بأحد أعلى مستويات المعيشة في العالم بفضل احتياطياتها الوفيرة من النفط والغاز.

وتمتلك العائلة المالكة وعلى رأسها السلطان حسن البلقية ثروة طائلة، ويتمتع شعب السلطنة الذي ينتمي لعرقية المالاي بمميزات سخية توفرها الدولة، ولا يدفع ضرائب. ويخصص السلطان بانتظام قطع الأراضي والمساكن للمقيمين المستحقين بموجب برامج حكومية مختلفة.

وظلت بروناي محمية بريطانية منذ عام 1888، وكانت هي ولاية المالاي الوحيدة التي فضلت الاستمرار تحت الحماية البريطانية على الانضمام إلى الفيدرالية التي تحولت إلى ماليزيا عام 1963. وحصلت بروناي على الاستقلال عام 1984.

وبروناي سلطنة إسلامية مستقلة تقع على الساحل الشمالي لجزيرة بورنيو في جنوب شرق آسيا ومساحتها 5.7 آلاف كيلو متر مربع.

يشكل المسلمون حوالي ثلثي سكان البلاد

ويحدها من الشمال بحر الصين الجنوبي ومن جميع الجوانب الأخرى ولاية ساراواك في شرق ماليزيا والتي تقسم الدولة أيضا إلى جزأين منفصلين.. والجزء الغربي هو الأكبر ويضم العاصمة بندر سيري بيغاوان.

 

ويُصنف نحو ثلثي سكان بروناي البالغ عددهم نحو 420 ألف نسمة رسميا على أنهم ملايو. ومع ذلك، لا تشمل هذه الفئة عرقية الملايو فحسب بل تشمل أيضا عددا من الشعوب الأصلية وبالتحديد الدوسون والبيلايت وكديان وموروت وبيسايا.

ويُشكل العرق الصيني حوالي عُشر السكان. ويتكون باقي سكان بروناي من شعوب أصلية أخرى مثل إيبان، وشعوب مختلفة من أصل جنوب آسيوي والعمال المؤقتين وهم بشكل أساسي من آسيا وأوروبا.

ويشكل المسلمون حوالي ثلثي سكان البلاد، وينتمي غالبيتهم إلى المذهب السني، ويتبع أبناء العرق الصيني عادة البوذية أو الطاوية أو الكونفوشيوسية أو المسيحية. وبعض الشعوب الأصلية مسيحية، بينما يتبع البعض الآخر دياناتهم المحلية.

وتشير التقديرات إلى أن نسبة المسلمين هي نحو 78 في المئة من السكان، والمسيحيين 8 في المئة، والبوذيين 7 في المئة.

وتُعد اللغة الرسمية هي الملايو، مع اللغة الإنجليزية كلغة ثانية رئيسية. ويتحدث العديد من الصينيين أنواعا من الصينية، ويتعلم الكثير منهم لغة الماندرين في المدرسة.

تاريخ برناوي

على الرغم من أن تاريخها المبكر غامض، إلا أنه من المعروف أن بروناي كانت تتاجر مع الصين وموالية لها في القرن السادس الميلادي. ثم تعرضت للتأثير الهندوسي لبعض الوقت من خلال الولاء لإمبراطورية ماجاباهيت ومقرها جاوة.

وعندما رست سفن بعثة فرديناند ماجلان قبالة بروناي عام 1521، كان السلطان الخامس، بلقية العظيم، يسيطر عمليا على بورنيو بأكملها وأرخبيل سولو والجزر المجاورة.

وقرب نهاية القرن السادس عشر، كانت المنطقة ممزقة بسبب الصراع الداخلي.

وقد تراجعت قوة بروناي لاحقا خلال القرن التاسع عشر وخاصة بعد تنازل سلطان بروناي عمر علي سيف الدين الثاني عن ساراواك في شمال غرب بورنيو لضابط الجيش البريطاني جيمس بروك في عام 1841 لمساعدته في إخماد حرب أهلية، فضلا عن توسيع ساراواك بمنح إضافية لبروك، والتنازل لبريطانيا عن جزيرة لابوان في خليج بروناي، والخسارة النهائية لما يعرف الآن بولاية صباح بشرق ماليزيا في شمال شرق جزيرة بورنيو لتتخذ بروناي شكلها الحالي.

وأصبحت بروناي محمية بريطانية في عام 1888، وفي عام 1906 مُنحت إدارتها لمقيم بريطاني وقد كان السلطان ملزما بقبول نصيحته.

وعلى الرغم من وجود إدارة أجنبية، بدأت أهمية بروناي في البزوغ مع بدء إنتاج البترول في عام 1929.

و احتل اليابانيون بروناي بين عامي 1941 و1945 خلال الحرب العالمية الثانية. وقد عاد البريطانيون بعد الحرب حيث بدأت المفاوضات من أجل استقلال بروناي في نهاية المطاف.

حدثت الخطوة الأولى في هذه العملية في عام 1959 عندما تم تحقيق الحكم الذاتي واستبدال المقيم البريطاني بمفوض سام. وظلت بريطانيا مسؤولة عن الدفاع والسياسة الخارجية.

السلطان عمر علي سيف الدين الثالث

وقد اعتمدت بروناي في عام 1959 دستورا مكتوبا وكان ذلك في عهد السلطان عمر علي سيف الدين الثالث. وقد كرس هذا الدستور الإسلام كدين للدولة وأبقي بريطانيا مسؤولة عن الدفاع والشؤون الخارجية. وفي عام 1962 تم تنصيب مجلس تشريعي منتخب جزئيا بسلطة محدودة.

وقد تعثرت العملية السياسية في وقت لاحق من ذلك العام بسبب تمرد تم قمعه بمساعدة القوات البريطانية، ثم دعا السلطان إلى حالة الطوارئ وعلق معظم أحكام الدستور.

وفي عام 1963 قررت بروناي البقاء تابعة لبريطانيا بدلا من الانضمام إلى اتحاد ماليزيا.

تعرف على الدولة التي تألقت بعد “طلاقها غيابيا”

وقد أجريت انتخابات جديدة في عام 1965 لكن ظل الأعضاء المعينون يحتفظون بأغلبية في المجلس.

وتنازل السلطان عمر علي سيف الدين الثالث عن العرش في عام 1967 لصالح نجله الأكبر حسن البلقية مُعزّ الدين، على الرغم من أن السلطان السابق استمر في ممارسة نفوذه حتى وفاته.

وكانت الحياة السياسية في بروناي مستقرة طوال السبعينيات إلى حد كبير، بسبب اقتصادها المزدهر ومكانتها كواحدة من أغنى منتجي النفط في العالم.

ووقعت المملكة المتحدة وبروناي في عام 1979 معاهدة تحصل بموجبها بروناي على الاستقلال الكامل في عام 1984.

وقد قدمت كل من ماليزيا وإندونيسيا تأكيدات على أنهما سوف تعترفان بوضع بروناي، وبالتالي تهدئة مخاوف السلطان من أن الدولة قد يتم دمجها من قبل واحدة من جاراتها الأكبر.

وحصلت بروناي على استقلالها في الأول من يناير/كانون الثاني من عام 1984، وأُعلنت سلطنة إسلامية.

وتم تعليق المجلس التشريعي الذي كان قد أصبح هيئة معينة بالكامل بمرسوم من السلطان في عام 1970.

وأصبح السلطان رئيسا للوزراء، بالإضافة إلى عدة مناصب وزارية أخرى، وعين أفراد من أسرته في معظم المناصب الأخرى بما في ذلك والده وزيرا للدفاع. وعندما توفي والده في سبتمبر/أيلول من عام 1986 تولى السلطان المنصب.

و في عام 1990 شجع سلطان بروناي على تبني الأيديولوجية الرسمية للبلاد وهي ملايو إسلام بيراجا “الملكية الإسلامية الملاوية” وهي الحركة التي احتفت بقيم بروناي التقليدية ودعت إلى مزيد من الالتزام الصارم بالمبادئ الإسلامية التقليدية، وكان يُنظر إليها بقلق من قبل غير المسلمين، ولا سيما أبناء العرق الصيني.

ومع ذلك، شهدت السلطنة في معظم أواخر القرن العشرين استقرارا سياسيا واقتصاديا، واستمر مواطنوها في التمتع بمستوى معيشي مرتفع للغاية. ولكن دفع الاعتماد الكبير للاقتصاد على البترول والغاز الطبيعي، وكلاهما من المصادر غير المتجددة للطاقة، بالحكومة إلى السعي نحو التنويع الاقتصادي بشكل أكبر.

وقد أقال السلطان البلقية في عام 1998 شقيقه الأصغر الأمير جفري من منصب رئيس وكالة بروناي للاستثمار، بسبب مخاوف بشأن إدارته للوكالة، وبات الابن الأكبر للسلطان، الأمير المهتدي بالله وريثا للعرش.

الشريعة الإسلامية

بدأت البلاد بتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية أول مرة في عام 2014، على الرغم من الإدانة الواسعة لذلك مما جعلها تطبق نظاما قانونيا مزدوجا من الشريعة والقوانين المدنية. وقال السلطان حينها إن قانون العقوبات الجديد سيدخل حيز التنفيذ الكامل خلال عدة سنوات.

بروناي تبدأ بتطبيق عقوبة الرجم على من يمارس الزنا والمثلية الجنسية

وتم تنفيذ المرحلة الأولى، التي شملت الجرائم التي يُعاقب عليها بالسجن والغرامات، في عام 2014. وتم تأجيل تطبيق المرحلتين الأخيرتين، وتشملان الجرائم التي يعاقب عليها بالبتر والرجم.

وفي عام 2019 أقرت سلطنة بروناي تطبيق عقوبات مثل الرجم حتى الموت على المثليين جنسيا وبتر الأطراف كعقوبة لجريمة السرقة.

وتسببت هذه الخطوات في حملة شجب وإدانة دولية، إذ عبر مجتمع المثليين في بروناي عن صدمته وخوفه من تطبيق تلك العقوبات.

وبموجب ذلك القانون، يتم تطبيق عقوبة الرجم على الأفراد إذا اعترفوا بممارسة المثلية أو بموجب شهادة أربعة شهود برؤيتهم يفعلون هذا.

وكانت المثلية الجنسية ممنوعة بالفعل في بروناي، وعقوبتها كانت السجن لمدة يمكن أن تصل إلى 10 سنوات.

وتطبق عقوبة الإعدام على جرائم مثل الاغتصاب والزنا والمثلية الجنسية والسرقة وإهانة النبي محمد أو التشهير به.

وبحسب ذلك القانون يتم تطبيق عقوبة الجلد على الملأ، على جرائم الإجهاض، كما يتم بتر الأطراف في حال السرقة.

ومن التغييرات الأخرى التي شملها هذا القانون تجريم محاولات “إقناع أو تعليم أو تشجيع” أطفال مسلمين تقل أعمارهم عن 18 عاما، من أجل “قبول تعاليم الديانات الأخرى غير الإسلام”.

وينطبق القانون في الغالب على المسلمين، رغم أن بعض الجوانب تنطبق على غير المسلمين.

السلطان حسنة البلقية

ولد السلطان حسن البلقية عام 1946 وتلقى تعليمه في ماليزيا وبريطانيا، ويعتبر أحد أكثر الشخصيات ثراء في العالم.

ويعتبر السلطان واحدا من أقدم الملوك، ومن الملكيات المطلقة القليلة المتبقية في العالم، حيث تم إعلانه سلطانا في 5 أكتوبر/تشرين أول عام 1967عقب تنازل والده السير حاجي عمر علي سيف الدين عن الحكم ليتم تتويجه في أغسطس/آب عام 1968.

وبعد استقلال بروناي عام 1984 عين نفسه رئيسا للوزراء وفي عام 1991 أطلق تسمية “ملكية المالاي المسلمة” على حكمه ونصّب نفسه مدافعا عن الدين.

وبالإضافة إلى كونه السلطان ورئيس الوزراء فإنه يرأس وزارتي الدفاع والمالية، وقيادة القوات المسلحة، وهو أدميرال شرفي في الأسطول الملكي.

ولدى حسن البلقية ممتلكات عديدة من بينها مزرعة في أستراليا مساحتها نحو 5.8 آلاف كيلومتر مربع أي أكبر من بروناي نفسها.

ويتمتع بشعبية في بلده التي يحظى شعبها بمستوى معيشي مرتفع، ورغم ذلك فقد تعرض لانتقادات مؤخرا لفرضه الشريعة الإسلامية في البلاد.

ويعيش حسن البلقية في أكبر قصر في العالم، استانة نور الإيمان، والذي يضم 1788 غرفة.