سلطنة عمان في عيدها الوطني الـ51.. إنجازات رائدة ونهضة متجددة وقيادة حكيمة
السياسية :مرزاح العسل
وسط تطور اقتصادي كبير وإنجازات غير مسبوقة في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة وفي ظل قيادة حكيمة.. احتفلت سلطنة عمان اليوم الخميس، بعيدها الوطني الـ51، بإقامة العديد من المسيرات بالألعاب النارية وسباق الهجن وإقامة الكثير من المهرجانات والعروض العسكرية الرسمية والشعبية.
وذكرت وكالة الأنباء العمانية في تقرير لها أن السلطنة تحتفل بعيدها الوطني وشعبها متسلح بالإرادة والعزيمة والثبات للمحافظة على مكتسبات ومنجزات النهضة المباركة المتجددة وصونها بولاء راسخ لقائد مسيرتها السلطان هيثم بن طارق الذي أكد منذ توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020م سعيه لرفعة هذا البلد وإعلاء شأنه والارتقاء به إلى حياة أفضل.
ويتزامن الاحتفال بذكرى العيد الوطني العماني الذي يصادف الـ 18 من شهر نوفمبر من كل عام، مع تولي سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد الحكم في 1970، أي قبل 51 عاما لما شهدته السلطنة في عهده من نهضة وتطور في مجالات شتى.
ويأتي الاحتفال بالمناسبة لهذا العام بينما تواصل السلطنة نهضتها المتجددة.. وفي ظل الأوضاع التي يشهدها العالم انطلقت الخطة الخمسية العاشرة 2021 – 2025 هذا العام وهي الخطة التنفيذية الأولى للرؤية المستقبلية “عمان 2040” التي ترتكز على 4 محاور رئيسة تتفرع منها 14 أولوية وطنية و88 هدفا استراتيجيا و68 مؤشرا لقياس الأداء.
وتسعى الخطة إلى تحقيق عدد من الأهداف من بينها “تحفيز النشاط الاقتصادي وتطوير بيئة الاقتصاد الكلي ورفع كفاءة إدارة المالية العامة وتحقيق التوازن بين إجراءات ضبط وترشيد الإنفاق العام خاصة الجاري منه وتبني سياسات مالية توسعية منضبطة تحقق معدلات نمو مستدامة.
وتستهدف الخطة متوسط معدل نمو سنوي يقارب 3.2 في المائة في الناتج المحلى للأنشطة غير النفطية من خلال التركيز على قطاعات اقتصادية واعدة مثل الصناعات التحويلية ذات المحتوى التكنولوجي المرتفع والزراعة والثروة السمكية والاستزراع السمكي والتصنيع الزراعي والغذائي والنقل والتخزين واللوجستيات.
وبلغت جملة الإيرادات المقدرة للميزانية العامة للدولة العمانية للعام الجاري نحو 8 مليارات و640 مليون ريال عماني تم احتسابها على أساس سعر النفط 45 دولارا أمريكياً.
وبهذه المناسبة.. رعى سلطان عمان هيثم بن طارق عصر اليوم العرض العسكري الذي أُقيم على ميدان الاستعراض العسكري بمعسكر المرتفعة، والذي شاركت فيه وحدات رمزية تمثّل الجيش السلطاني العُماني، وسلاح الجو السلطاني العُماني، والبحرية السلطانية العُمانية، والحرس السلطاني العُماني، وقوة السلطان الخاصة، وشرطة عُمان السلطانية، وشؤون البلاط السلطاني، وشؤون البلاط السلطاني والخيالة السلطانية وخيالة الحرس السلطاني العُماني والفرقة الموسيقية العسكرية المشتركة.
وعند اعتلاء سلطان عمان المقصورة السلطانية أدّت طوابير العرض التحية العسكرية، وعزفت الموسيقى العسكرية المشتركة السلام السلطاني، وأطلقت مدفعية سلطان عُمان بالجيش السلطاني العُماني 21 طلقة تحية له.
وشهدت السلطنة مساء اليوم عروضا للألعاب النارية ابتهاجا بالعيد الوطني الـ51 أضاءت ورسمت بأشكالها المُبهرة وألوانها الزاهية السماء.. وجاءت العروض التي أُقيمت في محافظة مسقط بولايتي العامرات والسيب في تشكيلات مُبهرة نالت استحسان المُشاهدين وعبرت عن فرحة أبناء سلطنة عُمان بحلول هذه المُناسبة الغالية على قلب كل مواطن عُماني.
كما وستُقام عروض الألعاب النارية غدا الجمعة في محافظة ظفار ويوم الإثنين المقبل بمحافظة مسندم.
ويعتبر سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد أول من أحيا ذكرى اليوم الوطني العماني للنهضة، وذلك بعد جلوسه على كرسي الحكم في سلطنة عمان سنة 1970 ميلادي لمدة 51 سنة، واتخذ تاريخ يوم 18 نوفمبر من كل عام كعطلة وعيد يحتفل به سكان السلطنة، ويرجع أصل هذه الذكرى إلى استقلال عمان من الاستعمار البرتغالي على يد الإمام سلطان بن سيف بتاريخ 18 نوفمبر 1650، وبذلك تعد أول دولة تستقل بين الدول العربية.
وفي مثل هذا التاريخ، يحتفل العُمانيون باليوم الوطني، متسلحين بالإرادة والعزيمة والثبات للمحافظة على مكتسبات ومنجزات نهضة بلادهم.
وبعد توليه مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، وجّه السلطان هيثم بن طارق باستمرار 18 نوفمبر يومًا وطنيًّا للنهضة تحتفل به السلطنة كل عام، في لفتة طيبة تعبِّر عن أصدق مواقف الوفاء والصدق وأنبل المشاعر تجاه السلطان الراحل.
وفيما يعد السلطان قابوس مؤسس نهضة عمان الحديثة، فإن خلفه هيثم بن طارق هو قائد مسيرة النهضة المتجددة، التي ظهرت ملامحها جلية في الإنجازات التاريخية التي حققتها البلاد على أكثر من صعيد.
ويحتفي العمانيون بعيدهم الوطني الثاني في عهد السلطان هيثم بن طارق وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير لسلطان البلاد، وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التنموية التي تحققها بلادهم على مختلف الأصعدة في مسيرة النهضة المتجددة.
وما بين هذا وذاك، تبرز ملامح تلك المسيرة في إصدار دستور جديد للبلاد.
وشهد مطلع العام الجاري صدور النظام الأساسي للدولة وفقًا للمرسوم السلطاني رقم 6/ 2021 ليكون ركنًا أساسًا لمواصلة الجهود وصياغة مستقبل أفضل لعُمان والعمانيين، وقاعدة رصينة لنهضتهم المتجددة.
والنظام الأساسي للدولة يعد بمثابة دستور سلطنة عمان ويوفر الإطار القانوني لتطوير وتنفيذ كافة التشريعات والسياسات الحكومية.
وعلى صعيد مواجهة فيروس كورونا، نجحت السلطنة في مواجهة التحديات الناتجة عن انتشار الفيروس على أكثر من صعيد، كان أبرزها توفير لقاحات معتمدة دوليًّا وفق حملة وطنية للتحصين.
كما اتخذت اللجنة العُليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، عدة قرارات ضمنت بشكل كبير سلامة المواطنين والمقيمين، الأمر الذي انعكس إيجابًا في التعامل مع الجائحة على مستوى سلطنة عُمان.
وحرصا من السُّلطان هيثم بن طارق على الشباب وتوفير فرص عمل لهم ودعم أصحاب الأعمال العاملين لحسابهم الخاص، والحد من التأثيرات الناتجة عن انتشار جائحة كورونا، تم إطلاق مجموعة جديدة من المبادرات التشغيليّة في شهر مايو الماضي في إطار تنفيذ خطة توفير ما يزيد على (32) ألف فرصة عمل هذا العام.
كما ترأس السلطان هيثم اجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للتشغيل في الـ 5 من الماضي في دلالة عميقة أن هذا الملف يُعدّ من أهم الأولويات الوطنيّة.
وفي إطار الاهتمام بالمرأة وحقوقها، أكد سلطان عمان حرصه على أن تتمتع المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها وهو من “الثوابت الوطنية”.
وترجمةً للأسس التي تتبنّاها سلطنة عُمان في مجال تمكين المرأة في شتّى المجالات التنمويّة وتحفيزًا لدورها في المجالات الرياضيّة والثقافيّة، أصدر ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب العماني في أكتوبر الماضي، قرارًا وزاريًّا بإشهارِ نادي المرأة العُمانيّة للرياضة والإبداع الثقافي.
وعلى صعيد الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي، تم تعديل مسمى وزارة التعليم العالي إلى وزارة التعليم والبحث العلمي والابتكار في أغسطس من العام الماضي.. وفي الشهر نفسه، صدر مرسوم بإنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بفروعها في محافظات سلطنة عُمان وصدر نظامها في يونيو الماضي.
وأقر مجلس الوزراء العماني إنشاء فرع من الجامعة بمحافظة مسندم تضم عددًا من التخصصات في إطار الاهتمام بشأن تطوير المحافظة وتحقيق تنمية شاملة مستدامة.. كما تم إنشاء كلية الدقم في سبتمبر الماضي ومقرها محافظة الوسطى في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم تخضع للقوانين واللوائح والقرارات المنظمة للجامعات والكليات الخاصة المعمول بها في سلطنة عُمان.
وصدرت توجيهات ببناء 6 مدارس بتكلفة مالية تقديرية تبلغ حوالي 8 ملايين و850 ألف ريال عماني.
تلك المدارس والجامعات ستضاف إلى صروح العلم البالغ عددها 2430 مدرسة و11 جامعة حكومية وخاصة و18 كلية خاصة ستمكن أبناء وبنات سلطنة عُمان من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة.
وفيما يتعلق بالاهتمام بالبيئة، أصدر السُّلطان هيثم بن طارق مرسومًا سلطانيًّا في أغسطس الماضي بإنشاء محمية خور خرفوت الأثري بمحافظة ظفار لتضاف إلى المحميات الأخرى المتنوعة في سلطنة عُمان ليصبح عددها 21 محمية.. كما صادقت السلطنة على عدد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة والتشريعات المنظمة على المستوى المحلي.
ورغم التحديات التي فرضها انخفاض أسعار النفط العالمية والآثار المترتبة جراء جائحة كورونا، فإن الإجراءات والخطوات الحكيمة التي أعلن عن تنفيذها السلطان هيثم على مدار أول عامين من حكمه، كانت كفيلة بتجاوز تلك الظروف ومواصلة مسيرة النهضة.
وأسهمت الإجراءات التي اتخذتها سلطنة عُمان في تعديل التصنيف الائتماني في عدد من الوكالات ومن بينها موديز، حيث عدلت نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من سلبية إلى مستقرة في أكتوبر الماضي، مع التأكيد على التصنيف عند (3Ba).. وعدلت وكالة ستاندر آند بورز نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من مستقرة إلى إيجابية.
وتوقع صندوق النقد الدولي في سبتمبر الماضي تعافيَ الأنشطة الاقتصادية في سلطنة عُمان وتحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بحوالي 2.5 في المائة في هذا العام و4.2 في المائة في عام 2023م.
وتؤكد سلطنة عمان بشكل متواصل على عدالة القضية الفلسطينية ومطالبِ الشعب الفلسطيني.
ويذكر أن وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، أكد وبشكل رسمي أن بلاده لن تطبّع مع الكيان الصهيوني وذلك بعد انتشار شائعات تفيد بان السلطنة ستكون ثالث دولة خليجية ستطبع مع “اسرائيل”.
ولفت البوسعيدي إلى أن السلطنة تؤمن بمبدأ السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين.. مؤكدا وقوف عُمان مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بالتزامن مع احترام القرارات السيادية للدول.
وفي عهد الراحل السلطان قابوس ومن بعده السلطان هيثم بن طارق، انتهجت السلطنة سياسة خارجية متزنة ومحايدة، حيث احتفظت بعلاقات خارجية مميزة مع كافة الأقطار العربية والدولية، ولعبت السلطنة دورا سياسيا اقليميا وعربيا، كما ودعمت العديد من الدول في تطوير البنية التحتية وتشييد المدارس والمراكز الصحية.
وحافظت السلطنة في عهد السلطان هيثم على ثوابت سياستها الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول وعلى التَّعاون الدولي في مختلف المجالات.
وواصلت مع أشقائها وأصدقائها، الإسهام في دفع مسيرة التعاون، والنأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات، والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.
الجدير ذكره ان سلطنة عمان تشهد استقرارا سياسيا وأمنيا عكس ذاته في ازدهار البلاد وارتفاع نسبة التعليم فيها وتقدم قطاعها الصحي، عدا عن افتتاح المراكز الطبية والمستشفيات في كافة ولايات ومحافظات السلطنة.. كما عملت السلطنة على زيادة انتاج النفط والغاز وتعمل خلال السنوات الاخيرة على التطور والازدهار بكافة المجالات دون استثناء.