جاين دالتون

اذا لاحظت يوماً ما أن شريكك يصبح سريع الغضب وعدوانياً عندما تكون أمعاؤه خاوية، فلترتح لأنه لا يتصرف بهذه الطريقة وحده- فذباب الفاكهة أيضاً “يغضب عند شعوره بالجوع”.

اكتشف العلماء في جامعتي إيست أنغليا وأكسفورد أن ذكر ذباب الفاكهة الذي يتغذى على الفاكهة الفاسدة، يصبح أعنف كلما طالت فترة بقائه بلا طعام حتى مرور 24 ساعة.

وبعد مرور يوم كامل، وصلت درجة عنفه إلى مرحلة استقرار.

ودرس الباحثون قوارير فيها ذكر ذباب الفاكهة وكميات مختلفة من الطعام، وسجلوا عدد المناوشات بين الذباب وكم احتل رقعة الطعام.

وقالت كبيرة واضعي الدراسة جين بيري، من كلية علوم الأحياء في جامعة إيست أنغليا “من ناحية أولى، قد يؤدي الشعور بالجوع إلى حالة من الضعف، فلا يمكن للجائعين أن يكسبوا المعارك ولذلك يظهرون عدوانية مرات أقل”.

“ومن ناحية ثانية، قد يرغب الأشخاص الجائعون أكثر في التعارك على الطعام وهو ما يؤدي إلى إظهار عدوانيتهم أو “الغضب عند الجوع”.

“وجدنا أن ذكر ذباب الفاكهة يظهر عدوانية أكثر تجاه بعضه البعض”.

“ويُرجح أكثر أن تهاجم الذكور بعضها البعض وتضرب بعضها بأرجلها وهي تقضي وقتاً أكثر في الدفاع عن أجزاء الطعام”.

“وكلما جاعت، تبين سلوكاً أكثر عدوانية”.

وبعبارات أخرى، يصبح ذباب الفاكهة “غاضباً بسبب الجوع”، تماماً كالبشر”.

يقول الأطباء، إن انخفاض مستويات السكر في جسم البشر يؤدي إلى إطلاق هرمونات في مجرى الدم ومنها هرمون الأدرينالين المرتبط بسلوك الهروب أو القتال، والكورتيزول، هرمون التوتر الذي قد يؤدي إلى العدوانية.

قد يؤثر انخفاض مستوى السكر كذلك في وظائف الدماغ التي تضبط الانفعالات وتدفع السلوك الغريزي.

ويعاني بعض الأشخاص من أجل التركيز عندما تكون معدتهم خاوية، مثلاً.

وقالت دانييل إدموندز، التي قامت بهذه التجارب في أكسفورد “قد يكون ازدياد العدوانية لدى الذكور المحرومين من الطعام استراتيجية من أجل تعزيز الناتج الإنجابي في البيئات التي ليس البقاء على قيد الحياة مؤكداً فيها، لكن هذه المسألة تستدعي المزيد من الدراسة”.

“وتظهر دراساتنا الأخرى أن قلة توفر الطعام في مرحلة مبكرة من الحياة تُحدث الأثر المعاكس على العدوانية”.

“إن الذباب الذي يكبر في محيط فيه كمية طعام محدودة يكون أقل عدوانية عندما يبلغ”.

ويذكر أن أي ذبابة لم تمُت خلال التجربة.