دلافين تتعمد الشعور بالنشوة عبر مضغ أسماك فيها سموم للأعصاب
مشاهد استثنائية في وثائقي عن تلك الثدييات البحرية ضمن موائلها الطبيعية
آدم ويذنول
يُنظر إلى الدلافين على أنها أحد أكثر الأنواع الحية ذكاءً في مملكة الحيوانات، ويعتقد خبراء أنها تستخدم براعتها بهدف “الشعور بالانتشاء”.
وفي مشاهد استثنائية التقطتها كاميرات بغية ظهورها ضمن فيلم وثائقي جديد، شوهدت دلافين صغيرة أثناء تلاعبها بتأنٍ بنوع معيّن من الأسماك تسمّى “ينفوخية”puffer fish التي يعرف عنها أنها تطلق سمّاً عصبياً حينما تتعرّض للضغط.
واستطراداً، يعرف عن ذلك السم أن الجرعات الكبيرة منه تكون مميتة، لكن الجرعات الصغيرة تولّد تأثيراً مخدراً، ويبدو أن الدلافين توصلت إلى كيفية جعل الأسماك تطلق الكمية المناسبة بصورة حصرية، إذ تمضغ الدلافين الأسماك على مهل وتمرّرها بين بعضها بعضاً، ثم تدخل تلك الثدييات البحرية في ما يبدو حالة أشبه بالانتشاء.
والتقُط ذلك السلوك اللافت لدى تلك الثدييات البحرية عبر كاميرات صنّاع السلسلة الوثائقية “دلافين: تجسّس في المجموعة”Dolphins: Spy in the Pod التي تتألف من جزءين وأنتجها جون داونر، المنتج المتخصّص في وثائقيات الحياة البرية والحائز جوائز عدة، كي يُصار إلى بثها على قناة “بي بي سي وان” BBC One لـ”هيئة الإذاعة البريطانية”.
في حديث إلى “صنداي تايمز”، أشار روب بيلي، عالِم الحيوانات الذي عمل أيضاً كمنتج في السلسلة، إلى أن “تلك الحالة تمثّل دلافين شابة تجرّب عن قصد مادة نعرف أنها مخدّرة”.
وأضاف، “مع مضغ الأسماك الينفوخية برويّة ثم تمريرها إلى بعضها البعض، بدأت الدلافين تتصرّف على نحو غريب جداً، وراحت تحوم برفقة بعضها وأنوفها تظهر فوق سطح الماء كما لو أنها مفتونة بانعكاساتها”، بحسب شرح بيلي.
وفي إشارة إلى حادثة خارجة عن المألوف أيضاً، أشار بيلي إلى أن “تلك المشاهد ذكّرتنا بالجنون الذي رأيناه قبل بضعة أعوام عندما بدأ أشخاص يلعقون ضفادع (تفرز مواد كيماوية خطيرة على جلدها عند مهاجمتها) بحثاً عن الشعور بانتشاء كبير، لا سيما حال الهلوسة التي أصيبوا بها بعد ذلك. لقد شكّلت رؤية ذلك الأمر أحد أكثر الأمور غرابة”.
وفي التفاصيل، يرد أن صنّاع ذلك الفيلم الوثائقي استعانوا بكاميرات تجسس مخفية في نسخ مزيفة من سلاحف وأسماك وأسماك حبار، بهدف تصوير مشاهد مدتها 900 ساعة، تعرض حياة الدلافين في موائلها الطبيعية.
وستُعرض المشاهد التي تظهر فيها الدلافين أثناء “استغلالها” الأسماك الينفوجية، في الحلقة الثانية من السلسلة التي تبدأ يوم الخميس.
تذكياً، يُعتبر “دلافين: تجسس في المجموعة” الوثائقي الأحدث ضمن سلسلة طويلة من أفلام وثائقية من إنتاج داونر، تستعرض حياة الحيوانات وتستخدم تقنيات كاميرات تجسس مماثلة. تتضمّن السلسلة السابقة “طيور البطريق: تجسس في الحشد”Penguins: Spy in the Huddle ، التي تولّى الممثل والمخرج ديفيد تينانت دور الراوي فيها أيضاً، على غرار ما فعله في الشريط عن الدلافين، و”الفيلة: تجسس في القطيع” Elephants: Spy in the Herd مع ديفيد أتينبره، صانع الوثائقيات والمذيع التلفزيوني والكاتب والناشط البيئي البريطاني الشهير، و”أسود: تجسس في العرين” Lions: Spy in the Den.
وشرح داونر أن “الحيوانات المزيفة الجاسوسة صُمّمت بغرض التسلل إلى الحياة الخفية للدلافين، بالاعتماد على مظهرها الذي يشبه تماماً الكائنات البحرية التي يمكن أن يلتقيها الدلفين في حياته اليومية”.
(نُشر المقال للمرة الأولى في 2013)