السياسية:

أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية تقريرا يحتوي على 204 صفحة خلصت فيه إلى أن السلطات الإسرائيلية ترتكب “جريمتين ضد الإنسانية” متمثلتين في “الفصل العنصري والاضطهاد”.

وأفاد التقرير بأن السياسة الإسرائيلية تستهدف “الإبقاء على هيمنة الإسرائيليين على الفلسطينيين”.

“تجاوز الحد القانوني”

ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها الكيان الإسرائيلي اتهامات مشابهة بارتكاب انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.. لكن تقرير هيومان رايتس يقول إن حكومة الكيان الإسرائيلي “تجاوزت الحد القانوني” ويجب أن تواجه عواقب نتيجة انتهاجها سياسة “فصل عنصري” ضد الفلسطينيين.

يقول أحمد بن شمسي من هيومان رايتس إن: “الفصل العنصري ليس هو فقط عبارة للتنديد فهو مفهوم قانوني تنطبق عليه ضوابط معينة منبثقة من القانون الدولي”.

فبحسب “الاتفاقية الدولية لقمع جريمة الفصل العنصرية” الموقع عليها عام 1973 و”نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية” لعام 1998، يعد الفصل العنصري جريمة إذا توفرت عناصر “نية إبقاء هيمنة جماعة عرقية على أخرى في ظل سياق من القمع الممنهج من الجماعة المهيمنة مع ممارسة أفعال لا إنسانية”

تقرير هيومان رايتس

تقول هيومان رايتس إنها قامت على مدار سنوات بتوثيق عدد من الممارسات الكيان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني أبرزها وجود “6.8 مليون إسرائيلي يتحركون بحرية بين المدن الكيان والقدس الشرقية وأجزاء من الضفة الغربية بينما يعيش 6.8 مليون فلسطيني مشتتين في أماكن متباعدة ومتفرقة” .

بالنسبة للقدس الشرقية يتعين على 400 ألف فلسطيني الحصول على حق الإقامة المشروط والقابل للإلغاء بينما لا يحتاج الإسرائيليون لذلك. أما في الضفة الغربية فقد رصد التقرير 600 حاجز أمني فضلا عن مصادرة مليوني دونم من الأراضي – مايعادل ثلث مساحة الضفة الغربية – بهدف “التهجير القسري”. فضلا عن بناء جدار فاصل جزئي على الأراضي الفلسطينية.

لماذا لا يحصل الفلسطينيون على لقاحات كورونا؟

حكومة الكيان رفضت التعليق – قبل الاطلاع الكامل على التقرير – لكن محللين إسرائيليين اعتبروا مخرجات التقرير تجديدا لموقف المنظمة الحقوقية “المعادي” لإسرائيل بحسب المحلل السياسي إيلي نيسان: “منظمة هيومان رايتس ووتش لا ترغب بقيام دولة إسرائيل” وأضاف أن “هذا تقرير ليس له أساس من الواقع والدولة تحترم كل السكان وكل المواطنين بمن فيهم العرب”.

لكن الاتهامات التي توجهها هيومان رايتس ليست جديدة. فقد سبق أن أصدر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بيتسيلم) تقريرا في يناير\كانون الثاني 2021 قال فيه إن ما وصفه بــ”التفوق اليهودي من النهر إلى البحر يرقى إلى حد الأبارتهايد أو الفصل العنصري”.

قانون “القومية اليهودية”

في 2018 صوت الكنيست بغالبية 63 صوتا لصالح قانون “القومية اليهودية” الذي يمنح اليهود فقط ممارسة حق تقرير المصير في البلاد بينما ألغى اللغة العربية كلغة رسمية ثانية في البلاد.

على الرغم من وصف أعضاء في الكنيست من المعارضة الإسرائيلية القانون بأنه يهدف إلى الإضرار بحقوق عرب إسرائيل إلا أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أشاد بالقانون قائلا: “الأغلبية المطلقة من الشعب الإسرائيلي تريد ضمان الشخصية اليهودية للجيل القادم”.

المحكمة الجنائية الدولية

يوصى تقرير هيومان رايتس المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق مع الضالعين في “الفصل العنصري والاضطهاد” بحق فلسطينيين.

يأتي هذا التقرير بينما فتح المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في مارس /اذار 2021 بحق مزاعم بوقوع جرائم حرب في غزة والقدس الشرقية والضفة الغربية منذ يونيو /حزيران 2014 .

رفضت إسرائيل التحقيق واعتبرته “معاداة للسامية” .

بي بي سي