السياسية:

قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، امس الجمعة، إنه تم تسريب تفاصيل عملية حساسة شديدة الخطورة إلى وسائل إعلام أجنبية، قبل يوم من تنفيذها، مشيرةً إلى أن وحدة عسكرية للكيان إلاسرائيلي رفيعة المستوى كان منوطاً بها تنفيذ العملية. 

غضب من التسريب

الصحيفة أوضحت أنه لم يكن يعلم بأمر هذه العملية سوى عدد قليل من مسؤولي السياسة والدفاع في إسرائيل، وأنها تأجلت لمدة يوم لدواع أمنية، لكنها نُفذت بنجاح في نهاية المطاف.

المصدر الذي سرَّب تفاصيل العملية لوسائل الإعلام لم يعلم بقرار تأجيلها، ولدى اكتشافه ذلك طلب تأجيل النشر، وكانت هذه العملية جزءاً من جهود مؤسسة الدفاع للكيان الإسرائيلي لتقليص نفوذ إيران في سوريا ودول أخرى في المنطقة.

كان قد تحدد موعد تنفيذ العملية بعد فترة طويلة من إعداد وتدريب الوحدة العسكرية رفيعة المستوى، واعتبر صانعو القرار أن أهمية العملية أكبر من ألا تستمر، رغم المخاطر الهائلة لاستمرارها على العملاء المشاركين في تنفيذها.

أثار تسريب المعلومات غضب أعضاء بارزين في مؤسسة الدفاع والوحدة رفيعة المستوى التي نفذت المهمة، حيث لم يعلموا بأمر تسريب التفاصيل إلى وسائل الإعلام، وحذر مسؤولون أمنيون من أن هذا التسريب يعرض حياة العملاء لخطر جسيم.

توتر مع إيران

لم تحدد الصحيفة الإسرائيلية مكان وقوع العملية، لكن المعلومات عن تسريب خطة العملية، يأتي بعد أيام من حديث صحيفة The New York Times، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها من تقف وراء الهجوم على السفينة الإيرانية الذي وقع الشهر الماضي في البحر المتوسط.

الصحيفة كانت قد نقلت عن مسؤول أمريكي -لم تذكر اسمه- قوله إن إسرائيل قالت للولايات المتحدة إن هذه العملية جاءت رداً على عملية وقعت الشهر الماضي، ونُسبت إلى إيران، ضد سفينتين مملوكتين جزئياً لشركات إسرائيلية تابعة لرجلي الأعمال رامي أونجر وأودي أنجل.

ورغم عدم صدور تأكيد رسمي للكيان الإسرائيلي، على وقوف تل أبيب وراء استهداف السفينة الإيرانية، فإن وزير دفاع الكيان الإسرائيلي بيني غانتس، قال عندما سُئل عن الحادثة: إن “إسرائيل ستتخذ إجراءات عسكرية في أي مكان يوجد فيه تهديد ضدها”.

من جانبها، أكدت طهران الحادثة، وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الأربعاء الماضي، أن السفينة الإيرانية “سافيز” استُهدفت في البحر الأحمر، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة: “الانفجار وقع صباح الثلاثاء (الماضي)، بالقرب من ساحل جيبوتي، وتسبب في أضرار طفيفة، لكن لم تحدث إصابات”.

زادة أشار إلى أن السفينة كانت متمركزة هناك لتأمين المنطقة من القراصنة، وفق قوله، مشيراً إلى أن الأمر لا يزال قيد التحقيق.

والسفينة “إيران سافيز”، وإن كانت تُصنَّف تقنياً على أنها سفينة شحن، فإنها أول سفينة إيرانية، من المعروف أنها متمركزة للاستخدام العسكري، تتعرّض لهجومٍ في المناوشات الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.

يُذكر أن “المعهد البحري الأمريكي” كان قد نشر تقريراً في أكتوبر/تشرين الأول 2020 أكّد فيه أن “سافيز” سفينةٌ عسكرية سرية يديرها الحرس الثوري الإيراني، وذكر التقرير أن رجالاً يرتدون زياً عسكرياً كانوا موجودين على متن السفينة، وأن زورقاً يستخدمه الحرس الثوري الإيراني عادةً، وله هيكل مشابه لزوارق “بوسطن ويلر” الأمريكية، كان على ظهر السفينة.

يُشار إلى أن المناوشات البحرية بين إيران وإسرائيل مستمرة منذ عامين، لكنها كانت تتضمن في السابق نوعاً مختلفاً من الأهداف، ومنذ عام 2019، هاجمت إسرائيل عدة سفن تجارية كانت تحمل النفط والأسلحة الإيرانية عبر شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر، وهي جبهة بحرية جديدة فتحتها الكيان في حرب الظل الإقليمية التي لطالما دارت براً وجواً.

عربي بوست