فريق الصحة العالمية يبدأ اليوم مهمة تتبع منشأ فيروس كورونا في ووهان
السياسية : عبـدالله المـراني
يبدأ فريق خبراء منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس، مهمة التحقيق الميداني في أصول جائحة (كوفيد- 19) في مدينة ووهان الصينية، بعد أسبوعين من وصوله إلى المدينة.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن فريق الخبراء الذي يسعى للبحث عن منشأ الفيروس القاتل خضع للحجر لمدة أسبوعين في أحد الفنادق المخصصة لذلك بعد وصوله إلى مدينة ووهان حيث ظهر الفيروس في أواخر عام 2019.
وأشارت الوكالة إلى أن الخبراء غادروا اليوم الفندق حيث أمضوا حجرا صحيا استمر أسبوعين، قبل بدء تحقيقهم الميداني في المدينة التي ظهر فيها وباء (كوفيد-19) في نهاية 2019.
الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد أعلنت أنها “ستقيّم مصداقية تقرير التحقيق عند انتهائه”، لكن الصين رفضت هذا التحذير واتهمت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن بالسعي “لتسييس” التحقيق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحفيين: إن الصين تأمل في أن تتمكن الولايات المتحدة من “احترام الوقائع والعلم، احترام العمل الشاق لفريق الخبراء، التابع لمنظمة الصحة العالمية” والسماح لهم بالعمل “بعيدا عن أي تدخل سياسي.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي قد صرحت الأربعاء بأنه “من الضروري الوصول إلى جوهر الأمور للأيام الأولى من الوباء في الصين، وطالما دعمنا تحقيقا دوليا يجب أن يكون في رأينا واضحا ومعمقا”.
وتأتي دعوة الولايات المتحدة في وقت تجاوز عدد الإصابات بالفيروس عتبة الـ100 مليون إصابة وفيما تبذل الحكومات جهودا حثيثة للحصول على جرعات محدودة من اللقاح، وسط خلاف تفجر بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول إمدادات اللقاح الذي تنتجه شركة “أسترازينيكا”.
ويذكر أن الصين منعت حتى الآن أي جهود دولية لتتبع منشأ الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 2,1 مليون شخص في العالم، ولم تسمح إلا مؤخرا لفريق منظمة الصحة بالدخول إلى أراضيها بعد تأجيل متكرر للزيارة.
واستبعدت الصين أي مسؤولية عن الخسائر البشرية والاقتصادية الفادحة، وقالت من دون تقديم أدلة أن الفيروس ظهر في مكان آخر.
هذا ومن المتوقع أن يبدأ فريق منظمة الصحة العالمية مهمته الشديد الترقب، وسط إجراءات أمنية مشددة اليوم، بعد أن أنهى أفراد الفريق فترة الحجر بعد وصولهم إلى الصين.
واتهم أقارب الذين توفوا في ووهان، السلطات الصينية بحظر مجموعتهم من تطبيق للتواصل الاجتماعي والضغط عليهم لإسكاتهم، في مسعى على ما يبدو لتجنب أي إحراج خلال تحقيق المنظمة.
من جانب آخر تفاقم الوباء على الرغم من انطلاق حملات تلقيح في العديد من الدول، وبرزت مشكلة رئيسية في الأسابيع الأخيرة تتعلق بتخطي الطلب على اللقاحات بفارق كبير الكميات المتوفرة.
ومع ارتفاع عدد الإصابات في أنحاء أوروبا طلب الاتحاد الأوروبي أن تقوم شركة “أسترازينيكا” بسدّ التأخر في التسليم، بتزويدها بجرعات من مصانعها في المملكة المتحدة.
فيما طلبت بريطانيا من الشركة الإيفاء بتعهداتها المتعلقة بالتسليم أيضا في وقت تسعى لتسريع برنامجها، بل حتى تستخدم مواقع تاريخية مثل كاتدرائية “سالزبري” وملعب لورد للكريكت، كمركزين للتلقيح.
وقالت شركة “أسترازينيكا”: ببساطة إن كمية اللقاحات غير كافية.. فيما أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو اليوم، أنه سيتم إنتاج 90 مليون جرعة على الأقل من اللقاح الذي تطوره الشركة بالتعاون مع جامعة أكسفورد، في اليابان.
من جهتها أعلنت وسائل إعلام يابانية، أن اللقاحات قد لا يتم توزيعها قبل مايو القادم.. فيما رفعت شركة (فايزر) التي قامت بتطوير لقاحها الناجح مع شركة بايونتيك، هدف انتاجها لهذا العام من 1,3 مليار جرعة إلى مليارين.
وكشفت أحدث الإحصاءات العالمية المعلنة حول جائحة “كورونا”، حتى اليوم ، أن عدد الوفيات جراء الفيروس بلغ أكثر من مليونين و184 ألف و283 وفاة، فيما بلغت حصيلة المصابين 101 مليون ونحو 442 ألف إصابة، تعافى منهم ما يقارب من 73 مليونا و329 ألف مريض.
وتواصل جائحة كورونا تفشيها في 219 دولة وإقليما ومنطقة حول العالم، وسجلت دول العالم الأربعاء، زيادة محدودة في عدد الإصابات الجديدة المكتشفة، وزيادة ملحوظة في عدد الوفيات، مقارنة باليوم الذي سبقه، وسُجلت 590 ألف و732 إصابة جديدة، أوقعت خلال الـ24 ساعة الأخيرة 16,852 حالة وفاة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن حصيلة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم تراجعت لليوم الثاني على التوالي إلى ما تحت 470 ألفا، أي أدنى مستوى منذ أواخر العام الماضي.
ويأتي ذلك على خلفية تباطؤ وتيرة انتشار الفيروس التاجي بشكل ملموس في الأيام الأخيرة مقارنة مع معدلات الأسابيع الأخيرة في عدد من الدول.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنه من المبكر جدا التوصل إلى أي استنتاجات تتعلق بعمل بعثتها إلى ووهان وما إذا كانت جائحة (كوفيد- 19) بدأت في الصين.
الجدير ذكره أن فريق خبراء منظمة الصحة العالمية قد وصل إلى ووهان في الـ14 من يناير الجاري للتحقيق في منشأ فيروس كورونا، ونُقِل أفراد البعثة إلى فندق لقضاء حجر صحي.. وتترقب الصين تدقيق فريق الخبراء العاملين لدى المنظمة العالمية، وما العناصر التي سيضيفونها إلى روايتها المتعلقة بالفيروس، خصوصا أنها روجت شيئا فشيئا لفكرة أن الوباء بدأ خارج حدودها.