السياسية:

ناقشت صحف ومواقع عربية احتمالات قيام إيران بالثأر لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني في الذكرى الأولى لاغتياله.

وكان قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، قد وجه رسالة لواشنطن خلال مراسم الذكرى الأولى لتأبين سليماني، قائلاً: ” قد يأتي فرد من داخل بيتكم يرد على جريمتكم”.

وتوقع كتاب أن الرد الإيراني سيأتي لا محالة فيما رأى آخرون أن الثأر قد يستهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصياً.

ورأى آخرون أن التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة توجه بدورها رسالة قوية لطهران.

فيلق القدس لواشنطن: الرد على “جريمة اغتيال سليماني قد يأتي من داخل بلادكم”

“الانتقام سيبقى قائماً وقوياً”

يقول طالب الحسني في “رأي اليوم” اللندنية إن إيران “لا تعتبر أن الرد على عملية الاغتيال سيكون بقاعدة العين بالعين، بل سريعاً ما حددت أن الرد استراتيجي وأن الانتقام سيكون بإخراج الولايات المتحدة من المنطقة”.

ونقلت “الميادين” اللبنانية عن كبير مستشاري المرشد الإيراني للشؤون العسكرية يحيى رحيم صفوي، قوله إن الانتقام لسليماني سيبقى “دائماً قائماً وقوياً”.

ويضيف: “ندرك نقاط ضعف وقوة العدو، وقواتنا العسكرية تتمتع بإشراف استخباراتي واستعداد قتالي. إيران لن تكون البادئة بأي حرب، لكن إذا هاجم العدو بلادنا ومصالحها الحيوية لدينا القدرة والاستعداد الكامل للرد بقوة”، مضيفاً أن طهران “لا تسعى إلى التصعيد على المدى القصير”.

ويقول سعيد محمد في “العالم” الإيرانية إنه في ذكرى اغتيال سليماني “أمريكا تفشل بوضع قواعد لعبة جديدة”.

ويستطرد: “في محاولة لتبرير جريمة اغتيال سليماني وصحبه الأبرار، تبجح قائد القيادة المركزية الأمريكية كينيث ماكينزي في لقاء مع شبكة سي إن إن الأمريكية، بأن أمريكا، ومن خلال اغتيالها سليماني، تمكنت من تخطي الخط الأحمر الذي أرادت إيران أن تفرضه علينا في المنطقة. ناسياً أو متناسياً، أن الجريمة البشعة، لم تنجح في فرض معادلة جديدة لصالح أمريكا فحسب، بل ستعجل من رحيلها من المنطقة، ناهيك عن الثمن الباهظ الذي يجب أن تدفعه عاجلاً أم آجلاً”.

ويضيف الكاتب: “يبدو أن إيران، بمواقفها العلنية والصريحة من قضية الثأر للقائد سليماني، والرد على أي تهديد أمريكي بتهديد أقوى، أفشلت الحرب النفسية التي حاولت أمريكا والكيان الإسرائيلي والرجعية العربية، شنها على الشعب الايراني، ومحور المقاومة، بهدف نسيان الجريمة، أو تهميشها”.

هل تثأر طهران باغتيال ترامب؟

وتتساءل “رأي اليوم” اللندنية في افتتاحيتها: “هل سيكون اغتيال الرئيس ترامب بعد مغادرته السلطة هو الرد الإيراني للثأر لدماء سليماني؟”

وتقول: “الإيرانيون، ونحن نتحدث هنا عن الشعب والقيادة معاً، سينتقمون حتماً لاغتيال اللواء قاسم سليماني، ولكنهم غير متهورين، ويأخذون قراراتهم وينفذونها بتأن وضبط نفس”.

وتشير الجريدة إلى تصريح إبراهيم رئيسي قائد السلطة القضائية في إيران، الذي قال فيه “إن قتلة سليماني لن يكونوا في أمانٍ في أي مكانٍ في العالم”، مضيفاً أنه “حتى الرئيس ترامب الذي أمر بتصفية سليماني لن يتمكن من الإفلات من العدالة مثل كل الذين لعبوا دوراً في عملية القتل”.

وتتابع الجريدة: “هذا التهديد المباشر لن يجعل الرئيس ترامب يتمتع بحياة آمنة بعد مغادرته السلطة، وسيظل في حال رعب حتى آخر يوم من حياته، لأنه لا يعرف من أين ستأتيه رصاصة الانتقام، وهذا في حد ذاته الجحيم بعينه”.

رسالة واشنطن العسكرية

على الجانب الآخر، يرى إميل أمين في “الشرق الأوسط” اللندنية أن واشنطن في وضع أقوى.

ويقول: “تبدو إيران عازمة، ومع الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رجلها في المنطقة الجنرال قاسم سليماني، على الثأر. وهو عزم عززته تصريحات عديدة، في مقدمتها ما صدر عن المرشد علي خامنئي، حين أشار إلى أنه يتوجب على من أمر ونفذ اغتيال الجنرال سليماني أن يدفع الثمن، وأن الانتقام حتمي، ومتاح في أي فرصة”.

ويتابع: “روحاني قبل أيام أكد أن بلاده ستقطع رجل أمريكا في المنطقة مقابل قطعها يد سليماني، وأن طهران لن تتراجع عن الانتقام الذي هو حق لها. وضمن ما قاله أن تصويت البرلمان العراقي على إخراج القوات الأمريكية كان عملاً كبيراً”.

غير أن الكاتب يرى أنه ” في كل الأحوال تظهر التحركات العسكرية الأمريكية وتصريحات الجنرال فرانك ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية (سانتكوم)، أن واشنطن قابضة على الجمر، وما تحرك حاملة الطائرات ‘أبراهام لنكولن‛، وتحليق قاذفات ‘بي – 52‛ الحاملة للقنابل النووية على اختلاف أشكالها، من استراتيجية كبرى، إلى تكتيكية صغرى، ومرور غواصات نووية لتكون بالقرب من الخليج العربي، إلا إشارات يفهمها العسكريون في إيران، إن كانت لهم بقية من فهم”.

من جانبه، يتحدث علي شندب في “اللواء” اللبنانية عن أن “كل من يهوى المقاومة” سيثأر لسليماني.

ويقول: “على إيقاع الثأر المنتظر تستكمل اسرائيل غاراتها وقصفها المركز على مواقع تابعة لإيران وميليشياتها في سوريا. وهي الغارات التي يعلن نتنياهو في سياقها تصميمه على منع إيران من تحويل سوريا إلى قاعدة لها”.

ويضيف: “لم يعد سراً القول، أن تحليق الطيران الصهيوني المكثف فوق لبنان بات مرتبطاً بتنفيذ عملية أمنية نوعية، وقد تحدثت تقارير عدة أن هدف هذه العملية رأس زعيم حزب الله شخصياً”.
وكالات