السياسية – تقرير :

لا يزال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب حتى الآن متمسكا برفضه الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن رغم الدعوات الكثيرة التي وجهت له في الداخل الأمريكي للاعتراف بالهزيمة، وذلك بسبب سياساته السلطوية وتصريحاته العبثية التي جعلت منه أكثر الشخصيات العالمية إثارة للجدل.

وقد وجهت جهات عدة دعوات لترامب بالرضوخ لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 3 نوفمبر الماضي  .

ومن بين هذه الجهات صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية التي كانت من أكبر داعمي ترامب في الانتخابات والعائدة لقطب الإعلام روبرت ميردوخ والتي دعته لوقف ما أسمته “انقلابه غير الديمقراطي”.

كما دعت الصحيفة الشعبية المحافظة ترامب لوقف “انقلابه غير الديمقراطي” والتركيز على مساعدة الجمهوريين الحفاظ على الغالبية في مجلس الشيوخ في انتخابات الإعادة بجورجيا الشهر المقبل.

وحثت الصحيفة ترامب على القبول بنتائج الانتخابات في افتتاحية نشرتها ليلة الأحد. وقالت فيها إن الوقت قد حان لإنهاء “التمثيلية السوداء”.

واختارت الصحيفة عنوان الافتتاحية عنوانا لها على الصفحة الأولى: “تخلى عنها أيها الرئيس من أجل الأمة”.

وقالت فيها: “نحن على مسافة أسبوع من لحظة مهمة للأربع سنوات المقبلة لهذا البلد”… وفي 5 يناير ستتم عمليتا إعادة انتخابات في جورجيا والتي ستحدد فيما إذا استمر الحزب في السيطرة على مجلس الشيوخ وإن كان لدى بايدن مجموعة من الداعمين…ولسوء الحظ فأنت مهووس ففي اليوم التالي، 6 يناير، يجتمع الكونغرس ويقوم بشكل رسمي بالمصادقة على تصويت المجمع الانتخابي.

ترامب نشر تغريدة طلب خلالها من الجمهوريين التحلي بالشجاعة ورفض النتائج ومنحه أربع سنوات جديدة وهو ما وصفته الصحيفة بأنه “تهليل لانقلاب غير ديمقراطي”.

وأشارت إلى أن جهود ترامب بإعادة الانتخابات أو فرز الأصوات في أكثر من ولاية لم تثمر عن شيء لافتة إلى مثالين الأول دفعت فيه حملته 3 ملايين دولار لإعادة فرز الأصوات وفي ويسكنسن وخسر خلالها 87 صوتاً آخر كما قامت جورجيا بالفرز مرتين وكلاهما أكد فوز بايدن رغم أن الفرز تم بالأيدي ما يدحض نظرية تزوير الانتخابات التي يزعمها.

وأضافت الصحيفة إن المحامية سيدني باول مجنونة ومقترحات مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين بفرض الأحكام العرفية هي “عار”.

واعتبرت الصحيفة أن المضي في هذا الطريق “مدمر” ووجهت النصح لترامب بالقول: “لو قضيت أيامك الأخيرة في مكتبك الرئاسي وأنت تهدد بحرقه فإن الناس لن يتذكروك على أنك شخص ثوري وإنما فوضوي يحمل علبة كبريت”.

أما مجلة فورين بوليسي الأمريكية، فقد نشرت في وقت سابق تحليلاً إخبارياً أعده المراسل مايكل هيرش جاء فيه أن مشكلة الولايات المتحدة الآن لا تقتصر على رفض ترامب الاعتراف بنتيجة الانتخابات الرئاسية ومحاولة الانقلاب وتغيير تلك النتيجة بل في زرع الفوضى وانتهاج سياسة الأرض المحروقة فالمشكلة تكمن في أن الرئيس المنتهية ولايته يزرع بذور الفوضى داخل إدارته وفي كل الجبهات بدءاً بالتعاطي مع تفشي فيروس كورونا وخطط الإنقاذ الاقتصادي.

كما تدخل أيضاً ضمن سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها ترامب قبل ترك الرئاسة المجزرة الاقتصادية التي تسبب فيها تفشي فيروس كورونا والتي من المرجح أن تستمر العام المقبل مع زيادة حالات الإصابة والوفيات بشكل كبير في أمريكا.

وقد أثارت إدارة ترامب القلق من خلال الإعلان عن سلسلة تعيينات في قيادة البنتاغون منذ الانتخابات، بما في ذلك إقالة وزير الدفاع مارك إسبر الذي نأى بنفسه عن استخدام الأمر باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناهضين للعنصرية في وقت سابق هذا العام.

ولأسابيع بعد الانتخابات، ايضا مُنع بايدن من تلقي إيجازات استخباراتية رئيسية، وهي جزء أساسي وروتيني في العادة لعملية الانتقال الرئاسي.

وذكر وزير دفاع ترامب بالوكالة كريس ميلر إن الإدارة المنتهية ولايتها اتفقت مع فريق بايدن على إيقاف الإحاطات خلال موسم الأعياد، وهو ما نفاه فريق بايدن.

وأصدر ميلر الإثنين بيانا أكد فيه أن جهود التنسيق من قبل البنتاغون مع الفريق الانتقالي “تتجاوز ما قامت به إدارات أخرى ولا يزال أمامنا أكثر من ثلاثة أسابيع”.

وأضاف أن مسؤولي وزارة الدفاع سيواصلون العمل “بطريقة تمتاز بالشفافية والزمالة” لدعم انتقال السلطة.

ويأتي تعيين ترامب لموالين له في البنتاغون في اللحظات الأخيرة من ولايته وسط توترات شديدة مع إيران، التي حملها ترامب مسؤولية هجوم صاروخي على السفارة الأمريكية في العراق قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ضربة شنّتها طائرة مسيرة أمريكية قرب مطار بغداد.

لكن بايدن وجه اتهاما لاذعا لـ”وزارة الدفاع الأمريكية ” بـ “قلة المسؤولية” لأنها لم تزود فريقه بالمعلومات التي يحتاجها لانتقال السلطة قائلا إن فريقه يواجه “عقبات من القيادة السياسية”.

وأكد بايدن أن إدارة ترامب في البنتاغون تعرقل عملية انتقال السلطة، محذرا من أن هذه “العوائق” قد تسبب  مخاطر أمنية للولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الإثنين إن الموظفين الذين عينهم دونالد ترامب في البنتاغون يعرقلون عملية انتقال السلطة، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تواجه مخاطر أمنية جراء ذلك.

وبعد تلقيه مع نائبته كامالا هاريس إحاطة حول الأمن القومي من طاقمه المكلف ترتيب الانتقال، أكد بايدن أن الموظفين الإداريين في البنتاغون وكذلك مكتب الإدارة والميزانية يضعون “عوائق”.

وتابع “حاليا لا نحصل على كل المعلومات التي نحتاجها من الإدارة المنتهية ولايتها حول نقاط رئيسية متعلقة بالأمن القومي”.

ووصف الأمر بأنه “من وجهة نظري هذا لا يقل عن انعدام المسؤولية”.

وأضاف بايدن أنه يسعى للحصول على “صورة كاملة” من قبل الإدارة المنتهية ولايتها حول تمركز الجنود الأمريكيين حول العالم.

وقال “نحتاج إلى رؤية كاملة للتخطيط للميزانية الذي يجري العمل عليه في وزارة الدفاع والوكالات الأخرى من أجل تجنب أي إرباك أو استغلال من قبل خصومنا للحاق بنا”.

ويتولى بايدن منصبه في 20 يناير المقبل لكن الرئيس ترامب رفض قبول الهزيمة في الانتخابات التي أجريت يوم 3 نوفمبر الماضي.

ونظر المعارضون السياسيون بقلق إلى تنصيب ترامب لاحقا للموالين له في وزارة الدفاع قبل رحيله. ورأى المنتقدون هذه الخطوة محاولة لبث الفوضى في الأسابيع الأخيرة من إدارته.

ويرى المحليين أن السياسات التي انتهجها ترامب خلال فترة ولايته التي استمرت منذ 2016 وحتى الآن تسببت في إحداث انقسامات داخل المجتمع الأمريكي ولدى الرأي العام الدولي حيث جعل ترامب بلاده منقسمة داخليا وشبه منغلقة خارجيا.